اشتكى سكان عدد من أحياء الرباط، من انبعاث روائح في مياه الشرب، فبعد الضجة التي أحدثها تلويث مياه سد سيدي بنعبد الله بالمياه العادمة القادمة من سجني العرجات 1 و2 وجماعة سيدي علال البحرواي، صدم آلاف من سكان أحياء اليوسفية ويعقوب المنصور والتقدم بالعاصمة، بانبعاث روائح كريهة من مياه الصنابير، ما دفعهم إلى تجنب شربها أو استعمالها. وأكد عدد من قاطني الأحياء الكبرى بالرباط أن رائحة مقززة ظلت تنبعث من المياه المخصصة للشرب، طيلة ثلاثة أيام، مع وجود مذاق غريب، دون تقديم أي تفسير واضح ومقنع من طرف المسؤولين، ما فرض اقتناء المياه المعبأة من المحلات التجارية .
وتحدث قاطنون بتلك الأحياء عن إصابة بعض من شربوا هذه المياه بمغص وآلام في البطن، منددين بدفع فواتير صادمة نهاية كل شهر مقابل مياه برائحة غريبة، كما نددوا بعدم تواصل المسؤولين وعدم تقديم الشركة لأي إشعار بحدوث تغيير في جودة الماء، مطالبين بفتح تحقيق لتحديد المسؤوليات. كما عبر عدد من سكان الأحياء المذكورة آنفا عن غضبهم من الطريقة التي تم بها التعامل مع هذا الوضع، بعد أن اكتفى بعض المنتخبين، وعلى رأسهم عمدة سلا، بالصمت.
في السياق ذاته، طالبت فعاليات جمعوية بضرورة «إجراء تحاليل فيزيولوجية وبكتريولوجية» على مياه الشرب في الأحياء المعنية، لضمان جودة الماء الصالح، وكشف السبب الحقيقي لانبعاث روائح جد كريهة من الماء المخصص للشرب. كما سبق لمسؤول جماعي أن عزا وجود رائحة نفاذة بالماء إلى مادة «الكلور»، أو تغيير في صبيب الماء بعد تغيير نظام التدفق، وربط المسؤول سبب تغير رائحة المياه بالنقصان في الصبيب الخاص بعدد من المدن على رأسها الرباط. وأشار المسؤول إلى أن المشكل قد يكون أيضا مرتبطا بمشروع ربط الحوض المائي لسبو بأبي رقراق، والذي يعد الخزان المائي الذي تتزود منه مدن الرباط وسلا والدار البيضاء.