دخل يوسف النصيري يوم الاثنين 5 فبراير 2024، تاريخ لاليغا إي أيه سبورتس، بهديه في فاييكاس، اللذان منحا إشبيلية الفوز 2-1 خارج أرضه على رايو فاييكانو، ورفعا رصيد المهاجم إلى 60 هدفاً في دوري الدرجة الأولى الإسباني، مما جعله المغربي صاحب أكبر عدد من الأهداف في تاريخ المسابقة.
حصل اللاعب البالغ من العمر 26 عاماً على هذا الشرف بتجاوز العربي بن مبارك، الذي سجل 58 هدفاً خلال ستة مواسم مع أتلتيكو مدريد، حيث لا يزال يعتبر أسطورة هناك. إن تجاوز بن مبارك إنجاز خاص حقاً، حيث نال ذلك المهاجم القادم من الدار البيضاء ذات مرة إشادة بيليه، الذي قال: "إذا كنت ملك كرة القدم، فإن بن مبارك هو إله كرة القدم". بل إن الإعلاميين في فرنسا، حيث قضى بن مبارك جزءاً من مسيرته الاحترافية، اعتبروه أعجوبة أعظم من قوس النصر أو برج إيفل.
يشعر مشجعو إشبيلية بمثل التقدير للنصيري، الذي كان في ملعب رامون سانشيز بيزخوان منذ عام 2020، وساعد النادي الأندلسي على الفوز بلقبين من ألقابه السبعة في اليوربا ليغ. وبشكل عام، سجل المهاجم المغربي 64 هدفاً للفريق في جميع المسابقات، بما في ذلك أهدافه الحاسمة ضد مانشستر يونايتد ويوفنتوس الموسم الماضي.
يبلغ طول النصيري 189 سم، ويتمتع بحضور هائل في منطقة الجزاء، وقد جاءت العديد من أهداف عبر الهواء. في الواقع، ما يقرب من ثلث مبارياته في لاليغا إي أيه سبورتس كانت عبارة عن ضربات رأسية، حيث تسبب النصيري باستمرار في مشاكل لمدافعي الفرق المنافسة خلال فترة وجودة في المسابقة.
لقد كانت رحلة رائعة بالنسبة للاعب الذي ولد في مدينة فاس المغربية، حيث بدأ رحلته الكروية مع المغرب الفاسي قبل أن يتم قبوله في أكاديمية محمد السادس المرموقة لكرة القدم. كان هذا هو المكان الذي طور فيه مهاراته ونضج على المستوى الكروي، ليصبح أحد اللاعبين النجوم الذين صعدوا عبر الأكاديمية.
بعد ذلك، اكتشفه نادي ملقة، ووقع معه عندما بلغ 18 عاماً. بعد أن لعب في البداية مع فريق الشباب بالنادي الساحلي، ظهر النصيري لأول مرة مع الفريق الأول لملقة في أغسطس 2016. انتظر حتى موسم 2018/2017، ليصبح لاعباً أساسياً في الفريق حيث سجل أربعة أهداف في ذلك الموسم، جميعها في النصف الثاني من الموسم، حيث بذل قصارى جهده لمحاولة إنقاذ ملقا من الهبوط.
في النهاية، لم تكن أهداف النصيري وموهبته كافية لمنع ملقا من الهبوط. ومع ذلك، بقي اللاعب في دوري الدرجة الأولى الإسباني، عندما انتقل إلى ليغانيس. خلال الموسم والنصف التاليين، سجل المهاجم 13 هدفاً في لاليغا إي أيه سبورتس لفريق العاصمة، مما جعله ينتقل إلى إشبيلية في يناير 2020.
على الرغم من أن النصيري كان لديه خمسة مدربين مختلفين في إشبيلية خلال تلك الفترة، إلا أنه كان لاعباً أساسياً مع كل منهم. هذا يوضح الكثير، حيث إن كل مدير مر عبر الدكة، قد فهم مدى خطورة السلاح الهجومي الذي يمكن أن يشكله قلب الهجوم.
الآن، بعد أن صنع التاريخ بوصوله إلى علامة 60 هدفاً، منها 42 هدفاً في لاليغا إي أيه سبورتس مع الروخيبلانكوس تحديداً، فهناك أيضاً خمسة أهداف مع ملقة، و13 لليغانيس، فإن النصيري ترك بصمته على كرة القدم الإسبانية، ولم ينته بعد.