ترأس عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات اليوم الجمعة 22 يناير مائدة مستديرة بتقنية المحادثة المصورة، حول التكيف مع التغيرات المناخية، والمنظمة ضمن المؤتمر الوزاري للمنتدى العالمي للغذاء والفلاحة ببرلين.
وقال أخنوش في مداخلته إن التحديات التي تواجه الفلاحة بالعالم تتجلى أساسا في توفير الغذاء لـ 9 مليار شخص في أفق 2050 مع الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية، بالإضافة للمشاركة الجماعية في محاربة التغيرات المناخية والتكيف مع آثارها.
وأبرز الوزير بأنه في حال عدم القيام بمبادرات من طرف المنتظم الدولي للتخفيف من آثار التغيرات المناخية، فإننا سنكون أمام خطر تزايد أعداد الأفراد الذين يعيشون في حالة فقر بـ100 مليون شخص، بالإضافة لخطر تعرض 600 مليون شخص لسوء التغذية.
وحول التجربة المغربية في محاربة الآثار الجانبية للتغيرات المناخية، أكد الوزير على أن مخطط " المغرب الأخضر " الذي أطلقه صاحب الجلالة نصره الله، أولى اهتماما خاصا بمعالجة الظواهر المرتبطة بتغيرات المناخ من خلال التحكم في المياه وتثمينها من خلال التدبير الرشيد لموارد مياه الشقي، حيث تم تجهيز 600.000 هكتار بالري الموضعي، أو ما يقرب من 40٪ من مساحة الأراضي الفلاحية المسقية، مشيرا إلى أن المغرب يعد من بين أكثر البلدان تقدمًا في هذا المجال مع اقتصاد سنوي تقدر قيمته بنحو 2 مليار متر مكعب.
وأكد الوزير على أن المغرب بذل جهودًا كبيرة لتنويع الإنتاج من خلال غرس أكثر من 12 مليون شجرة، لا سيما كجزء من المشاريع التضامنية، ساهمت بشكل كبير في امتصاص الكربون، وفي تقليص اعتماد النمو الفلاحي على زراعات الحبوب والتساقطات المطرية.
وشدد أخنوش على أن هذه المشاريع كان لها أيضًا آثار إيجابية كبيرة على الفلاحين، من خلال تحسين دخلهم وظروفهم الاجتماعية.
وحول المشاريع المستقبلية للمغرب في إطار التصدي للتغيرات المناخية، أشار الوزير إلى أن استراتيجية " الجيل الأخضر " التي تم إطلاقها في فبراير 2020، أكد من خلالها المغرب التزامه بمكافحة آثار تغير المناخ، حيث تم تخصيص أحد المحاور الثمانية لهذه الإستراتيجية الجديدة لتطوير فلاحة أكثر مقاومة وفعالية بيئية، مع إعطاء أهمية لفعالية استخدام المياه والحفاظ على التربة.
وخلصت مداخلات المائدة المستديرة إلى الدور المهم للحكومات في إحداث تغييرات في سلوك الفلاحين، وخاصة الفلاحين أصحاب الاستغلاليات الصغيرة، وجميع الجهات الفاعلة في سلسلة القيمة لبناء أنظمة غذائية مرنة من خلال دعم التحفيزات الموجهة، والحث على الإبتكار ووضع حلول تشاركية تهم التكوين والتعليم والاستشارة، بالإضافة لتعبئة جميع الهيئات والقيادات من أجل دعم وتبني التغيير.
وشدد المؤتمر الوزاري، عبر بيان رسمي للوزراء المشاركين في أشغاله، على ضرورة التعاون والتضامن عبر القطاعات المتعددة الأطراف، لتقليل تأثير الوباء الحالي كوفيد-19 على الأمن الغذائي والتغذية ، والتخفيف من حدة تأثيرات الأوبئة في المستقبل والتكيف مع تغير المناخ من خلال إجراءات تهم اشتغال الأسواق بشكل عملي واتخاذ تدابير احتياطية لمواجهة الأوبئة المستقبلية في حال انتشارها، وتقوية وسائل حماية الصحة الحيوانية وتحسين طرق الإنتاج والحكامة المستدامة.
وشملت مواضيع النقاش بهذه المائدة المستديرة تهديد تغير المناخ للأمن الغذائي العالمي بشكل متزايد، وتأثيره بشكل خاص على الفلاحين، ونقص المياه المتزايد والتصحر وتأثيرها على المحاصيل الفلاحية، والسبل الكفيلة لمحاربة هذه الظواهر وجعل الفلاحة أكثر مقاومة لهذه التغيرات عبر تقوية التعاون الدولي والبحث.