يجب أن تتوقع دائماً ما هو غير متوقع في الكلاسيكو، ولكن إذا كان هناك أمر واحد يجب أن تتوقع حصوله عندما يتواجه ريال مدريد وبرشلونة هذا الأحد في الساعة 23:00 بتوقيت مكة المكرمة، فهو الأهداف. الفريقان يقدمان شكل هجومي متوهج قبل اللقاء المرتقب على ملعب سانتياغو برنابيو، حيث نجح برشلونة في مضاهاة الشهية التهديفية التي حققها ريال مدريد في معظم فترات الموسم.
سجل برشلونة 20 هدفاً في آخر ست مباريات في الدوري الإسباني (لاليغا سانتاندير)، وهو تحول ملحوظ بالنظر إلى أنه تمكن من تسجيل تسعة أهداف فقط في ست مباريات قبلها.
كان مفتاح انتعاشهم هو اندماج الوافدين الجديد فيران توريس، أداما تراوري وبيير إيميريك أوباميانغ، بالإضافة إلى المخضرم داني ألفيش، الذي عاد بشكل مثير للنادي بعمر 38 عاماً.
عاد فيران توريس مهاجم فالنسيا السابق إلى إسبانيا، ليوقع مع نادي برشلونة في يناير بعد عام ونصف مع مانشستر سيتي، وسجل أربعة أهداف وساهم بثلاث تمريرات حاسمة. قاد برشلونة لتحقيق فوز مدوي 4-صفر على أوساسونا يوم الأحد الماضي بتسجيله هدفين، بعد أن سجل من ركلة جزاء في الفوز 2-1 خارج أرضه على إلتشي في الأسبوع السابق.
قال المدرب تشافي هيرنانديز لوسائل الإعلام، مبتهجاً بكل فخر بعد الفوز على أوساسونا: "قلت إن الأهداف ستأتي لفيران، وكان ذلك مجرد مسألة وقت."
لاعب آخر أثبت كفاءته في برشلونة منذ انتقاله إلى الدوري الإسباني قادماً من الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو أوباميانغ. فقد حقق قائد أرسنال السابق نجاحاً فورياً، حيث سجل ثلاثية في الفوز 4-1 على فالنسيا فيما كان مجرد مشاركته الأساسية الثانية في الدوري. وأتبع ذلك بهدف في مرمى نابولي في يوربا ليغ، وسجل في الانتصارين على أتلتيك كلوب وأوساسونا. كان مهاجم الغابون غزير الإنتاج أينما لعب، ويعتبر الدوري الإسباني رابع الدوريات الأوروبية الكبرى التي يفرض فيها نفسه بعد الدوري الفرنسي، الدوري الألماني والدوري الإنجليزي الممتاز.
بالكاد كان بإمكان برشلونة تصديق حظهم في الحصول على مثل هذا المهاجم الرائع في يناير، ولقد لخص تشافي شعور النادي بالبهجة على نحو ملائم عندما وصف أوباميانغ بأنه "هدية سقطت من السماء".
كما هناك عثمان ديمبيلي، الذي كان في حالة جيدة وحاسماً في التفوق على أوساسونا 4-صفر.
وفي غضون ذلك، أثبت أداما تراوري، المولود في برشلونة وأحد خريجي أكاديمية النادي، أنه سلاح مفيد للغاية، حيث منح الفريق دفعة بدنية ملحوظة وترك المدافعين المنافسين مرعوبين.
ريال مدريد يحصد الثقة
يتجه برشلونة إلى الكلاسيكو في مزاج واثق، لكن ريال مدريد أيضاً في حالة رائعة، حيث يتصدر جدول ترتيب الدوري الإسباني (لاليغا سانتاندير) ويحلق في أوروبا أيضاً.
فريق المدرب كارلو أنشيلوتي لا يمكن أن يكون في مزاج أكثر من الثقة بعد عودتهم الملحمية الأخيرة ضد باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا.
تماماً مثل برشلونة، هجوم ريال مدريد يزأر بقوة، كريم بنزيمة الذي بلغ ذروة مسيرته الاحترافية بعمر 34 عاماً، في حالة تعطش دائم لتسجيل الأهداف. وبعد تسجيله ثلاثية في مرمى باريس سان جيرمان، سيكون حريصاً بشكل خاص على إحداث بعض الضرر ضد برشلونة بعد غيابه عن التسجيل عندما تفوق فريقه في الكلاسيكو الذي أقيم في أكتوبر الماضي.
لم يكن شريكه في الجريمة فينيسيوس جونيور غزير الإنتاج، ولكنه كان بنفس القدر الأهمية ويعرف كيفية تجهيز الكرات لبنزيمة أو التسجيل بنفسه. لا أشك في أن برشلونة سيقضي الكثير من استعداداته قبل المباراة في محاولة لإيقاف البرازيلي الذي لا يمكن التنبؤ به، والذي جعلهم يخشون منه عندما تفوق ريال مدريد 3-2 في مواجهة الفريقين في كأس السوبر الإسباني في يناير الماضي.
الكبرياء على المحك في الكلاسيكو
في حين أن النتيجة في الكلاسيكو لعبت دوراً كبيراً في تحديد وجهة لقب بالعادة في الدوري الإسباني (لاليغا سانتاندير)، فقد لا يكون هذا هو الحال هذا العام لأن ريال مدريد يتحدى إشبيلية أولاً قبل أي فريق آخر.
حتى مع تألق برشلونة في الوقت الحالي، اعترف تشافي بأن فرص فريقه في اللحاق بريال مدريد ضئيلة. وقال بعد الفوز على أوساسونا: "الفوز بلقب لاليغا صعب للغاية، حتى لو تغلبنا على ريال مدريد، هذا في الأساس لأن ريال مدريد لا يتعثر، لقد خسر مرتين فقط، وسيتعين عليهم فقدان النقاط أربع مرات، لذلك لا يمكننا أن نكون متفائلين للغاية؟".
لكن رغم ذلك فإن الكبرياء على المحك بالتأكيد، حيث خسر برشلونة آخر أربع مواجهات في الدوري مع ريال مدريد. وسيتطلع إلى عكس هذه النتيجة ليلة الأحد، ولديهم بالتأكيد القوة الضاربة لتحقيق ذلك.