حين أقدمت السلطات الأمنية على طرد مشجع جزائري قادم من ولاية معسكر إلى مصر لتشجيع منتخب بلاده، بتهمة إشهار كتابات سياسية محظورة خلال المباراة التي جمعت منتخب بلاده بنظيره الكيني، صاح مذيع مصري بإحدى الفضائيات: "يا إلاهي بطاقة حمراء من اللجنة المنظمة في وجه مناصر جزائري، عشنا وشفنا الجماهير بتنطرد من المدرجات خذو بالكم يا نهار أبيض".
كانت التهمة رفع لافتة عليها عبارة "يتنحاو كاع"، والتي كيفتها السلطات المصرية واعتبرتها دعوة صريحة للاحتجاج على القيادات العربية ومطالبة برحيلهم، رغم أن صاحب اللافتة أوضح بأن العبارة تخص القائمين على الكرة الجزائرية.
انتظرنا ساعات ليحصل الطرد الحقيقي، حيث شهدت مباراة غانا والبنين في ملعب الإسماعيلية أثناء ختام الجولة الأولى لدور المجموعات بكأس الأمم الإفريقية 2019، أول حالة طرد في النسخة الحالية التي تستضيفها مصر، إذ تعرض اللاعب الغاني جون بوى للطرد في الدقيقة 54 من المباراة.
انتهت المباراة بالتعادل هدفان في كل شبكة، وتبين أن "السناجب" استثمروا على نحو جيد، النقص العددي، وبهذا يستهل منتخب "النجوم السوداء" مشوار البحث عن إضافة النجمة الخامسة في تاريخه والأولى منذ نسخة 1982، بحصد نقطة يترك بها صدارة المجموعة لحامل اللقب، منتخب الكاميرون الذي فاز بأقل مجهود بهدفين نظيفين على غينيا بيساو.
أما المواجهة التي خاضها الكاميرون دفاعا عن لقب في حوزته، وواجه فيها غينيا بيساو، في أولى مباريات المجموعة السادسة والأخيرة وفي ختام أيام الجولة الأولى من دور المجموعات، فقد انتهت بانتصار مريح بهدفين لصفر. صمدت غينيا بيساو شوطا ونصف الشوط ضد الكاميرون قبل أن تسقط بهدفين نظيفين أمام حامل اللقب.
تبين أن الكبار يعانون من صحوة الصغار، وأن لعبة التكهنات لا وجود لها في كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، حيث الكلمة الأخيرة لأقدام اللاعبين ولخطط المدربين ونجاعة اختيارات القائمين.
في مجموعة واحد تتواجد الكاميرون وغانا قوتان كرويتان في إفريقيا، لا يمكن أن نعيش المنافسات الكروية في غيابهما، لكن التحولات التي تعرفها الكرة الإفريقية قد تفرز قوى أخرى تعلن ميلادها من مصر.