أفادت مصادر محلية بالصخيرات بأن مصالح الدرك الملكي نجحت في تخليص رجال أعمال شباب من موت محقق، بعد احتجازهم من طرف خمسة أشخاص وسط «فيلا» مملوكة لأحد الضحايا وتعريضهم للتعذيب والضرب والجرح والسرقة.
التدخل الأمني النوعي لرجال الدرك الملكي بالصخيرات جاء عقب توصلهم باتصال هاتفي من جيران الضحايا الثلاثة تخبر بتحركات مشبوهة بعين المكان مرفوقة بنداءات استغاثة وصياح ومظاهر فوضى واعتداءات بداخل الفيلا، وأسفر عن توقيف ثلاثة جناة، في انتظار اعتقال شخصين آخرين تم تحديد هويتيهما من طرف عناصر الدرك بالمركز القضائي بسرية الصخيرات الذين تكلفوا بإجراء الأبحاث الأولية في الموضوع تحت إشراف النيابة العامة المختصة، قبل عرضهم، صباح أول أمس السبت، على أنظار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، حيث أحالهم على قاضي التحقيق من أجل إخضاعهم للتحقيقات التفصيلية. وتشير مصادر «تيلي ماروك » أن قاضي التحقيق أمر بإيداعهم السجن ومتابعتهم بتهم ثقيلة تتعلق بتكوين عصابة إجرامية ومحاولة القتل العمد والاحتجاز والسرقة المقرونة بظروف الليل والتسلق والكسر واستعمال ناقلة ذات محرك والإيذاء العمدي وانتهاك حرمة منزل والضرب والجرح.
وبالرجوع إلى معطيات دقيقة توصلت بها «تيلي ماروك » حول هذه القضية، فإن أحد المتهمين المنحدر من مدينة سلا والبالغ من العمر 20 سنة، هو من خطط لتفاصيل الجريمة، حيث ظل يتوسل لصديق الدراسة وهو أحد الضحايا، بتمكينه من فرصة الانضمام إلى شركة متخصصة في التجارة الرقمية أسسها هذا الأخير رفقة شخصين آخرين، وبعد أن تجاهل الضحية طلبه لدواعي ذاتية وموضوعية، فكر المتهم في الانتقام من صديقه في الدراسة، حيث ظل يلتقط بهدوء كل المعطيات المرتبطة بمقر إقامته وموقع الشركة وجزئيات أخرى مرتبطة بتوقيت العمل وتحركات الشبان الثلاثة الذين أسسوا شركة قانونية وذات جاذبية وعائدات مالية كبيرة في عالم التجارة الإلكترونية، قبل أن يعد خطة الهجوم والسرقة والاحتجاز.
وحسب معطيات إضافية في الملف، استقل المتهم سيارة خفيفة تم كراؤها من إحدى وكالات كراء السيارات بسلا، واصطحب معه أربعة أشخاص في العشرينات من عمرهم ينحدرون جميعهم من مدينة سلا، اثنين منهم من ذوي السوابق القضائية المتعددة، حيث قاموا بمداهمة الفيلا التي يقطنها الضحايا عن طريق التسلق والكسر، قبل أن يتمكنوا من إحكام سيطرتهم التامة على الموقع ويقوموا باحتجاز رجال الأعمال الشباب وتكبيلهم بحبال كانت من بين المعدات التي تحوزوا بها قبل تنفيذ العملية إلى جانب أسلحة بيضاء وسيوف ووسائل أخرى.
مصادر الجريدة أكدت أن العصابة الإجرامية أخذت وقتها الكافي تحت التهديد بالسلاح الأبيض والتعذيب في إرغام الضحايا على تمكينهم من معطيات خاصة تتعلق بأقنان بطاقات بنكية وأخرى تخص مجال اشتغالهم في التجارة الإلكترونية وطلبيات المواطنين، كما قاموا بعملية السطو على كل ممتلكاتهم من أموال وهواتف نقالة غالية الثمن وساعات ومتعلقات أخرى خاصة بالضحايا.
وسجلت مصادر الجريدة، أن تدخل رجال الدرك كان في الوقت المناسب، حيث حل كومندو من الدرك بعين المكان، فجر الخميس الماضي، ونجح في اعتقال شخصين بباب الفيلا يرجح أنهما كانا مكلفين بحراسة الموقع، في الوقت الذي تكلف زعيم العصابة رفقة المتهمين الآخرين بتنفيذ عملية السرقة، وقد تمكنت دورية الدرك من اعتقال المتهم الرئيسي وسط الفيلا، فيما نجح مرافقيه من الفرار، وقد حملا معهما الكثير من المسروقات، فيما تم حجز الباقي منها لدى المتهمين الذين جرى توقيفهم بوسط ومحيط الفيلا، كما عاينت مصالح الدرك تفاصيل الهجوم والاعتداء البشع الذي تعرض له الشبان الثلاثة الضحايا، حيث عثر عليهم محتجزين ومكبلين بحبال، كما تظهر عليهم آثار الضرب والجرح .
وفي انتظار توقيف باقي المتهمين في هذه القضية الذين تم تحديد هوياتهم، يرتقب أن تسفر التحقيقات التفصيلية عن تطورات أخرى مرتبطة بتنفيذ الشبكة الإجرامية لعمليات مماثلة محتملة، خاصة أن تفاصيل تنفيذهم لعملية الهجوم على فيلا الصخيرات تؤشر على خطورتهم وحرفيتهم في اقتراف المداهمات الليلية عن طريق التسلق والكسر والاحتجاز ..