استجابت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات - قطاع الصيد البحري - لمطالب عدد من المهنيين، وذلك باعتماد فترة راحة بيولوجية لأسماك السردين لمدة شهر كامل، تبتدئ من فاتح يناير المقبل إلى غاية يوم 31 من الشهر نفسه.
وأصدرت الوزارة الوصية في هذا الصدد ثلاثة مقررات وزارية، تهم توقيف أنشطة صيد أسماك السردين، طيلة شهر يناير المقبل. وبشكل مفصل،فإن القرار الأول الذي يحمل رقم 22/5، يهم اعتماد فترة راحة بيولوجية لأسماك السردين بالمصيدة الأطلسية الوسطى من منطقة «تغناجTaghnage»، التابعة لمندوبية الصيد البحري لأكادير، إلى حدود «كاب بوجدور» التابعة لمندوبية الصيد بالعيون. أما القرار الثاني 22/6فيتعلق باعتماد فترة راحة بيولوجية لأسماك السردين بالمصيدة الأطلسية الجنوبية من «كاب بوجدور»، التابعة لنفوذ مندوبية الصيد ببوجدورإلى «الكاب الأبيض» بالداخلة. كما أصدرت الوزارة الوصية مقررا آخر يحمل رقم 22/4، ويتعلق بإغلاق مصيدة الأسماك السطحية الصغيرة بمنطقة آسفي، طيلة شهر يناير.
وأوكلت الوزارة إلى مندوبياتها بكل من آسفيوأكادير وسيدي إفني وطانطان والعيون وبوجدور والداخلة الحرص على تطبيق هذه القرارات كل حسب النفوذ الترابي التابع له، كما تضمنت القرارات فصلا عن إمكانية مراجعة فترة الراحة البيولوجية بكل منطقة، تبعا للمؤشرات البيولوجية لأسماك السردين، المقدمة من المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري.
واستنادا إلى المعطيات، فقد تم قبل أيام عقد مجموعة من الاجتماعات ما بين القطاع الوزاري المعني والمهنيين النشيطين في قطاع الأسماك السطحية الصغيرة بكل منطقة، وذلك خلال منتصف شهر دجنبر الجاري، من أجل التحضير لموسم الصيد المتعلق بمصايد السردين، ثم تنزيل مخططات التهيئة بمصيدة الأسماك السطحية الصغيرة.
وكانت «الأخبار» قد كشفت، منذ أسبوعين، عن رفع مجموعة من مهنيي البحر وشركات تعليب السمك ودقيق وزيت السمك بميناء طانطان، مطالب بضرورة اعتماد فترة راحة بيولوجية استثنائية وعاجلة هذه السنة لأسماك السردين، وذلك من أجل حماية هذه الثروة السمكية من الاستنزاف.
واستنادا إلى المعطيات، فقد تبين لعدد من مهنيي البحر من أرباب مراكب صيد السردين، ومجهزين ومسؤولي المعامل، وجود كميات كبيرة من البيض في أحشاء أسماك السردين، ما يعني أنها قد دخلت مرحلة الإباضة والتوالد مبكرا هذه السنة، الأمر الذي يستوجب اعتماد فترة راحة بيولوجية ضرورية تتوقف فيها جميع أنشطة صيد هذه الأسماك، وذلك من أجل تمكين هذه الأسماك من الإباضة والتوالد في ظروف مساعدة.
وتهدف هذه المبادرة التي وافق عليها مجموعة من مهنيي البحر بميناء طانطان إلى حماية الثروة السمكية من الاستنزاف، والحفاظ عليها بشكل مستدام للأجيال المقبلة، بعيدا عن كل ما من شأنه أن يقضي على هذه الأسماك، خصوصا وأن موانئ كثيرة بالمملكة استنزفت أسماك السردين التي كانت بها، وذلك بسبب الضغط الكبير على مصايدها.
إلى ذلك، وقع مجموعة من أرباب مراكب صيد السردين، وأرباب معامل تعليب السمك، وصناعة دقيق وزيت السمك، بالإضافة إلى جمعيات أخرى تعنى بالبحارة على عريضة (تتوفر «الأخبار» على نسخة منها)، يوافقون فيها على التوقف عن العمل وعن صيد أسماك السردين بجنوب وشمال ميناء طانطان، خلال فترة الراحة البيولوجية. كما تم رفع هذه العريضة إلى الكاتبة العامة لقطاع الصيد البحري.