حافظ المنتخب الوطني المحلي لكرة القدم على لقبه الإفريقي، بعدما توج بالنسخة السادسة لكأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين، في مباراة النهائي، التي جمعته بمنتخب مالي، مساء أول أمس الأحد، بالعاصمة الكاميرونية ياوندي، محققا بذلك رقما قياسيا في تاريخ المسابقة الإفريقية، كونه أول منتخب يتوج باللقب للمرة الثانية على التوالي.
وأوفى النهائي الإفريقي بكل العهود، خاصة وأنه جمع المنتخب المغربي، الأفضل هجوميا، بالمنتخب المالي الوفي لنهجه الدفاعي الصارم، فتميز الشوط الأول بنهج تكتيكي صارم، أرغم كلا المنتخبين على تفادي السقوط في فخ التسرع والتحلي بالحيطة والحذر، لتفادي أهداف مفاجئة. وناورت العناصر الوطنية عبر كل الجهات، إلا أنها اصطدمت بانتشار دفاعي متوازن للمجموعة المالية. وظل الصراع محتدما على مستوى خط الوسط، كما تميزت المرتدات السريعة المالية ببعض الخطورة، هددت بين الفينة والأخرى شباك الحارس أنس الزنيتي.
ورغم استحواذ المنتخب الوطني على الكرة، إلا أنه وجد صعوبة بالغة في اختراق الدفاع المالي، المكون من جدارين، كما أن الحراسة اللصيقة التي طبقت على اللاعبين عبد الإله الحافيظي وسفيان رحيمي، حدت من اختراقهما، لينتهي الشوط الأول على إيقاع البياض من دون أهداف.
وبالسيناريو نفسه، انطلقت الجولة الثانية، حيث اتسم أداء المنتخب المغربي المحلي بالحيطة والحذر، وإغلاق كل المساحات أمام المرتدات السريعة المالية، وأنقذ الحارس الزنيتي شباك «الأسود» من هدفين محققين، بفضل يقظته وتدخله الناجح أمام مهاجمي المنتخب المالي. كما أن حرفية اللاعب الحافيظي منحت مجموعة من الحلول الهجومية أمام اللاعبين المغاربة، إلا أن الكرات الثابتة شكلت أبرز نقاط قوة العناصر الوطنية، حيث منحت التقدم للمنتخب الوطني، بعدما استغل المدافع سفيان البوفتيني ركنية (د 69)، سددها زميله عمر النمساوي على المقاس، منحت الثقة لـ«الأسود». واستغل المنتخب المغربي المساحات الفارغة، التي تركتها العناصر المالية بحثا عن تعديل النتيجة، لشن هجومات سريعة أربكت حسابات المنتخب الخصم، وأسفر الضغط الهجومي المغربي، على هدف ثان من ضربة ركنية أخرى، أنهاها المهاجم أيوب الكعبي بنجاح في الشباك المالية (د 80)، مضاعفا النتيجة إلى هدفين نظيفين، مما زاد من صعوبة المهمة على المنتخب المالي، الذي نزل بكل ثقله الهجومي، من أجل تقليص النتيجة والعودة في المواجهة، واضطر إلى إكمال المباراة بنقص عددي، بعدما طرد مدافعه الأيمن إيساكا ساماكي، إثر تلقيه البطاقة الصفراء الثانية (د 90+3)،. وحاول المدرب عموتة تدبير ما تبقى من الوقت المحتسب بدل الضائع بإجراء تغيير على تشكيلة «الأسود»، بإقحام كل من زكرياء حدراف ووليد الكرتي عوض الحافيظي ونوح السعداوي، قبل أن يعلن الحكم الكيني بيتر واويرو نهاية المباراة، بفوز مستحق للمنتخب الوطني المحلي على نظيره المالي.