هذه أشهر عمليات السطو من أشد الأماكن حراسة في العالم - تيلي ماروك

عمليات السطو - حراسة - العالم هذه أشهر عمليات السطو من أشد الأماكن حراسة في العالم

هذه أشهر عمليات السطو من أشد الأماكن حراسة في العالم
  • 64x64
    تيلي ماروك
    نشرت في : 23/08/2019

محترفون حبكوا خططا لسرقة كنوز تقدر بملايين الدولارات مكنتهم من تخليد أسمائهم في عالم الجريمة

الإهمال هو أقل ما يمكن قوله عند حصول عمليات سرقة لأماكن من المفروض أن تكون أشد الأماكن حراسة في العالم. فقد استطاع مجموعة من اللصوص المحترفون أن يحبكوا خططهم للسطو على كنوز تقدر بملايين الدولارات، مكنتهم من أن يدخلوا عالم الجريمة من بابها الواسع، وأن يحفروا أسماءهم في التاريخ سواء بسبب نجاح عملياتهم أو فشلها وسقوطهم بأيدي العدالة لينالوا عقابهم، أو بسبب تتبع خيوط واهية من قبل الشرطة فتضل القضية معلقة إلى يومنا هذا.

متحف إيزابيلا ستيوارت

في قلب سواد ليل الثامن عشر من مارس من عام 1990، سمع حارسا أمن بمتحف «إيزابيلا ستيوارت جاردنر» للفنون بولاية بوسطن الأمريكية، دقات حازمة على باب مكتب الحراسة، وعندما تساءل الحارسان، في حذر، عن الطارق، أتاهما صوت ثابت يؤكد أن الطارق قوات شرطة الولاية التي جاءت لتفقد المكان إثر بلاغ بوجود أصوات مريبة وغير عادية في داخل المكان. سارع الحارسان بإدخال الطارقين إلى غرفة الحراسة، فقط ليجدا المسدسات مصوبة إلى رأسيهما وتطالبهما بالخضوع أو الموت.

بعدما قيد اللصان الحارسين دلفا بسهولة داخل أحد أكبر المتاحف الفنية في الولايات المتحدة والعالم، وأكثرها ازدهارا بالقطع واللوحات النادرة، واستوليا على ما يقرب من 13 لوحة فنية لرسامين عظماء، مثل لوحة «الهروب من البحر» النادرة لرامبرانت، ولوحات أخرى لفيرمير وديجاس وغيرهم، ما كانت قيمته وقتها 500 مليون دولار أمريكي، واختفيا في دقائق دون أن يتركا خلفهما شيئا سوى تسجيل التاريخ لتلك الحادثة بأنها أكبر سرقة فنية في التاريخ.

ورغم أوصاف السارقين المتوافرة لدى أجهزة الشرطة، مر ما يقرب من 28 عاما دون الإيقاع بهما، وحتى جهود رصد المباحث الفيدرالية في مراقبة ظهور اللوحات المسروقة في المجموعات الخاصة للأثرياء أو في السوق السرية للأعمال النادرة، باءت جميعها بالفشل، حتى إن المُتحف الشهير عرض أكثر من مرة مكافأة مادية كبرى بلغت أخيرا 10 ملايين دولار لمن يساعد في استعادة الكنوز الفنية التي تضاعفت قيمتها كثيرا في السنوات الأخيرة، خاصة حينما تتبعت السلطات عدة خيوط واهية لأماكن تواجد اللوحات أو مُلاكها الجدد، والتي سرعان ما كانت تقود إلى لا شيء، لتظل تلك القضية الغامضة على قمة القضايا المعلقة في التاريخ الحديث.

عملية «الساحر» بلندن

في فبراير 2000 فشلت شرطة لندن في إحباط محاولة الاستيلاء على إحدى الشاحنات المحملة بالأموال، حيث نجح اللصوص في سرقة مبلغ 10 ملايين جنيه إسترليني، ثم الهرب عن طريق أحد الزوارق السريعة في نهر «التايمز»، بعدما أحبطت الشرطة محاولتهم الأولى للفرار عن طريق البر، بعدها، وفي يوليوز من العام نفسه، حاولت المجموعة ذاتها أن تسرق شاحنة نقل أموال أخرى بالطريقة نفسها، ولكن تلك المرة في مدينة «كنت»، ولكن بعد أن داهمتهم الشرطة تبادلوا إطلاق النار معها ونجحوا في الفرار عن طريق زورق سريع أيضا، بعدها بدأت الشرطة تحريات واسعة عنهم أطلقت عليها الاسم الكودي "عملية الساحر".

وفي السابع من نونبر من العام نفسه، كان موعد إقامة أحد أكبر المعارض للألماس في العالم في لندن باسم "ميلينيوم دوم"، والذي كان يخطط لعرض واحدة من أكبر وأندر ماسات العالم، والمعروفة باسم "ميلينيوم ستار"، والتي تزن 203 أقراط من أرقى وأفخم أنواع الماس في العالم، وفي ذروة الحدث، هاجم المعرض عدد من المسلحين مزودين بقنابل دخانية وأقنعة واقية وأسلحة مختلفة العيارات.

وقبل أن ينجحوا في الحصول على الكنز الثمين، كانت الشرطة التي تلقت خبر احتمالية الهجوم على المعرض عبر تحرياتها السرية، على أهبة الاستعداد، ونجحت بالفعل في القبض على ثمانية أفراد كان أحدهم في انتظار المجموعة داخل وسيلة هروبهم، زورق سريع كان في انتظارهم على ضفاف النهر.

وعلى مدى عامين أو أكثر، استمرت محاكمة تلك العصابة التي تم ربط جرائمها ببعضها البعض، وحصلوا جميعهم على أحكام بالسجن تتراوح بين 5 و13 عاما.

سرقة لوحة «الموناليزا» من متحف «اللوفر» عام 1911

تعرض متحف اللوفر الفرنسي لأشهر عملية سرقة في التاريخ، حينما قام الإيطالي «فينتشنزو بيروجي»، أحد الموظفين بالمتحف، بوضع لوحة «الموناليزا» الشهيرة للفنان الإيطالي ليوناردو دا فينشي تحت معطفه وسار ببساطة للخروج من المتحف، وظلت اللوحة في شقته لمدة عامين قبل أن يلقى القبض عليه فى نهاية المطاف، عند محاولته بيعها للفنان الإيطالي «ألفريدو جيري»، الذي بادر بالاتصال بالسلطات الإيطالية التي قبضت على «بيروجي»، وأودعت اللوحة متحف «البوفير» بإيطاليا، الأمر الذي أسعد الإيطاليين كثيرا، حتى علمت فرنسا بذلك ودارت مفاوضات دبلوماسية مكثفة بينها وإيطاليا استقرت بعودة اللوحة إلى موطنها .

مركز أمانات «نايتسبريدج» في المملكة المتحدة

كان «فاليريو فيسي» مطلوب في أكثر من 50 عملية سطو مسلح في إيطاليا، وفي عام 1986 وصل إلى المملكة المتحدة ليكمل مسيرته المهنية، وفي 12 يوليو 1987 دخل «فيسي» إلى مركز أمانات «نايتسبريدج» ليستأجر صندوق أمانات ثم حاصر المدير المسؤول والحراس وقيدهم وعلق لافتة أن المركز قد أقفل. بعد ذلك أدخل «فيسي» أفراد عصابته ونهبوا محتويات جميع صناديق الأمانات بقيمة 60 مليون جنيه إسترليني، وعلمت الشرطة بوقوع العملية بعد أكثر من ساعة على هروب اللصوص، وتم القبض على جميع أفراد العصابة، باستثناء «فيسي» الذي تمكن من الهرب إلى أمريكا اللاتينية، ولكنه عاد إلى المملكة المتحدة بعد سنوات لجلب سيارته «الفيراري»، ليقع في قبضة الشرطة ويحكم عليه بعقوبة 22 سنة سجنا.

جوهرة التاج الملكي

التاسع من ماي عام 1671، يوم غير عاد في صفحات تاريخ المملكة المتحدة. في هذا التاريخ أقدم أحد المغامرين الإيرلنديين، المعروف باسم كابتن توماس بلود، والمعادي لحكم الملك تشارلز الثاني، على محاولة غريبة لسرقة أحد أهم المقتنيات الملكية، إن لم تكن أهمها على الإطلاق: جوهرة التاج الملكي البريطاني، والتي كانت محفوظة وقتها داخل أحد الأماكن الحصينة في لندن، والمعروف باسم «برج لندن».

تنكر توماس بلود في زي قِس وذهب بصحبة ثلاثة آخرين إلى البرج شديد الحراسة، واستطاع أن يدخل إلى غرفة التاج، وبعدما أقنع الحارس الخاص بالجوهرة بتسليم سلاحه نجح هو ورفاقه في الاستيلاء على الجوهرة، ولكن فجأة اقتحم الغرفة أحد أبناء حارس الجوهرة فأخفى أحد السارقين الجوهرة في سرواله بينما أخرج توماس بلود مطرقة خشبية وانهال على التاج الذهبي بها حتى صار قطعة صغيرة وحاول الهروب، ولكن الإنذار داخل البرج كان قد بدأ في الارتفاع وقامت مجموعة من الحراس بمطاردة توماس بلود وأعوانه واستطاعت القبض عليهم وأحضروهم إلى الملك تشارلز الثاني الذي أعجب ببراعة وجرأة توماس بلود وعفا عنه، وقام برد أرضه التي استولى عليها الجيش الملكي في إيرلندا وعُين برتبة كولونيل في البلاط الملكي مع معاش تقاعد.

الفهود الوردية

اللقب المثير، الذي يستقي شهرته من الفيلم البوليسي الشهير، لم يطلقه أفراد تلك المنظمة الغامضة على أنفسهم، بل هذا هو الاسم الذي اختارته لهم إدارة الشرطة الدولية (الإنتربول) بعدما قُبض على أحد أفرادها أثناء تخبئة أحد خواتم الماس الثمينة في جرة «آيس كريم»، وهو ما حدث في فيلم «الفهد الوردي» الشهير.

أفراد تلك المنظمة أثاروا حيرة الشرطة الدولية والمحلية في أكثر من بلد، وبحسب أحد تقارير "الإنتربول"، يعود أصول نشأتهم إلى فترة الحرب في صربيا في بداية التسعينيات، وخاصة من عناصر المليشيات التي تمزقت بعد الحرب في يوغوسلافيا، ويتراوح عدد أفرادها بين 200 و500 لص، ووصلت حصيلة سرقاتهم عام 2007 إلى 500 سرقة بما يقارب 500 مليون دولار.

وبحسب تقرير نشرته جريدة "دايلي ميل" البريطانية، فقد نفذوا عملية سرقة لأحد محتويات متجر ياباني للمجوهرات في العاصمة طوكيو بقيمة مليوني دولار خلال 36 ثانية فقط، بينما لم تتعد سرقاتهم متوسط 60 ثانية في المجمل، وهو ما يدل على احترافية عالية، وربما خلفية عسكرية لأفرادها أيضًا.

وفي عام 2007 استطاعت الشرطة في اليونان القبض على أكثر من خمس مجموعات مختلفة تنتمي للكيان الإجرامي ذاته، وفي العام نفسه نجحت الشرطة الإسبانية في القبض على إحدى المجموعات التي تنتمي للفهود الوردية بعدما ثبت تورطهم في حادث سرقة شهير في أحد متاجر مركز «وافي» للتسوق في دبي بالإمارات العربية، والذي استطاعوا خلاله سرقة مجوهرات بقيمة 4 ملايين دولار، ولا زالت السلطات والشرطة الدولية حتى اليوم تحذر أصحاب المتاجر وعارضي الماس من احتمالية هجوم «الفهود الوردية».

نفق أسفل البنك

ربما تكون فكرة حفر الأنفاق في الأعمال الفنية أكثر التصاقا بعمليات الهروب من السجون، ولكن عندما عُرض المسلسل الإسباني الشهير «la casa de papel» لاقى نجاحا كبير، ربما بأحداثه المشوقة، وخطته البارعة التي اعتمدت بشكل كبير على حفر نفق أسفل خزانة البنك المركزي، ولكن الحقيقة أن تلك الخطة ليست خيالية تمامًا.

في عام 2010 استطاعت إحدى العصابات التي عرفت باسم «عصابة النمل الأبيض- «Termite في فرنسا، سرقة محتويات خزانات الأمانات داخل أحد فروع بنك «كريدي ليوني» الفرنسي، عن طريق حفر نفق أسفل غرفة خزانات الحفظ والأمانات، واستطاعت تفريغ محتويات أكثر من 200 صندوق أمانات مليء بالممتلكات الثمينة للمودعين في البنك، وصلت قيمتها إلى 22 مليون جنيه إسترليني، بعد أن نجحوا في تقييد حارس الأمن وتكميمه، ولكن الحارس تمكن لاحقا من الهرب وإبلاغ الشرطة التي وصلت بعد فرار المجموعة.

الأكثر إثارة هو أن تلك الحادثة لم تكن الأولى بل الثالثة خلال عام 2010 في فرنسا، ما أثار العديد من الذكريات حول إحدى أشهر سرقات الأنفاق في التاريخ قبل ذلك بعقود، والمعروفة بقضية «سباجيري»، عام 1976 عندما قامت مجموعة من اللصوص البارعين بحفر نفق أسفل مستودع صناديق الحفظ في بنك «جنرال سوسيتي» الفرنسي.

«البنك البريطاني» للشرق الأوسط في لبنان

شهدت سبعينات القرن الماضي صعود منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات، وكانت في حالة حرب مع العديد من الجهات، في وقت كانت لبنان تعيش حربا أهلية طاحنة. وفي 20 يناير 1976 اقتحم أفراد مجموعة تابعة لمنظمة التحرير فرع «البنك البريطاني» في بيروت، ونهبوا أموالا وذهبا ومجوهرات بقيمة 25 مليون جنيه إسترليني، ودخل المهاجمون إلى الكنيسة المجاورة للبنك ودمروا الحائط المشترك، ثم نهبوا الخزنة الرئيسية على مدى يومين.

لص متحف باريس

ربما تكون أحدث هذه السرقات ما حدث شهر مايو الماضي، على غرار أفلام «هوليوود» الشهيرة، عندما تحرك شخص ملثم يرتدي السواد في الظلام ليخترق متحف الفن الحديث بمدينة باريس، وتمكن اللص من نزع قفل البوابة، وتحطيم إحدى النوافذ ليدخل أعماق المتحف، ويبدأ في العمل مباشرة، وعندما لاحظ الحراس وجود شيء غير مضبوط فى المتحف، كان اللص قد غادر منذ وقت طويل، حاملا معه ما يعتبر أضخم سرقة فنية فى العصر الحديث. لص متحف باريس تمكن من سرقة خمس لوحات لكبار الأسماء العالمية، من بينها لوحة لبيكاسو وأخرى لماتيس، ولوحات لمودلياني وباروكي وليجير، قدر المدعي العام الفرنسي ثمنها بما يزيد عن 500 مليون أورو.


إقرأ أيضا