عاد التصعيد من جديد إلى صفوف المكفوفين المعطلين حاملي الشهادات المطالبين بالإدماج في أسلاك الوظيفة العمومية، بعد أربعة أشهر من حادث وفاة أحد أعضاء تنسيقية المكفوفين المعطلين بعد سقوطه من سطح بناية وزارة الأسرة والتضامن الذي كان يعتصم به رفقة زملائه. فقد أعلنت التنسيقية الوطنية للمكفوفين المعطلين حاملي الشهادات بالمغرب، أول أمس (الثلاثاء)، رفع سقف الاحتجاجات على الوزارة الوصية بـالتهديد بـ"انتحار جماعي" خلال الأيام المقبلة، كرد على ما أسموه "عدم وفاء الحكومة الحالية بالوعود التي قطعتها في حق هذه الفئة منذ انتخابها وتوليها مهامها"، حسب رسالة وجهها المكفوفون إلى الحكومة والمسؤولين والبرلمانيين والسياسيين، قالوا فيها إن "الحكومة عبرت عن عدم نيتها في إيجاد حلول جادة لنا، من خلال ما عبرت عنه وزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية في حوارها معنا يوم 19 فبراير، والذي أكدت فيه أنها قامت بما يجب عليها من قوانين؛ لكن بقية القطاعات الوزارية أظهرت عدم رغبتها في التعاون معها، وأن الحكومة لن تقوم بأكثر من هذا".
وفي هذا السياق، قال عبد النور داودي، عضو التنسيقية الوطنية للمكفوفين المعطلين حاملي الشهادات، إن "المكفوفين قرروا وبكل إرادتهم أن يجعلوا من أرواحهم قرابين لقضية المكفوفين بالمغرب في تضحية جماعية خلال الأيام المقبلة، علها تكون سببا للأجيال الصاعدة من هذه الفئة وسببا لتحسين ظروفهم المعيشية في هذه البلاد"، حسب المتحدث الذي أضاف، في اتصال هاتفي مع الموقع، أنه "ونظرا للظروف القاسية والتهميش والإقصاء وفقدان العزة والكرامة التي نعيشها منذ سنة 2011 والمستمرة إلى يومنا هذا، ونحن نطالب بأبسط حقوقنا والمتمثلة أساسا في الحصول على العمل والإدماج في الوظيفة العمومية لضمان العيش الكريم"، مشيرا إلى أن "عددا من المحاولات الدبلوماسية والنضالية التي قاموا بها منذ سنتين لإطلاع المسؤولين على ملفهم، آخرها وفاة مكفوف معطل إثر سقوطه من مبنى وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية في العاصمة الرباط، لم تعط أي نتيجة مع هذه الحكومة المتعنتة".
وكانت وزارة الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة أعلنت، في دجنبر الماضي، عن النتائج النهائية للمباراة الموحدة الخاصة بالأشخاص في وضعية إعاقة لتوظيف 50 متصرفا من الدرجة الثالثة، حيث نشرت لائحة المترشحين الناجحين في المباراة إضافة إلى لائحة الانتظار على موقع التشغيل العمومي، موضحة أن الاختبارات الكتابية لهذه المباراة، التي همت 943 مشاركا، أسفرت عن نجاح 66 مترشحة و237 مترشحا، بمجموع 303 مترشحين، في الوقت الذي كانت التنسيقية الوطنية للمكفوفين المعطلين عبرت عن رفضها للمباراة الخاصة، معلنة تشبثها بالتوظيف المباشر لفئتها، ومعتبرة اقتراح الحكومة "مجرد تضليل وتسكين مؤقت لإشكالية توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة".