علم لدى مصادر جيدة الاطلاع، أن الأبحاث الجارية بخصوص قضية كوكايين الهرهورة أطاحت بمتهم رابع في انتظار إيقاف المتهم الرئيسي الذي لازال في حالة فرار.
وكشفت مصادر "تيلي ماروك" أن عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن البيضاء أحالت، مساء الجمعة الماضي، أربعة متهمين بينهم فتاة من مواليد 1977 بابن سليمان، على أنظار النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بالرباط، كانت قد أسقطتهم الأبحاث المكثفة التي أنجزتها عناصر الأمن بكل من المنطقة الأمنية بتمارة وولاية البيضاء، مباشرة بعد إجهاض "الديستي" لعملية تهريب ضخمة للمخدرات بتراب المملكة انتهت بحجز حوالي 476 كلغ من الكوكايين عالي التركيز وسلاح ناري وخراطيش.
وحسب مصادر الجريدة، فقد قرر الوكيل العام للملك إيداع المتهمين الأربعة سجن العرجات بمن فيهم الفتاة التي وجهت لها النيابة العامة تهمة الخيانة الزوجية والمشاركة في كل التهم المنسوبة لباقي المتهمين الثلاثة المتابعين في الملف وهم من مواليد 1979 و1985 و1978 بكل من الرباط وسلا، حيث ينتظر أن يشرع قاضي التحقيق بالغرفة الرابعة لدى محكمة الاستئناف بالرباط في الاستنطاق التفصيلي للمتهمين المتابعين بتهم تكوين عصابة إجرامية وحيازة ونقل مخدرات صلبة، الكوكايين تحديدا، والمشاركة في حيازة سلاح ناري وذخيرة بدون ترخيص وبشكل مخالف للمقتضيات القانونية، علاوة على تهمة الخيانة الزوجية والمشاركة التي تواجه الفتاة.
وأسر مصدر خاص بـ "تيلي ماروك" أن رجال الحموشي لازالوا يسارعون الزمن من أجل إيقاف الشرطي السابق المتهم الرئيسي في هذا الملف الذي عثرت الأجهزة الأمنية على كمية الكوكايين الضخمة، مساء الثلاثاء الماضي، داخل شقته الفاخرة بشاطئ الرمال الذهبية وسط الهرهورة، ولم يخف مصدر الجريدة أن اعتقال مفتش الشرطة المعزول قبل ثلاث سنوات والمالك لمطعم فاخر للسمك بحي أكدال الرباط والنافذ بعلاقاته مع كبار المسؤولين بالعاصمة، سيمكن المحققين من فك كل ملابسات هذه العملية التي أحبطتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، في ثاني تدخل نوعي بتراب عمالة الصخيرات تمارة في ظرف سنتين بعد حجز أكثر من طنين من الكوكايين بإحدى الفيلات بالصخيرات في أكتوبر من سنة 2017، قبل أن يتجدد تألق عناصر الاستخبارات المغربية بحجز حوالي 476 كلغ من نفس المادة بشقة شرطي معزول بالهرهورة ليلة الثلاثاء الماضي.
وكانت المديرية العامة للأمن الوطني، قد أفادت في بلاغ رسمي لها بخصوص هذه الواقعة، بأن عملية أمنية مشتركة باشرتها عناصر الشرطة القضائية بكل من مدينتي تمارة والدار البيضاء، بناء على معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، عن حجز 476 كيلوغرام من مخدر الكوكايين داخل شقة بمنطقة الهرهورة بضواحي الرباط.
وأضاف نفس البلاغ أنه قد جرى تنفيذ هذه العملية الأمنية مساء الثلاثاء الماضي، حيث أسفرت الأبحاث الأولية عن توقيف شخص وسيدة بمدينة الدار البيضاء، يبلغان من العمر 40 و38 سنة، وذلك قبل أن تقود التحريات إلى تحديد الشقة التي تم تسخيرها لتخزين كميات الكوكايين، والتي مكنت عمليات التفتيش المنجزة بداخلها من حجز معدات ومنقولات إضافية، عبارة عن بندقية صيد و19 خرطوشة من عيار 22 ملمتر، ومبالغ مالية بالعملتين الوطنية والأوروبية، وقنينة غاز مسيل للدموع، و12 ساعة يدوية باهظة الثمن، و10 قطع مختلفة من المجوهرات، وكاميرا رقمية، وثلاثة دفاتر شيكات، وسند لأمر يتضمن مبلغا ماليا قيمته مليون و20 ألف درهم، فضلا عن وثائق سفر وسندات هوية في اسم الغير، وسيارة رباعية الدفع.
وورد على لسان المديرية، أن الخبرة الكيمائية التي باشرها مختبر الشرطة العلمية بالدار البيضاء على عينات مختلفة من شحنات الكوكايين المحجوزة، أن نسبة تركيزها تتراوح ما بين 61 و64 بالمائة، في حين أوضحت إجراءات البحث المنجزة أن الكميات المضبوطة من الكوكايين تم تهريبها عبر المسالك البحرية انطلاقا من إحدى دول أمريكا اللاتينية، حيث تم تفريغها في عرض السواحل المغربية ونقلها بعد ذلك على متن مركب سياحي، قبل أن يتم إيداعها وتخزينها بالشقة المذكورة الكائنة بمنطقة الهرهورة.