كشفت معطيات حصل عليها موقع "تيلي ماروك" أن الفرقة الوطنية للدرك الملكي استمعت، أخيرا بكل من تطوان وطنجة، لرجال أعمال يشتبه في صلتهم بملفات لتبييض الأموال عن طريق تجارة المخدرات القوية "الكوكايين". وأوضحت المصادر نفسها أن المحققين عادوا لفتح ملف ثقيل كانت تشرف عليه مصالح الدرك الملكي، ويعود لسنة 2009 ويتعلق الأمر بسقوط طائرة تحمل هوية ألمانية وهي من النوع الصغير مخصصة لنقل وتهريب المخدرات بالطريق الجهوية بتراب دوار أولاد سليمان جماعة الصفصاف بعمالة سيدي قاسم.
وأكدت المعطيات المتوفرة أن هذا التحرك جاء بناء على تعليمات قضائية جديدة بالمحكمة الابتدائية بسيدي قاسم، بخصوص الاستماع إلى أحد الأشخاص الفارين خارج التراب الوطني، بعد ورود اسمه في محاضر الضابطة القضائية أثناء الاستماع لمتهمين في "شبكة الجديدة للكوكايين" التي تم توقيفها أواخر السنة الماضية، إذ تبين أن نفس الشخص ورد اسمه على لسان مهربين على صلة بسقوط الطائرة، وظل منذ سنة 2009 فارا من العدالة ويقطن بجنوب إسبانيا، حيث يمتلك مشاريع مدرة للدخل، فضلا عن مشاريع أخرى بعاصمة البوغاز وتطوان ويوجد أشخاص في واجهة تسييرها، وهو ما حرك هذه المصالح للكشف عن امتدادات هذه الشبكة، قصد التأكد من فرضيات وجود عمليات لتبييض الأموال.
تعميم مذكرة بحث على مصالح الشرطة الدولية "الانتربول"
وتبعا لذلك، توضح المصادر نفسها، أن قاضي التحقيق لدى المحكمة الابتدائية بمدينة سيدي قاسم، وجه مذكرة بحث قصد تعميمها على مصالح الشرطة الدولية "الأنتربول" للوصول إلى عناصر هذه الشبكة، في الوقت الذي أوضحت المصادر نفسها، أن فرقة الدرك الملكي استمعت لرجل أعمال معروف بطنجة، حول علاقته بالأشخاص المتورطين في الملف، والذي أنكر من جانبه أي صلة له بهذا الملف، بعد أن أظهرت التحريات أن نفس رجل الأعمال سبق أن تعامل مع العنصر الفار خارج التراب الوطني عن طريق عملية بيع وشراء شقة بمحيط المحطة الطرقية لطنجة خلال سنة 2010، فضلا عن أبحاث أخرى في ملف متعلق بإصدار تأشيرات للسفر خارج التراب الوطني لأحد أفراد عائلة المبحوث عنه السالف ذكره، وهو الأمر الذي تسهر المصالح الأمنية المذكورة على تفكيك خيوطه، نظرا للتداخل الكبير في هذه القضايا المتشعبة، بينما نفى رجل الأعمال أية صلة له بالقضية إلى حين ظهور التفاصيل الكاملة لهذه الملفات، سيما وأن نفس الشخص سبق توقيفه من قبل سرية الدرك بطنجة بملفات ذات صلة، وأطلق سراحه عقب دخول أحد المحامين على الخط.
وتفيد المعطيات المتوفرة، أن الطائرة التي سقطت بأرض فلاحية خلال شهر نونبر من سنة 2009 بالمكان السالف ذكره، أماطت اللثام عن وجود شبكات للمخدرات القوية على مستوى التراب الوطني، تغير من تكتيكاتها عن طريق التهريب عبر البحر والجو تارة، واستعمال أسطول النقل الدولي والفلاحي تارة أخرى، وباتت تهدد أمن البلد واستقراره، عبر جلب "كارتيلات" من كولومبيا وروسيا وغيرها من البلدان التي تعرف تناحرات دموية من قبل هذه الشبكات، خصوصا وأن الأساليب المستعملة في هذه العملية عن طريق تكنولوجيا الهواتف، هي نفسها التي تم استعمالها في الملف المرتبطة بالجديدة والذي أطاح بنحو 17 شخصا.
حجز شاحنة محملة بـ 30 رزمة من الكوكايين
جدير بالذكر، أن فرقة مكافحة الجريمة المنظمة، التابعة للمكتب المركزي للأبحاث القضائية الذراع القضائي للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، سبق من جهتها، أن تمكنت بمدينة الجديدة خلال شهر دجنبر من السنة الماضية، من توقيف سبعة أشخاص يشتبه في ارتباطهم بشبكة إجرامية عبر وطنية، تنشط في مجال الاتجار الدولي لمخدر الكوكايين، بين كل من المغرب وأمريكا اللاتينية وأوروبا.
هذا، وأوضح المكتب في بلاغ سابق أن إجراءات التفتيش المنجزة في إطار هذه العملية النوعية، أسفرت عن حجز شاحنة مسجلة بالمغرب، محملة بثلاثين رزمة من مخدر الكوكايين عالي التركيز، يناهز وزنها الإجمالي حوالي طن وأربع كيلوغرامات.
وتشير المعلومات الأولية للبحث، إلى أن الشحنات المحجوزة من مخدر الكوكايين، تم تهريبها بحرا من إحدى دول أمريكا اللاتينية، بواسطة سفينة تجارية، قبل أن يتم تفريغها في عرض المياه الإقليمية للمملكة، ونقلها بعد ذلك على متن باخرة للصيد الساحلي، في اتجاه سواحل مدينة الجديدة كمرحلة أولى، ثم شحنها في اتجاه الشاطئ المقابل لغابة "بونعايم"، بواسطة زوارق مطاطية، ونقلها بعد ذلك برا على متن شاحنة لنقل الخضروات.