كل ما تجب معرفته عن دواء الكلوروكين - تيلي ماروك

دواء الكلوروكين - كورونا كل ما تجب معرفته عن دواء الكلوروكين

كل ما تجب معرفته عن دواء الكلوروكين
  • 64x64
    تيلي ماروك
    نشرت في : 13/04/2020

يستخدم دواء الكلوروكين كبديل لمادة الكينين، وهو جزيء من أصل طبيعي يستخدم لعلاج الملاريا، وذهب عدد من الباحثين المختصين إلى أنه يمكن للكلوروكين أن يكون فعالا في علاج كوفيد-19. وتستخرج مادة الكينين من لحاء شجرة تسمى «كينا»، والتي تم اكتشافها في البيرو في القرن السابع عشر. وهذه القصة ما هي إلا دليل بسيط على الفوائد العديدة التي ندين بها للأشجار.

ليس من اختصاصنا أن نناقش الفعالية المحتملة لمضادات الملاريا المصنوعة كالكلوروكين في علاج جائحة فيروس كورونا. ومع ذلك، يبدو من المهم أن نتطرق إلى هذا الجزيء من أصل طبيعي (الكينين) الذي غير تغييرا جذريا العلاجات الطبية المستخدمة لمكافحة هذا النوع من الحمى.

حماية من الملاريا

هناك تقليد يقول إن المستعمرين البريطانيين كانوا يستخدمون بشكل كبير الكينين الممزوج بالجين (مشروب كحولي)، وبالتالي يخترعون الجين وتونيك في جزر الهند، من أجل حماية أنفسهم من الملاريا. لم يتم إثبات هذا التقليد عبر التاريخ، لكن ما هو مؤكد أنه في القرن السابع عشر..

وبعد أن اكتشف الإنجليزي روبرت تالبور كيفية استخدام لحاء الشجر في البيرو لعلاج الحمى دون التسبب في آثار جانبية جسيمة، استطاع علاج ملك إنجلترا تشارلز الثاني بنجاح، ثم الملك لويس الرابع عشر، وابنه دوفين فرنسا، وعدد من الأمراء الآخرين. لقد ساهم شفاء لويس الرابع عشر في عام 1686 بشكل كبير في شهرة وانتشار «الكينا». ومن ثم، شاع استخدامها، سيما في المستعمرات.

أصول «سينشونا» كانت شجرة

يرجع الفضل إلى اليسوعيين في اكتشاف هذا اللحاء الطبي في العالم الجديد. لقد استخدمه السكان الأصليون في تخفيف التشنجات، خاصة بعد عبور سيل الثلوج. من خلال ملاحظة هذه الطريقة في علاج شكل معين من الحمى، جاءت فكرة استخدام فضائل لحاء «سينشونا » لليسوعيين في علاج الحمى المتقطعة التي تسببها الملاريا. وهكذا جلبوا اللحاء من البيرو إلى الفاتيكان، إلا أن الأمر استغرق بعض الوقت من أجل فهم كيفية استخدامه وكذا الجرعة المناسبة.

شجرة «سينشونا»، هي نوع من الشجيرات المتوطنة في جزء من سلسلة جبال الأنديز. في القرن الثامن عشر، كشف العالمان الفرنسيان جوزيف دي جوسيو ولا كوندامين، بعد رحلة علمية إلى البيرو، عن الهوية النباتية للشجرة التي أنتجت «لحاء الحمى». ونجح عالم الطبيعة السويدي كارولوس لينيوس في خلق نوع «سينشونا أوفيسيناليس»، التي تنتمي إليها شجرة «سينشونا».

وفي أمريكا الجنوبية، تم استغلال الشجرة بشكل كبير، ما أدى إلى ندرتها. وفي نهاية القرن التاسع عشر، تم تحويلها إلى شجرة قابلة للزرع، وقامت إنجلترا وهولندا بتوسيع نطاق زرعها في مستعمراتها في الهند وجافا. وخلال النصف الثاني من القرن العشرين، نجحوا في اختراع جزيء اصطناعي ينتج نفس التأثيرات، الكلوروكين، فلم يعد استغلال هذه الأشجار يحظى باهتمام طبي.

شجرة صغيرة ذات خصائص طبية رائعة

«سينشونا أوفيسيناليس»، والمعروفة أيضا باسم «سينشونا»، هي شجرة صغيرة دائمة الخضرة من الفصيلة الفوية، يوجد موطنها الأصلي في الإكوادور الحالية. يستخرج الكينين من لحائها، وهو مانع للحمى ومضاد طبيعي للملاريا. يمكن أن يصل ارتفاع الشجيرة إلى 6 أمتار، وفروعها الصغيرة ومتصلة بكثافة. وهي شجرة ذات مجال طبيعي ويقتصر انتشارها على مناطق الأنديز في جنوب الإكوادور. تنمو في الغابات الجافة، ما بين 1700 و3000 متر فوق مستوى سطح البحر. ويتم استخراج الكينين، الذي أنقذ العديد من الأرواح، من لحائها الغني بالمركبات الفينولية.

دخل استعمال الكلوروكين، وهو بديل اصطناعي للكينين، في الممارسة السريرية لعلاج الملاريا بعد الحرب العالمية الثانية عام 1947 وتم تسويقه في فرنسا تحت اسم «نيفاكين» في عام 1949.

وبما أن مادة الكلوروكين ثبتت فعاليتها في مكافحة الملاريا الشائعة جدا، في بعض مناطق العالم، يمكن أن تكون لها استخدامات مفيدة أخرى. لقد تم اختبارها بشكل خاص في مكافحة بعض الأنواع من السرطان، ويعلق بعض الأطباء، اليوم، آمالا كبيرة في آثارها الإيجابية في مكافحة كوفيد-19، وهذا سبب آخر للاعتناء بالأرض وتنوعها البيولوجي وحماية غاباتنا.


إقرأ أيضا