قدم وزير الخارجية اللبناني ناصيف حتي ، اليوم الإثنين، استقالته من الحكومة ، وذلك احتجاجا على غياب "إرادة فاعلة" لتحقيق إصلاحات ملحة يضعها المجتمع الدولي شرطا لحصول لبنان على دعم خارجي يخرجه من دوامة الانهيار الاقتصادي.
وقال حتي ، في بيان، إن استقالته من الحكومة تعود إلى تعذر أداء مهامه في ظل الظروف التاريخية والمصيرية التي يمر بها لبنان، الذي ينزلق، حسب وصفه، للتحول إلى دولة "فاشلة".
وأضاف أنه "نظرا لغياب رؤية للبنان الذي أؤمن به وطنا حرا مستقلا فاعلا ومشعا في بيئته العربية وفي العالم، وفي غياب إرادة فاعلة في تحقيق الإصلاح الهيكلي الشامل المطلوب الذي يطالب به مجتمعنا الوطني ويدعونا المجتمع الدولي للقيام به، قررت الإستقالة من مهامي كوزير للخارجية".
وتابع "شاركت في هذه الحكومة من منطلق العمل عند رب عمل واحد إسمه لبنان، فوجدت في بلدي أرباب عمل ومصالح متناقضة".
وطالب حتي في بيان استقالته بـ "إعادة النظر في العديد من السياسات والممارسات من أجل إيلاء المواطن والوطن الأولوية على كافة الاعتبارات والتباينات والانقسامات والخصوصيات".
وكانت تقارير قد ذكرت أن أسباب الاستقالة تتعلق باستبعاده من الاجتماعات التي أجريت مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان الذي زار بيروت مؤخرا.
وتفتح الاستقالة الباب أمام توقعات بتغييرات حكومية متوقعة بعد أن سربت مصادر حكومية أن البحث بدأ يوم أمس عن بديل لحتي.
وشكل دياب في مطلع العام الحالي حكومة اختصاصيين، في خضم أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخ لبنان الحديث.
يذكر أن لبنان يعاني أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد، حيث خرج اللبنانيون إلى الشوارع في أكتوبر الماضي في احتجاجات عارمة أدت إلى إسقاط حكومة سعد الحريري.
وتسببت الأزمة طويلة المدى في فقدان الليرة اللبنانية 80 بالمئة من قيمتها، مما أدى الى زيادة التضخم والفقر، فيما حرم أصحاب الودائع إلى حد بعيد من القدرة على السحب من حساباتهم الدولارية.