وضعت مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة، خارطة طريق لرفع الحجر الصحي يوم 20 ماي الجاري، تتضمن عدة سيناريوهات للتحكم في الحالة الوبائية ومحاصرة انتشار فيروس كورونا.
وأكدت الوثيقة التي يتوفر موقع "تيلي ماروك" على نسخة منها، أن الإجراءات الوقائية التي اتخذتها السلطات المغربية منذ تسجيل أول حالة إصابة بالفيروس في بداية شهر مارس الماضي مكنت من تفادي تسجيل ما بين 300 ألف و 500 ألف حالة إصابة، كما مكنت من تفادي وفاة ما بين 9 آلف و15 ألف شخص من المصابين بالفيروس.
وبخصوص الحالة الوبائية، سجلت المديرية وجود تراجع في معدل انتشال الفيروس، حيث وصل إلى 1,01 على الصعيد الوطني بتاريخ 5 ماي الجاري، وتتوقع المديرية تسجيل انخفاض في عدد الإصابات ابتداء من الأسبوع المقبل، ومن المنتظر، حسب الوثيقة، أن يصل مجموع الإصابات يوم 20 ماي الجاري إلى 6400 حالة.
وأكدت المديرية أن هناك العديد من الأسباب لرفع الحجر الصحي بشكل تدريجي، ومنها التداعيات الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك التحكم في الحالة الوبائية، بالإضافة إلى استقرار الوضع بالعديد من الجهات والأقاليم، التي يسجل بعضها عددا منخفضا من الإصابات، فيما لم تسجل جهات أخرى أية إصابات جديدة، لكنها بالمقابل حذرت من بعض المخاطر، ومنها بؤر عائلية أو مهنية أو داخل جماعات مغلقة، يمكن التحكم فيها، وتتوقع المديرية السيطرة على البؤر التي ظهرت حاليا في غضون الفترة الممتدة ما بين 16 و22 ماي الجاري، مع تسجيل حالات المخالطين ما بين 10 و20 في نهاية الجائحة.
وتتخوف المديرية، من سرعة انتشار الفيروس، في حالة رفع الحجر الصحي، وعدم التزام المواطنين بالتدابير الوقائية، وشددت على ضرورة توفير معدات المراقبة والتتبع، وأكدت أن عودة ظهور الوباء بعد رفع الحجر الصحي يبقى واردا بقوة.
واقترحت المديرية إدراج رفع الحجر الصحي ضمن استراتجية لمراقبة الوباء بهدف محاصرته، من خلال الحد من ظهور إصابات وبؤر وبائية جديدة، وكذلك الوقاية من انتشار الفيروس داخل الجهات بين المخالطين وكذلك داخل بؤر وبائية صغيرة.
وربطت خطة الوزارة بين رفع الحجر الصحي وضرورة توجيه النظام الصحي في المغرب للتصدي لموجة جديدة من انتشار الفيروس مع الحفاظ على متطلبات الصحة العمومية الأخرى، حيث يجب أن يقوم هذا النظام على فعالية عالية في اكتشاف حالات العدوى والتكلف بها وكذا المخالطين لها، وكذا القدرة على مراقبة الوباء وتتبع الحالات الجديدة.
وأكدت مديرية الأوبئة أنه لا يمكن استمرار الحجر الصحي إلى غاية القضاء نهائيا على الفيروس، وعدم تسجيل أي حالة إصابة، واعتبرت ذلك مستحيل، لكن بالمقابل حذرت من خطورة رفع الحجر بشكل كامل وعشوائي، ما سيؤدي إلى خروج عدد كبير من المواطنين، ما قد يهدد بعودة موجة جديدة من الوباء، وتقترح المديرية، أن يكون رفع الحجر تدريجيا على مستوى الجهوي، والتركيز على الأنشطة المهنية والاقتصادية ذات الأولوية، مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي، كما اقترحت فرض الحجر الصحي على كبار السن.