أوردت مصادر مطلعة أنه في إطار الحرب التي تواصلها المصالح الأمنية، ضد شبكات تهريب البشر بطنجة، تمكنت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة طنجة، الأربعاء الماضي، من توقيف خمسة أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 22 و31 سنة، وذلك للاشتباه في ارتباطهم بشبكة إجرامية تنشط في النصب والاحتيال على الراغبين في الهجرة والسرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض.
وحسب المصادر ذاتها فقد كان المشتبه فيهم قد استغلوا صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لتعريض ثلاثة أشخاص للنصب والاحتيال بدعوى تهجير واحد منهم بطريقة غير شرعية صوب السواحل الأوروبية، حيث استدرجوهم إلى منطقة خلاء على متن سيارتين تحمل لوحات ترقيم مزورة وعرضوهم للسرقة تحت التهديد باستعمال السلاح الأبيض.
وقد أسفرت الأبحاث والتحريات الميدانية المنجزة في هذه القضية عن توقيف المشتبه فيهم الخمسة والعثور بحوزتهم على جزء من المبلغ المتحصل من عملية السرقة، فيما أظهرت عملية تنقيطهم بقواعد المعطيات أن أحدهم مبحوث عنه على الصعيد الوطني للاشتباه في تورطه في قضية مماثلة تتعلق بالنصب والاحتيال على الراغبين في الهجرة والسرقة.
ووفق المصادر عينها، فقد تم الاحتفاظ بالمشتبه فيهم تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية، وكذا تحديد كافة الامتدادات المحتملة لهذه الشبكة.
وقد تم دق ناقوس الخطر، أخيرا، نظرا لتكاثر مثل هذه الشبكات التي تستقطب ضحاياها الحالمين ببلوغ الضفة الأخرى، قبل أن يجدوا أنفسهم ضحايا اعتداءات ونصب واحتيال، ناهيك عن كون عدد منهم، تعرضوا لضربات بواسطة أسلحة بيضاء، وغيرت ملامح وجوههم وأجسادهم، على اعتبار أن أفراد هذه الشبكات غالبا ما يكونون تحت تأثير المخدرات لحظة تنفيذ الاعتداءات.
ومثُل أمام غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بطنجة مرارا، متهمون ضمن هذه الشكبات، وكانت أكبر عقوبة أصدرتها المحكمة ذاتها في هذا الجانب، هو الحكم ب 135 سنة سجنا، في وقت سابق، على تسعة أفراد من عصابة وصفت بالخطيرة، حيث تابعتهم بتهم حول « تكوين عصابة إجرامية والاختطاف والاحتجاز باستعمال ناقلات ذات محرك وذلك بهدف تسهيل ارتكاب جريمة السرقات الموصوفة المقرونة بالتعدد والعنف والتهديد باستعمال السلاح والضرب والجرح والنصب وتزوير صفائح السيارات، وحيازة أسلحة والسكر العلني».