ذكرت تقارير إعلامية، أن البيت الأبيض وجَّه أوامره لوكالات الاستخبارات الأمريكية، بتفحص تسجيلات الاتصالات المعترَضة وتقارير العملاء وصور الأقمار الصناعية وغيرها من البيانات بشكل دقيق، لمعرفة ما إذا كانت الصين ومنظمة الصحة العالمية قد أخفتا في البداية ما تُوصل إليه من معلومات بشأن فيروس كورونا المستجد.
وكشف تقرير لشبكة NBC News الأمريكية، نقل عن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين مطلعين على الوضع قولهم إن الإدارة الأمريكية أرسلت إلى كل من "وكالة الأمن القومي" و"وكالة استخبارات الدفاع"، والتي تضم أيضاً "المركز الوطني للاستخبارات الطبية"، تكليفاً بـ"مهمة" محددة لجمع المعلومات حول الأيام الأولى لتفشي المرض في الصين.
وتتضمن المهمة المطلوب تنفيذها من الاستخبارات تحديد المعلومات التي كانت منظمة الصحة العالمية تعرفها بشأن مختبرين بحثيين كانا يعملان على دراسة فيروسات كورونا في مقاطعة ووهات الصينية، حيث رُصد الفيروس لأول مرة.
هذه الخطوة تتزامن مع سعي البيت الأبيض ووزير الخارجية مايك بومبيو وحلفاء ترامب السياسيين لتركيز الانتباه على عجز الصين عن احتواء الفيروس بعد وقت قصير من ظهوره، وامتناعها، بحسب مسؤولين في الاستخبارات الأمريكية، عن الكشف عن خطورة المرض، وحرمان بقية العالم من المعلومات التي كانت ستمكّن من احتوائه في وقت مبكر.
ومن جهته، كان الرئيس الأمريكي قد أشار إلى هذه الخطوة في مؤتمره الصحفي، يوم الإثنين 27 أبريل، إذ صرّح قائلاً: "إننا نجري تحقيقات جدية للغاية، ونحن لسنا سعداء بهذا الوضع برمته، لأننا نعتقد أنه كان من الممكن إيقافه عند المصدر، وكان من الممكن إيقافه بسرعة، ولم يكن لينتشر إلى جميع أنحاء العالم".
وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض، هوجان جيدلي، أن "الولايات المتحدة تجري تحقيقاً شاملاً في هذه المسألة"، وحسب نفس المتحدث، فإن الهدف هو "فهم الطريقة التي نشأ بها الفيروس، لما له من أهمية لمساعدة العالم في الاستجابة لهذا الوباء، وأيضاً للحث على الإبلاغ السريع بأي تفشّ لأمراض معدية في المستقبل".
في الجهة المقابلة، رفضت وكالة الاستخبارات المركزية ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية التعليق على هذه الأنباء.
وتحوّل موقف الرئيس الأمريكي من الإشادة في البداية بتعامل الصين مع تفشي المرض إلى انتقادها بشدة مع تفاقم التهديد الذي يشكله الوباء على الاقتصاد الأمريكي والمضي في حملة إعادة انتخابه، إذ لطالما أثبت لوم الصين على أي أزمات اقتصادية أمريكية فاعلية لصالح ترامب خلال قواعده السياسية.
كما سبق لإدارة ترامب أن اتهمت منظمة الصحة العالمية أيضاً بأنها أخطأت عندما لم تبلغ عن أي دليل على إمكانية انتقال العدوى من شخص لآخر، رغم القرائن في يناير الماضي.
من جهتها، نقلت شبكة NBC News عن مصادر مطلعة، أن وكالات الاستخبارات الأمريكية قد شهدت علامات تحذير مبكرة بأزمة صحية في ووهان، منذ نونبر الماضي، وأن المركز الوطني للاستخبارات الطبية قد توقع أن يسبب فيروس كورونا جائحة عالمية في فبراير، وقبل أن تعلن منظمة الصحة العالمية عن ذلك.
مع ذلك، فإن منتقدي الرئيس يرون أن تركيز البيت الأبيض على الصين ومنظمة الصحة العالمية هو محاولة لصرف الانتباه عن السؤال القائم حول التحذيرات التي تلقاها ترامب في شهري يناير وفبراير الماضيين، من مستشاريه الصحيين والاستخباراتيين، وإصراره رغم ذلك على التقليل من شدة الفيروس آنذاك.