ما زال التزود بالماء الصالح للشرب يعرف انقطاعات متتالية بين الفينة والأخرى عن بعض أحياء مدينة طانطان، الأمر الذي يقلق السكان ويربك أشغال ربات البيوت، ويفاقم معاناتهن، ويزيد من أعباء القاطنين عبر اقتناء المياه التي تبيعها جرارات صهريجية، بحيث لم تكن مياه صنابير المكتب الوطني للماء الصالح للشرب تصل بعض أحياء المدينة لأيام متتالية، فيما بعض الأحياء الأخرى يعرف الماء بها انقطاعاشبه يومي في آخر الليل. واستنادا إلى المعطيات، فإن أسباب هذه الاضطرابات المستمرة في التزود بالماء الصالح للشرب، تعود بالأساس إلى عجز في الإنتاج يصل إلى 30 لترا في الثانية، حيث إن الصبيب الإجمالي لكل من محطة تحلية مياه البحر «سهب الحرشة» ومحطة إزالة المعادن «خنك الحمام» اللتين تزودان مدينة طانطان بالماء الصالح للشرب، لا يتعدى 130 لترا في الثانية، في حين أن حاجيات المدينة من هذه المادة الحيوية تفوق 160 لترا في الثانية.
ومن أجل تغطية هذا العجز المستمر، الذي يقض مضجع السكان، فقد تم الشروع مؤخرا في بعض الإجراءات لتفادي هذه الاضطرابات في انقطاع الماء، وتحسين تزويد السكان بالماء الصالح للشرب، من بينها تجهيز وربط ثقبين جديدين احتياطيين لمحطة المعالجة «سهب الحرشة» بصبيب يصل إلى 80 لترا في الثانية لكل ثقب، وذلك بكلفة مالية تفوق 13 مليون درهم، حيث توجد أشغال هذا المشروع في مراحلها النهائية، كما تم الشروع في أشغال توسيع محطة المعالجة «سهب الحرشة» لتنتقل قدرتها الإنتاجية الإجمالية من 100 لتر في الثانية إلى 150، أي ما يعادل 12960 مترا مكعبا في اليوم، حيث تبلغ الكلفة المالية الإجمالية لهذا المشروع 80 مليون درهم، إذ سيتم الشروع في استغلاله قبل نهاية سنة 2023. من جهة أخرى، يجري منذ أشهر عديدة ترميم وتقوية شبكة توزيع الماء الصالح للشرب والرفع من مردوديتها بمراكز طانطان والوطية، بكلفة إجمالية تقدر بـ13,1 مليون درهم، حيث توجد الأشغال بدورها في مراحلها النهائية.
ومن بين الإجراءات الأخرى المتخذة لتفادي انقطاعات الماء الصالح للشرب، بناء خزان نصف مدفون بسعة 3000 متر مكعب بمركز المدينة، بكلفة مالية وصلت إلى 7,6 ملايين درهم، حيث بدأ الشروع في استغلاله منذ صيف السنة المنصرمة. كما سيتم العمل على تقوية الإنتاج بمحطة المعالجة «خنك لحمام» عبر اقتناء محطة متنقلة لإزالة المعادن بصبيب يصل إلى 20 لترا في الثانية مع تجهيز بئرين، الأمر الذي سيعمل على رفع الإنتاجية لهذه المحطة من 40 إلى 60 لترا في الثانية، وتقدر كلفة هذا المشروع الذي يوجد حاليا في طور دراسة العروض لإنجاز الأشغال بـ20 مليون درهم، إذ من المتوقع أن يتم استغلاله قبل متم السنة الجارية.