علمت «تيلي ماروك » من مصادر مطلعة أن الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط أدانت، في وقت متأخر من ليلة أول أمس الخميس، شرطيا برتبة ضابط أمن بخمس سنوات سجنا نافذا، وذلك على خلفية متابعته في قضية اختطاف واحتجاز وصفت بالخطيرة استهدفت مواطنة إفريقية بالرباط.
المتهم الثلاثيني الذي كان يشتغل بإحدى المناطق الأمنية بولاية أمن الرباط، ظل في حالة اعتقال منذ ارتكابه الجريمة بحي التقدم وسط العاصمة الرباط، نهاية شهرأكتوبر من السنة الماضية، حيث خضع لتحقيقات تفصيلية من طرف قاضي التحقيق أثبتت كل التهم المنسوبة إليه المتضمنة في محاضر الشرطة أثناء البحث التمهيدي.
وكانت مواطنة إفريقية تنحدر من إحدى دول إفريقيا جنوب الصحراء قد فجرت في 25 أكتوبر من سنة 2021 فضيحة من العيار الثقيل، استنفرت كل الأجهزة الأمنية بالعاصمة، بعد أن تقدمت للمصالح الأمنية بولاية أمن الرباط بشكاية ضد ضابط أمن يشتغل بولاية أمن الرباط، تتهمه فيها بالاختطاف والاحتجاز، وقد تفاعلت الأجهزة الأمنية المختصة بالشكل اللازم مع شكاية المواطنة الإفريقية، حيث تم وضع ضابط الأمن المشتبه فيه رهن البحث من أجل تجلية كل الملابسات المتعلقة بهذه الجريمة الخطيرة المنسوبة إليه.
المصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن الرباط كانت قد فتحت بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للتحقق من شكاية بالاختطاف والاحتجاز التي سجلتها مواطنة من دول جنوب الصحراء في مواجهة ضابط أمن يعمل بولاية أمن الرباط.
وأوضح بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني، أنه حسب المعلومات الأولية للبحث، فقد تقدمت المشتكية من دورية أمنية تتألف من دراجين مكلفين بالمداومة الأمنية بالشارع العام،وصرحت لهما أنهاتعرضت للتكبيل بالأصفاد ومحاولة الاختطاف والاحتجاز من طرف شخصين تجهلهما، وهو ما استدعى فتح بحث قضائي وتحصيل إفادات الضحية وعدد من الشهود، الذين اشتبهوا في تورط ضابط الأمن الموقوف.
وأضاف بلاغ المديرية العامةأنه تم إيداع ضابط الأمن المشتبه فيه تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي أنجزته المصلحة الولائية للشرطة القضائية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، حيث تم الكشف عن كل الظروف والملابسات الحقيقية المحيطة بهذه القضية، ورصد دوافعها وخلفياتها.
وحسب معطيات الملف فإن ضابط الأمن استغل امتهان المواطنة الإفريقية لأنشطة محظورة تتعلق ببيع وترويج ممنوعات بدون رخصة، ليداهمها بالشارع العام بمساعدة شخص آخر، حيث قام بتصفيدها ووضعها في سيارته، في محاولة لاختطافها واحتجازها، وهي العملية التي فشل في تنفيذها بعد أن نجحت الضحية في إثارة انتباه مواطنين بالشارع العام وهي تستنجد بهم من أجل تحريرها من مختطفيها قبل أن تتمكن من الفرار وهي مصفدة اليدين، حيث صادفت دورية أمنية سارعت للتدخل وإيقاف المشتبه فيه الرئيسي الذي تبين أنه ضابط أمن يشتغل بمنطقة السويسي بالرباط.
وقد عززت فرق الأمن المكلفة بالبحث في هذه الواقعة، تحرياتها الميدانية في ملابسات القضية بتسجيل لإحدى الكاميرات التي رصدت جزء من تفاصيل محاصرة الضحية من طرف الشرطي وتصفيدها بهدف اختطافها واحتجازها.