المغرب يتجه لتعزيز الأمن الطاقي وتنويع مصادر الطاقة - تيلي ماروك

الأمن الطاقي المغرب يتجه لتعزيز الأمن الطاقي وتنويع مصادر الطاقة

المغرب يتجه لتعزيز الأمن الطاقي وتنويع مصادر الطاقة
  • 64x64
    Télé Maroc
    نشرت في : 18/05/2022

أكد رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة، أن المغرب يطمح خلال السنوات المقبلة إلى أن يصبح المنصة الصناعية الأكثر تنافسية في العالم من حيث الطاقات الخضراء. وأوضح مزور، خلال جلسة عقدت في إطار منتدى أعمال البنك الأوروبي لإعادة الاعمار والتنمية، تحت شعار "مناخ الأعمال في المغرب تحت العلامة الجديدة (المغرب الآن)"، أن هذا الطموح يمكن تحقيقه بفضل قدرة المملكة على إنتاج الطاقة النظيفة؛ والتي تعد واحدة من أهم ثلاث طاقات في العالم. وأضاف أن المغرب قام بالفعل بترسيخ مكانته كقاعدة صناعية مرجعية خالية من الكربون في المنطقة، مسلطا الضوء على التغييرات العميقة التي عرفها البلاد في مجال النمو الشامل والمستدام. 
وأبرز الوزير، في هذا الصدد، الإنجازات التي حققتها المملكة لوضع الطاقات النظيفة في صميم تنافسية الاقتصاد الصناعي والاقتصاد الوطني، مثمنا، في هذا الصدد، الجهود المبذولة في مجال التكوين والمواكبة، والشراكة بين القطاعين العام والخاص لدعم الاستثمار في هذا القطاع. 
من جهته، أشار المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، يوسف الباري، إلى أن علامة "المغرب الآن"، التي تم إطلاقها في أكتوبر الماضي في إطار المعرض العالمي 2020 (إكسبو دبي)، تهدف إلى الحصول على أداة تمكن من التواصل بشأن المؤهلات التي يتوفر عليها المغرب كمنصة للاستثمار والتصدير. كما تطرق الباري للتحديات الحالية التي تواجه العالم في السياق الدولي لما بعد كوفيد، والذي يتميز بالخصوص بإعادة تشكيل سلاسل القيمة وحالة الطوارئ المناخية، مؤكدا، في هذا الصدد، على ضرورة تشجيع الإنتاج الوطني وتقليص التبعية الإقليمية، بما في ذلك إنتاج خال من الكربون.

استراتيجية طموحة للانتقال الطاقي
قالت نادية فتاح علوي، وزيرة الاقتصاد والمالية، خلال مشاركتها في منتدى أعمال البنك الأوروبي لإعادة الاعمار والتنمية، إن القرب الجغرافي وقوة الروابط الاقتصادية والتاريخية لإفريقيا تجعل من المغرب اختيارا بديهيا لكل مستثمر يرغب في اكتشاف الإمكانات الاقتصادية لأحد أقطاب النمو الواعدة في العالم. وأبرزت الوزيرة أن المغرب تمكن، بفضل النظرة الثاقبة والمبادرة الاستباقية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، منذ سنوات من إطلاق استراتيجية طموحة للانتقال الطاقي، تهدف إلى تنويع مصادر الطاقة وتعزيز فعاليتها، مشيرة إلى أن قرب المغرب من أوروبا يمكن أن يساهم في تعزيز الأمن الطاقي على المستوى الجهوي. وتابعت أن هذه الاستراتيجية مكنت البلاد من تتبع المجهودات الرامية للحد من انبعاثات الغاز الناتجة عن الاحتباس الحراري وتعزيز مرونتها من حيث إنتاج الطاقة، دون المس بقدرات البلاد على تطوير البرامج التنموية الاقتصادية والاجتماعية.
من جهته، أكد محسن الجزولي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، أن المغرب أصبح خلال السنوات الأخيرة وجهة هامة للاستثمار، مبرزا أن المملكة دخلت في مرحلة جديدة من التنمية تمنح فرصة أكبر للاستثمار. وأضاف الجزولي، أن المملكة تولي اهتماما خاصا لخلق بيئة أعمال جذابة تعزز تنمية الاستثمار الخاص، سواء كان محليا أو أجنبيا، مشيرا، في الوقت ذاته، إلى أن المغرب يبذل جهودا لتطوير القطاع المالي، ودعم الاستثمار الخاص، خاصة من خلال إصلاح ميثاق الاستثمار، للوصول إلى ثلثي إجمالي الاستثمارات بحلول عام 2035. 
وعبر الجزولي عن ثقة المملكة الكاملة في علامة "صنع في المغرب" وفي قدرتها على إيصال المنتوجات المحلية إلى المستوى العالمي، موضحا أن الانتقال الطاقي يعد واحدا من بين الرهانات المستقبلية، والذي ينخرط فيه المغرب منذ أكثر من 20 سنة، "ما جعل المملكة، بفضل المبادرة المتبصرة لجلالة الملك، تتموقع كأول منتج للطاقة المتجددة في القارة الإفريقية". وذهب إلى أن المملكة تسعى لبلوغ 52 في المائة مع حلول سنة 2030 من مزيج الكهرباء الوطنية، كما يتم فتح المجال للاستثمار أمام جيل جديد من المقاولين. وأوضح أن ميثاق الاستثمار الجديد يهدف إلى تسهيل مسار المستثمر سواء كان مغربيا أو أجنبيا وتسهيل عملية الاستثمار، كما يسعى هذا الميثاق إلى العمل بعمق من أجل تتبع تطور مناخ الأعمال.

الاستدامة والمرونة والقدرة التنافسية
تطرق رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة إلى العلامة الخاصة بالاستثمار والتصدير "المغرب الآن" التي تم إطلاقها يوم الأحد 10 أكتوبر، في إطار مشاركة المغرب في "إكسبو 2020" بمدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة. وأوضح الوزير، في مداخلته، أن المغرب يهدف إلى أن يصبح، خلال السنوات المقبلة، القاعدة الصناعية الأكثر تنافسية في العالم، ومن بين القاعدات الصناعية الخمس الأكثر ابتكارا، كما يهدف، وفق الوزير، ليصبح قاعدة مرجعية صناعية خالية من الكربون بالمنطقة "لأننا نتوفر على واحد من الإمكانيات الثلاث الأكثر أهمية في العالم من أجل إنتاج الطاقة النظيفة"، يقول مزور. أكد، في السياق ذاته، أن جائحة كورونا رغم تأثيرها على الاقتصاد الوطني والعالمي إلا أن بعض الاستثمارات لم تتوقف في المملكة، بل تسارعت، مشددا على أن "المغرب الآن" ليس مجرد شعار تم اختياره بالصدفة، يل يؤكد أن المملكة في مرحلة الإقلاع. ودعا، في هذا الإطار، المستثمرين الأجانب وباقي الشركاء الاقتصاديين إلى القدوم للمغرب والاستثمار فيه خلال هذه المرحلة، قائلا: "إن أثمنة تذاكر الاستثمار في المغرب سترتفع مع الوقت، لهذا يجب البدء في الاستثمار من الآن". وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي أبرزت، بدورها، أن استراتيجية المغرب في مجال الانتقال الطاقي تتجلى في ثلاث كلمات بسيطة؛ وهي الاستدامة والتي تتضمن الاستدامة المالية، والمرونة والقدرة التنافسية التي تعد أمرا مهما للغاية، وفق الوزيرة. 
وأكدت بنعلي أن المملكة تسعى عن طريق هذه الاستراتيجية إلى تسهيل حياة المستثمرين، موضحة أن الحكومة واعية بضرورة إصلاح القطاع الطاقي بطريقة شاملة لجذب استثمارات أكثر وجعل هذا المجال أكثر جاذبية للاستثمار الخاص سواء الوطني أو الدولي. وذهبت إلى أن الحكومة تشتغل على مجموعة من القوانين المؤطرة لهذا المجال، كما تسعى لتطوير استراتيجيتها من أجل تشجيع كافة الشركاء على الاستثمار. 
يشار إلى أن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية عقد على مدى يومين جمعه السنوي الـ31 ومنتدى أعماله في مدينة مراكش بحضور وزراء مغاربة والمساهمين في البنك، وتشكل هذه المناسبة حسب بلاغ سابق للبنك الأوروبي، فرصة لإظهار التزام البنك إزاء البلدان الشريكة وإضفاء الدينامية على اقتصاداتها بعد عامين من القيود المرتبطة بالوباء.

مؤهلات للصناعات بدون كربون
أكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي، في ندوة سابقة، أن المغرب يتوفر على كل المؤهلات من أجل الشروع في الانتقال إلى منظومة إنتاجية خالية من الكربون .وقالت في كلمة خلال انعقاد لقاء بمبادرة من Cluster Solaire ” لسنا بحاجة إلى انتظار دخول حيز التنفيذ، آلية تعديل حدود الكربون في أوروبا، بل ليس لدينا وقتا نضيعه في الجانب المتعلق بمساعدة المقاولات المغربية على الشروع في انتقالها إلى منظومة تشغيلية خالية من الكربون “، مشيرة إلى أن المغرب لديه كل المؤهلات التي تؤسس لهذا التحول .
ومن بين هذه المؤهلات، القرب من أوروبا، وإنجازات الاستراتيجيات الوطنية للطاقات المتجددة، واستقرار الإطار التنظيمي والتعاقدي، تضيف الوزيرة خلال هذا اللقاء الذي نظم حول موضوع " تسريع تنمية مجالات ومقاولات التكنولوجيا الخضراء في المغرب : فرصة للتعافي الاجتماعي والاقتصادي المستدام لما بعد كوفيد ". كما توقفت بنعلي عند الأزمة الاقتصادية والمالية والجيوسياسية التي يمر بها العالم، والتي تشكل تحديا كبيرا بالنسبة لجميع البلدان .وحسب الوزيرة، فإن اعتماد سياسات طاقية "قوية" يمكن أن يشكل استجابة للأزمة من خلال تحفيز النمو الاقتصادي وخلق فرص الشغل، وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والتلوث .


 


إقرأ أيضا