عندما قال الناخب الوطني هيرفي رونار قبل الإقلاع صوب القاهرة، "لا تحاسبوني على المباريات الحبية، العبرة بالمواجهات الرسمية"، اعتبر البعض منا كلام المدرب الفرنسي مجرد تبرير لحالة تراخي، لكن الأيام أنصفت "الثعلب" وأكدت أن الحكم كان سابقا لأوانه.
لقد نجح المنتخب المغربي لكرة القدم في تحقيق الفوز الثالث على التوالي في كأس أمم إفريقيا التي تحتضنها مصر، على حساب جنوب إفريقيا بهدف نظيف، ليتصدر بذلك المجموعة الرابعة ويتأهل إلى الدور الموالي من المنافسة القارية.
ضرب الناخب الوطني سرب عصافير بحجر واحد، فقد حقق الأهم ونال تأشيرة العبور للمرحلة الثانية من النهائيات. محققا مجموعة من المكاسب التي ينالها منتخبنا لأول مرة في علاقته مع كأس إفريقيا للأمم التي بدأت منذ مارس 1972 بالكاميرون.
لأول مرة يفوز منتخبنا في ثلاث مباريات متتالية في الدور الأول. ولأول مرة ينال العلامة الكاملة حيث سجل ثلاث أهداف دون أن تدخل شباكه أهداف، فقد أنهى الدور الأول غانما ودون أعطاب مزمنة.
في سابقة تاريخية هزم منتخبنا خصمه الشرس منتخب جنوب إفريقيا الذي اعتبر بمثابة الحصان الأسود في مسار الأسود، فلم يسجل التاريخ فوزا مغربيا على "الأولاد" لذا من حق المغاربة أن يحتفلوا بإجلاء عقدة عمرت سنوات. وبهذه النتيجة أنهى أسود الأطلس عقدة نظيره منتخب جنوب إفريقيا التي لاحقته لسنوات وهزم أمامه مرات ومرات. بل إن هيرفي قادنا للتخلص من أكثر من عقدة، حين أزاح شبح الكاميرون والكوت ديفوار وحولهما إلى منتخبات مذعورة.
ولأول مرة أيضا يتوج المنتخب على المستوى الفردي، ففي كل مباراة ينال لاعب مغربي جائزة "نجم المباراة"، بدءا باللاعب بوسوفة في المباراة الأولى ضد ناميبيا وفي المباراة الثانية ضد الكوت ديفوار كانت الجائزة من نصيب أمرابط، ثم عاد بوسوفة من جديد ليصعد منصة التتويج في أعقاب مباراة مباراة جنوب إفريقيا للظفر بنفس اللقب وليقول للمشككين إن الممارسة في الدوريات الخليجية لا تغير في اللاعب شيئا ولا تقلل من قدراته بدليل فوزه هو وزميله أمرابط الذي يلعب للنصر السعودي باللقب.