في خطوة تاريخية تعكس تطورًا ملحوظًا في العلاقات المغربية البريطانية، أعلنت المملكة المتحدة دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية كحل جدي وواقعي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. وجاء ذلك على لسان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، خلال ندوة صحفية أعقبت التوقيع على بيان مشترك مع نظيره البريطاني ديفيد لامي.
وقال بوريطة إن زيارة وزير الخارجية البريطاني إلى المغرب تُعد الأولى منذ عام 2011، معتبرًا أنها لحظة مفصلية في مسار العلاقات الثنائية بين المملكتين، وإشارة واضحة إلى الرغبة المشتركة في إعطاء دفعة قوية للتعاون الثنائي. وأكد الوزير أن هذه الزيارة تشكل فرصة لتعميق الحوار الاستراتيجي بين البلدين، والانتقال إلى شراكة أكثر طموحًا تتجاوز البعد السياسي لتشمل الجوانب الاقتصادية والأمنية والدفاعية والتعليمية.
وفي سياق تعزيز العلاقات الثنائية، شهدت الزيارة توقيع سلسلة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تمثل خارطة طريق للتعاون المستقبلي. فقد تم التوقيع على آليات لتعزيز البحث العلمي والتعليم العالي والابتكار، إضافة إلى مذكرة تفاهم تهم الابتكار والتنمية في المجال الصحي. ولم يغفل الطرفان التعاون في مجالات الماء والموانئ، ووقعا مذكرة تعاون خاصة بمجال الصفقات العمومية، ما يعكس انفتاح البلدين على شراكات متقدمة تخدم المصالح المشتركة.
وفيما يخص قضية الصحراء المغربية، شكل الإعلان البريطاني دعمًا قويًا للموقف المغربي. فقد أكد وزير الخارجية البريطاني أن بلاده تعتبر مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب إطارًا جديًا وواقعيًا لإيجاد حل دائم للنزاع. وأوضح بوريطة أن هذا الموقف البريطاني يشكل نقلة نوعية بالنظر إلى الدور المؤثر الذي تلعبه المملكة المتحدة في الساحة الدولية، مشيرًا إلى أن لندن ستدرس إمكانية تمويل مشاريع تنموية في الأقاليم الجنوبية للمملكة، ما من شأنه أن يعزز الدينامية الاقتصادية والاجتماعية في هذه الأقاليم ويكرس جهود التنمية المحلية.
وأوضح الوزير بوريطة ان الدينامية الجديدة التي أفرزتها هذه الزيارة " تمثل فرصة حقيقية لتكريس الحل السياسي للنزاع الإقليمي حول الصحراء، وفق مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب، والتي تحظى اليوم بدعم دولي متنامٍ، لتضع حدًا نهائيًا لهذا الملف الذي طال أمده" .
من جانبه قال الوزير البريطاني، إن المملكة المتحدة ستعمل على الرفع من الشراكة الثنائية مع المغرب إلى أعلى مستوياتها، في إطار تقارب اقتصادي وتجاري وسياسي، موضحا أن هذه العلاقات متميزة، ترجمتها المواقف الراسخة لقائدي البلدين، موضحا أن أفق التعاون المغربي البريطاني أرحب على مستوى الفضاء الأوربي الأفريقي.