وجه الملك محمد السادس، رسالة إلى المشاركين في الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، المنعقدة بمراكش خلال الفترة ما بين 9 و15 أكتوبر الجاري. في تفاصيلها: "يسعدنا اليوم، بعد سنتين من التأجيل بسبب الجائحة، أن نشهد انعقاد هذا المنتدى المرموق مرة أخرى في القارة الإفريقية بعد نصف قرن، وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعد عشرين سنة من دورة دبي 2003".
وتضيف الرسالة الملكية: "التصدي للتحديات العالمية يتطلب، كما نعلم جميعا، حلولا عالمية لا تتيسر إلا في إطار الوحدة والاحترام المتبادل بين الأمم، لاسيما عبر إدماج التنوع وتثمينه، باعتباره قيمة مضافة لا مصدرا للنزاع والفرقة مع مراعاة خصوصيات كل دولة ومنطقة".
وسلطت كريستينا جورجيفا مديرة صندوق النقد الدولي وأجاي بانغا، رئيس البنك الدولي خلال ندوة، الخميس، على هامش اجتماعات البنك وصندوق النقد بمراكش، الضوء على أهمية تدبير الدول الإفريقية لأساليب تعاملها مع القروض من أجل النهوض بأوضاعها الاقتصاديا والدفع بها نحو النمو والتطور. مشيدة بتعامل مجموعة من الدول الإفريقية مع القروض وآليات تدبيرها ضمانا للنجاعة الاقتصادية المرجوة.
وأفادت جورجيفا، خلال الندوة التي جمعت خبراء اقتصاديون على طاولة النقاش حول العالم بشأن التحديات التي تواجهها عشرات الدول المتخلفة عن السداد، زامبيا نموذجا، بأن أسلوب التعامل مع القروض الممنوحة للدول ينعكس بشكل مباشر على تطور اقتصادها، داعية المسؤولين الماليين في الدول العربية والإفريقية، إلى ضرورة صنع سياسات محلية تهتم بمعالجة الديون على المدى المتوسط والبعيد قبل اللجوء إلى الاقتراض.
وأوضح نبيل عبدو، مستشار سياسات في منظمة أوكسفام الدولية، في حديثة لـ"الأخبار"، على هامش الاجتماعات، عن جودة النقاش حول عدد من المواضيع التي سلطت عليها الندوات الضوء، أملا في التجاوب مع احتياجات الدول من القروض ولو بفوائد منخفضة، مشيرا إلى أن تنظيم هذه الندوات، يأتي من أجل حث البنك الدولي على أن تكون اللامساواة في صلب اهتماماته بشأن تصوره للأوضاع الاقتصادية لمجموعة من الدول العربية والإفريقية.
من جانبها، أكدت ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، الخميس بمراكش، أن القارة الإفريقية يمكنها حل الانعكاسات السلبية للتغيرات المناخية، مشيرة إلى أن التمويل المتعلق بالمناخ عنصر رئيسي لمواجهة الظواهر السلبية التي ترافق التغيرات المناخية وانعكاساتها على سائر دول العالم.
وأوضحت بنعلي بأن الابتكار في القارة الإفريقية يمكن دولها من إيجاد الحلول بشأن العديد من النقائض واالإشكاليات في مجالات متعددة، مشيرة الوزيرة، إلى أن القارة الإفريقية ستحصل على 182 مليار دولار فقط بحلول عام 2035 لتمويل برامج التكيف مع المناخ، وفقا لحاجياتها في التمويل والمقدرة بحوالي 3 تريليونات دولار، رغم ديون الدول الإفريقية المرتفعة.
وأجرت وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح، الخميس بمراكش، مباحثات مع المفوضة الأوروبية للخدمات المالية والاستقرار المالي واتحاد أسواق رأس المال، ميريد ماكغينيس، وذلك على هامش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين. تمحورت المباحثات، حول العلاقات المتينة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، والتحديات المشتركة للبلدين.