في غمرة سيطرة وباء كورونا على المشهد العالمي، خرجت الولايات المتحدة عن سرب الجائحة وارتمت في فيروس التمييز العنصري. في الولايات المتحدة إحدى قلاع الحرية والديمقراطية تبين أن العنصرية ما زالت راسخة في أذهان بعض الأشخاص الذين سبب تهورهم في سقوط كثير من القيم التي ارتبطت في أذهاننا بأمريكا.
منذ اندلاع أحداث مينيابوليس الأخيرة في الولايات المتحدة، التي شهدت تظاهرات كبيرة احتجاجا على وفاة جورج فلويد المواطن الأمريكي من أصول إفريقية، خنقا تحت ركبة شرطي، تبين أن فيروسا آخر يسكن كيان بعض الأمريكيين. ورغم اعتقال الشرطي واتهامه بالقتل غير العمد، إلا أن مشهد موت فلويد لا يزال يتصدر عناوين الأخبار حول العالم، بل إنه خلص العديد من المنابر الإعلامية من سيطرة كورونا على أخبارها، سيما وأن الاحتجاجات أخذت منحى آخر ولم تبق أسيرة ولاية مينيسوتا، بل امتدت إلى واشنطن ونيويورك ومدن أخرى.
لا يعاني السود وحدهم من العنصرية في دول العالم، خاصة بأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، فالأخبار القادمة من دول أوروبا تحمل كل يوم أنباء سلوكات عنصرية تختلف باختلاف صناعها وبواعثها، وقد تمر مرور الكرام حين يكون الضحية مواطنا عاديا لا تلفه الشهرة.
لكن العنصرية لا تفرق بين الأشخاص إذ شملت على امتداد التاريخ المواطنين العاديين كما المشاهير. سواء في مجال الفن أو الرياضة أو السياسة، حيث وجد مشاهير أنفسهم ضحايا حملة عنصرية بالتشهير أو الحظر أو الانتقاد أو الشتائم أو الاتهامات، وأحيانا بالتعنيف الجسدي.
لكل طريقته في التصدي لعنصرية الآخر، بالرد المباشر باللجوء إلى القضاء وبالاحتماء بالمنظمات الحقوقية وبالتظاهر والاعتصام، أو بتدوينات وتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي وذلك أضعف الإيمان، سواء بشكل فردي أو في إطار حملات منظمة.
في هذا الملف نسلط الضوء على مشاهير مغاربة جلدتهم العنصرية وتركت في دواخلهم خدوشا لا يمحيها الزمن.
زوجة دبوز ضحية أعمال عنصرية بسبب زواجها من عربي معاق
لم تخف الصحافية السابقة في قناة «إم 6» الفرنسية، وزوجة الكوميدي ذو الأصول المغربية، جمال دبوز، ميليسا توريو، معاناتها من العنصرية منذ أن تزوجت دبوز. وأوضحت في حوار صحفي بجرأة: «أعاني من العنصرية، والدليل أنه لا يمر أسبوع من دون أن تصلني رسالة يتهمني فيها صاحبها بأنني «أسأت إلى فرنسا بزواجي من شخص معاق وعربي ولا يستطيع أن ينطق بجملتين بالفرنسية من دون أن يرتكب خطأ».
قالت ميليسا توريو، في حوار مع مجلة «باري ماتش» الفرنسية، إنها عانت الأمرين من جهات عنصرية عديدة في فرنسا، منذ أن تزوجت بالدبوز، وأرسلت عبرها نداء اختاره الصحافي كعنوان: «أنقذوني لأنني تزوجت من معاق عربي»، وأضافت بأن فئة من جمهورها اتهمتها بـ«جلب العار لفرنسا لأنها تزوجت بعربي أولا ومعاق ثانيا»، في ظل هذه الهجمات اضطرت ميليسا إلى إنشاء شركة إنتاج والابتعاد عن الأضواء. بل إن زوجها جمال ظل يصر على اصطحابها في رحلات بعيدة كي تبقى بعيدة عن فضول المصورين، سيما بعد أن أصبحت مستهدفة من مجلات الإثارة. ووجدت الزوجة نفسها منخرطة في التمثيل بناء على رغبة من جمال الذي تحول إلى منتج أفلام لا تكتمل سيناريوهاتها دون إسناد دور رئيسي لها.
تعرف جمال الدبوز في العاصمة الفرنسية على ميليسا توريو، وهي القادمة من مدينة غرونوبل، بعد حصولها على شهادة الماجستير في الصحافة التلفزيونية، كان أول لقاء بينهما في مهرجان للفيلم الساخر سنة 2006، كما تجدد اللقاء في استوديو إم 6 حين كانت تقدم برنامج «منطقة ممنوعة». بعد سلسلة من اللقاءات وجدت ميليسا نفسها غارقة في الضحك والحب معا، وحين عرض عليها الزواج طلبت مهلة تفكير دامت سنة واحدة قبل أن تشترط الاحتفاظ بثلاثة أشياء: جنسيتها وديانتها وعملها الإعلامي، رغم أنها كانت تعلم علم اليقين بأنها ستستهدف من طرف عنصريين.
ظل المتطرفون ينشرون غسيل طفولة جمال دبوز، الذي خرج إلى الوجود في 18 يونيو 1975 في حي إيفلين بالضاحية الجنوبية لباريس، وعاش جمال طفولة قاسية، وكيف كان الفتى يلجأ إلى السرقة من أجل لقمة عيش. ظلت الطفولة المعذبة تطارد جمال حين دخل بوابة المشاهير وأصبح واحدا من أكبر الكوميديين القادرين على انتزاع الابتسامة من أفواه الفرنسيين حتى اليمينيين المتطرفين اختل توازنهم من فرط الضحك حين تابعوا عروضه.
ساعد جمال زوجته ميليسا توريو في تجاوز محنتها، حيث طلب منها الاهتمام أكثر بأسرتها وعملها، وقالت في تصريح لفرانس 24 حول موضوع العنصرية: «جمال يقول لي دائما بأن فرنسا ليست بلدا عنصريا. لكن أنا أخالفه الرأي والدليل أنني أعاني من العنصرية لسبب واحد، وهو أنني اخترت العيش معه».
رغم أن الصحافية الفرنسية ميليسا توريو وافقت على الارتباط بالكوميدي المغربي جمال الدبوز، فإنها لم تشهر إسلامها كما تقتضي الثوابت الدينية لزواج المسلمين، إذ احتفظت ميليسا بديانتها المسيحية، بل إنها أقامت الشوط الأول من الاقتران في الكنيسة، بل وأطلقت على ابنها اسم ليون، قبل أن تقيم حفلي زفاف الأول على الطريقة المسيحية في قصر تاريخي بمنطقة «إيفلين» القريبة من باريس. أما الشوط الثاني من الحفل فأقيم في مدينة مراكش.
اليمين الفرنسي يشن حملة عنصرية ضد نجاة بلقاسم
منذ سنة 2014، شنت وسائل الإعلام اليمينية الفرنسية، حملة عنصرية ضد مغربية الأصل نجاة بلقاسم، مباشرة بعد تعيينها على رأس وزارة التعليم في الحكومة الفرنسية. تقول نجاة إن العنصرية تتبرص بالناس ولا تتصدى لهم إلا إذا جلسوا على كراسي الشهرة.
شبهت مجلة «القيم الحالية» نجاة بـ«آية الله»، فقط لأصولها الإسلامية، واعتبرت تعيينها على رأس قطاع التعليم مخاطرة واستفزازا لمشاعر الفرنسيين. لكن الهجمات ضدها بدأت سنة 2012، حين تم تعيين نجاة وزيرة لحقوق المرأة وناطقة رسمية باسم الحكومة الفرنسية عقب فوز فرانسوا هولاند في الانتخابات الرئاسية. كان لزوج بلقاسم بدوره نصيب من المناصب التابعة للحكومة الجديدة حيث تم تعيينه مديرا لديوان وزير التقويم الإنتاجي. بعد ذلك انتقلت الأسرة الصغيرة إلى شقة خاصة وضعت رهن إشارة الوزيرة الجديدة، التي وبالرغم من حرصها الشديد على الفصل بين عملها ووظيفتها كربة أسرة وأم، إلا أنها لم تسلم من صحافة اليمين الفرنسي.
ولأنها وزيرة عربية فقد تعرضت لهجمات عنصرية وصلت حد ترويج خبر انفصالها عن زوجها بوريس فالو، بمبرر أن اسمها في «تويتر» لا يتضمن «فالو»، وهو اسم الزوج الذي سقط سهوا من حسابها على «تويتر» ففجر جدلا في مواقع التواصل الاجتماعي، لكنها ردت تلفزيونيا، حين قالت: «حسابي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» يعود إلى 6 سنوات، في الوقت الذي أنشأت الحساب لم تكن المساحة كافية لوضع اسمي الثلاثي بالكامل فاكتفيت بـ«نجاة بلقاسم»، لتختم بأنها لم تنفصل عن زوجها.
ورغم أن نجاة هاجرت من قرية بني شيكر بالناظور في الريف المغربي، إلى فرنسا سنة 1982 وعمرها لا يتعدى الخمس سنوات، إلا أن هذه المدة لم تمكنها من المناعة التامة ضد الميز العنصري، كما لم تشفع لها دراستها العليا في التحصن بعيدا عن سلوكات المتطرفين. وقبل أن تتم سن الـ18 كانت تحمل الجنسية الفرنسية إسوة بأفراد أسرتها.
حصلت نجاة سنة 1995، على شهادة الإجازة في علم الاجتماع الاقتصادي، لكنها قررت استكمال المشوار، حيث التحقت بمعهد الدراسات السياسية في أميان، وحصلت سنة 2000 على شهادة في القانون الدولي، مما جعلها تعبر صوب المحاماة ضدا على رغباتها وميولاتها، إذ كانت تمني النفس بمنصب حكومي لكنها فشلت مرتين في ولوج المدرسة الوطنية الإدارية.
بوصوفة أكثر اللاعبين المحترفين عرضة للتمييز العنصري
رغم أن امبارك بوصوفة، لاعب المنتخب الوطني، اختير مؤخرا كأفضل لاعب إفريقي احترف في الدوري البلجيكي على مر العصور، متفوقا على العديد من نجوم القارة السمراء، وبالرغم من مساره الذي أمتع البلجيكيين على امتداد ثمان سنوات، وضدا على اختياره من طرف مجلة «سبورت فوت» البلجيكية، الأفضل على الإطلاق في الدوري البلجيكي، عندما كان محترفا بأنديرليخت، حيث توج بلقب البطولة مرتين، وكأس "السوبر" البلجيكي ثلاث مرات وكأس بلجيكا مرة واحدة، كما حصل على لقب أفضل لاعب إفريقي في الدوري البلجيكي ثلاث مرات، وأفضل لاعب شاب ثلاث مرات، وأفضل لاعب في الدوري البلجيكي في مناسبتين، لكن ابن كلميم عانى الكثير من الجمهور المتعصب ومن شرطة بروكسل البلجيكية، والجميع يذكر المعاملة العنصرية، خلال عملية تدقيق في أوراقه الثبوتية، حين أوقفته الشرطة سنة 2009 في أحد المقاهي ورمت به أرضا ثم تم تقييده ونقله إلى مقر أمن المدينة، وهو في وضعية تثير الشفقة.
للمرة الثالثة على التوالي يتعرض الدولي المغربي الجديد امبارك بوصوفة لقصف عنصري، فقد واجه هتافات عنصرية في الملاعب البلجيكية، رد عليها بتسجيل الأهداف. كان بوصوفة كالعادة نجم اللقاءات وشكل أحد أبرز عناصر الخطورة على دفاع خصومه رغم أن جماهير الفريق المنافس ظلت تخص النجم المغربي بهتافات عنصرية مستفزة كلما لمس الكرة ولم يمنعه ذلك من أن يشارك بفعالية في رسم نتيجة الفوز.
وخلال مواجهات انديرليخت لفريق كلوب بروج، كانت جماهير هذا النادي تحاصر امبارك بوصوفة بعبارات واكبتها بعض وسائل الإعلام البلجيكية، حيث يطلقون عليه عبارات «المسلم الطفيلي». وفي رده عليها قال إنه يعتز بإسلامه ويعترف بكونه طفيلي في الملاعب حين يزعج خصومه. أما رئيس نادي بروج ميشيل ديهوغ فعبر عن تضامنه مع اللاعب المغربي مقدما اعتذارا رسميا ومضيفا أنه أمر مزعج داعيا إلى توقيف هؤلاء المشجعين.
ليس بوصوفة هو الوحيد الذي تعرض لحملات عنصرية، فقد عاش لاعبون مغاربة وأفارقة نفس الآلام، في ملاعب مختلفة وصيغ متنوعة، خاصة لاعب المنتخب المغربي السابق، عبد السلام وادو، المقيم في فرنسا، والدولي المغربي السابق، رشيد العزوزي، الذي ذاق مرارة العنصرية في الملاعب الألمانية، إذ أكد العزوزي، المدير التنفيذي لنادي جرويتر فورت الألماني، أن التفوه بعبارات التمييز والعنصرية أصبح أكثر انتشارا في ألمانيا. وقال لصحيفة الألمانية «عندما كنت لاعبا، تعرضت للإهانة من قبل بعض المشجعين الذين نعتوني براعي الإبل.. حينها أحجمت عن الذهاب صوب المدرجات لتحية المشجعين لمدة عام كامل. العنصرية تلاحقني في حياتي كلها، فحتى في السفر غالبا ما تكون ذلك الشخص، الذي يتم إخضاعه بالصدفة للتفتيش أكثر من غيره».
مريم الخمري.. واجهت القصف العنصري بالابتعاد عن الأضواء
قبل شهر شتنبر 2015، كانت المغربية مريم الخمري خارج القصف العنصري، لكن حين دخلت دائرة الضوء في عالم السياسة الفرنسية، بدأت تثير الاهتمام وتسرق الأضواء والأهم من ذلك، أنها من أصل عربي في بلد تتزايد فيه يوما بعد يوم المشاعر المعادية للعرب والمسلمين والمهاجرين ويتكاثر أنصار الجبهة الوطنية التي تمثل اليمين المتطرف بأطروحاته العنصرية. منذ أن عينت وزيرة للعمل والشؤون الاجتماعية والتأهيل، لفتت الحسناء المغربية الاهتمام، وحين كتبت في تغريدة على حساب «تويتر» قالت فيها: «إنني أعي ثقل المسؤولية الجديدة، لكن بإمكانكم الاعتماد على روحي القتالية وعلى عزمي من أجل خدمة الفرنسيين»، تعرضت التغريدة للقراءات السبع.
ركزت صحافة اليمين المتطرف على الحياة الخاصة لمريم، وسلطت الضوء أكثر على علاقتها بشاب يدعى لوبيك جان متخصص في العالم الرقمي، فأضحى متخصصا في محاربة «فيروسات» اخترقت حسابها على منصة التواصل الاجتماعي. رد زوجها على المشككين فيها بالقول: «إنها امرأة براغماتية وفاعلة ومتفائلة، وهي ناجحة ترسم أهدافا وتسعى إلى تحقيقها، ثم إنها شخصية بشوشة ونزيهة وتجيد التعامل مع كل العاملين معها، وهي لا تظهر طموحا كبيرا أو لهفة على السلطة».
لا علاقة لزوج مريم بالسياسة، فهو يفضل الانشغال بالكمبيوتر، في عز الحملات الانتخابية، وكأنه غير معني بها، لكنه يحرص على الالتزام بدخول البيت مبكرا، لأنه يعرف انتظاراته كزوج مسؤولة دائمة الأسفار، لهما ابنتان، إحداهما في عقدها الثاني، وتحلم بأن تصبح ممثلة أو كاتبة مثل أبيها، علما أن مريم الخمري لا تحب الأضواء ولا تثير الجدل وليست لها حياة شخصية صاخبة، بل إنها ترفض إضافة اسم زوجها إلى اسمها وتكتفي بـ«مريم الخمري» ضدا على أعراف وتقاليد كثير من المشهورات.
في رصدها للحياة الخاصة للوزيرة، قالت صحيفة «باري ماتش» إن مريم وزوجها لوبيك يعيشان حياة بسيطة في شقة بسان أوين رفقة ابنتيهما ياسمين وتيلما، مؤكدة أنها وضعت ودافعت عن قانون منع العنصرية في الوظائف، كما دافعت عن خطة تبنتها الحكومة تهدف إلى مكافحة العنصرية والأعمال المعادية للسامية بفرنسا.
ولدت مريم الخمري في العاصمة الرباط وانتهى بها المطاف وزيرة للتشغيل في العاصمة الفرنسية باريس، بعد المرور عبر مجموعة من المحطات من طنجة إلى لي دو سيفر ثم بوردو. في 18 فبراير 1978 ولدت مريم في الرباط، وسط أسرة ميسورة نسبيا، حيث كان والدها يمارس التجارة ويتطلع إلى البحث عن أسواق جديدة في أوربا، وعاشت في وسط يؤمن بالدراسة والتعلم لأن والدتها كانت فرنسية الجنسية لكنها تدرس اللغة الإنجليزية، فقد ساد البيت جو التعلم، فيما كانت مريم تقضي وقتها في القراءة وممارسة هواية ركوب الدراجات.
انتقلت الأسرة الصغيرة المكونة من الأب والأم وثلاثة أبناء، أوسطهم مريم، إلى مدينة طنجة للضرورة المهنية. أمضت مريم كامل طفولتها بالمغرب، ثم سافرت وعمرها تسع سنوات مع والديها إلى فرنسا، بعد أن قررت الأم العودة إلى بلادها، ورافقها زوجها والأبناء. هناك تابعت البنت تعليمها الثانوي، ثم أتمت تعليمها العالي بجامعة «السوربون» في تخصص القانون العام.
حليقو الرؤوس الإسبان يفتكون بمغني راب مغربي
قبل أربع سنوات تعرض مغني الراب المغربي خالد البايسانو، لاعتداء شنيع من طرف شخصين ينتميان لحركة «حليقي الرؤوس» العنصرية المعروفة بكرهها للعرب في إسبانيا. اعترض رجلان سبيل المغني المغربي موجهين له عبارات سب وشتم عنصرية، ليتطور الأمر حيث عمد أحدهما إلى ضربه على رأسه بواسطة أداة من الألمنيوم محدثة نزيفا تطلب نقله إلى إحدى المصحات وإلقاء القبض على المعتديين، حيث تبين انتماؤهما إلى جماعة «سكينز» العنصرية، المعروفة بكرهها للعرب والمهاجرين.
وكان مغني الراب المغربي وهو من مواليد مدينة طنجة، قد هاجر إلى إسبانيا وهو صغير السن، حيث لمع نجمه في مجال أغاني الراب الشبابية وقدم مجموعة من الأغاني مضمونها الحب والسلام والتآخي وقد لقيت استحسانا وتجاوبا كبيرا من طرف جمهوره. لكنه ظل يتلقى تهديدات حول أعماله ومضامينها. وما أن أعلن الفنان المغربي استعداده لإطلاق عمل جديد حتى تصدى له المغرضون، الذين يعلنون رغبتهم في ضرب الفن على اعتبار أنه يشجع على التعايش. لكن ما أن غادر المصحة حتى أعلن التحدي ضد جماعة «حليقي الرؤوس» وشرع في الغناء منددا بالعنصرية.
للإشارة فإن حركة «حليقي الرؤوس» أو ما يصطلح عليهم بـ«البيض الأقوياء» هم فصيل من النازيين الجدد، متعصبون للسامية وللجنس الأبيض ومعاد للسامية، ينتمي العديد منهم إلى المنظمات القومية البيضاء وأحيانا عصابات السجن، ولا يقتصر وجودهم على إسبانيا بل امتد إلى أوربا والولايات المتحدة الأمريكية.
عضو بالبرلمان الأوربي يسخر من رشيدة ذاتي لأصولها العربية
فاجأ عضو البرلمان الأوروبي ديديي جيوفروي، الجميع بتصريح جاء فيه: «هذه الفتاة كان من الممكن أن تصبح سارقة دراجات على مشارف شالون»، تصريح قالت عنه المغربية رشيدة داتي إنه ليس «انزلاقة أو عبارة تافهة بل هو عنصرية وبالتالي فهو جريمة». وأصرت ذاتي على أن التعامل بتساهل مع تصريحات مماثلة يعني التساهل مع العنصرية والتطبيع معها. في المقابل نشر البرلماني الأوروبي موضوع الاتهام عبر حسابه على «تويتر» في وقت لاحق من نفس اليوم تغريدة نفى من خلالها أن يكون صاحب التصريح المتضمن باسمه، وهو التصريح الذي تضمنه كتاب «رشيدة لا تموت أبدا» حيث قال «لم أدل قط بتلك التصريحات لا عن رشيدة ذاتي ولا عن أي كان».
وتعتبر رشيدة ذاتي وزيرة العدل الفرنسية السابقة أول امرأة مسلمة من أصول شمال إفريقية تتبوأ منصبا رفيعا في الحكومة الفرنسية على مستوى وزير. لكنها كانت الأكثر تعرضا لحملة شرسة من الإشاعات حيث وصفها المناهضون للتمييز العنصري في فرنسا بأنها «حملة موجهة من قبل مجموعة من الحاسدين، المتعصبين، من نخبة الجنس الأبيض».
دافعت رشيدة ذاتي عن المقاربة الزجرية في مواجهة العنصرية، وطالبت بتشديد العقاب على المجرمين الذين يكررون جرائمهم، وعلى التعامل مع قضايا التمييز العنصري.
ركز خصوم رشيدة على حياتها العائلية بعدها أشيع أن أحد أشقائها على وشك أن يحكم في قضية بيع مخدرات، للمرة الثانية بعد أن كان يقضي فترة عقوبته السابقة في السجن بتهمة بيع الهيروين. وأن هناك أخ آخر يتم التحقيق معه في قضية بيع حشيش، وشنوا حملة على وزيرة العدل «سلسلة عائلة مجرمين».
هكذا واجه عمر «نص بلاصة» مستخدما عنصريا
أحيطت حياة عمر التيسير الشهير بلقب «نص بلاصة» بكثير من الحكايات الأسطورية، منها ما تجاوز الحقيقة ومنها من لامسها في تفاصيلها الدقيقة. لقد كان اسم عمر مرادفا للثراء، حتى أصبح المغاربة يتداولون قولة مأثورة تقول «مالك شكون أنت نص بلاصة»، كناية على أصحاب الجاه. كما قيل إن كثرة شاحناته وآليات مقاولاته بلغت عددا يصعب حصره، حتى أصبحت كثير من حوادث سير الشاحنات تتم بين آليات في ملكية التيسير، فيضطر رجال الأمن أو الدرك الملكي إلى تحرير محاضر حوادث بين شاحنتين في ملكية نفس المقاولة ونفس الشخص.
ويروى عن عمر أنه منع من ولوج فندق في باريس، حين تقدم إليه من أجل حجز غرفة، بالنظر لزيه التقليدي المغربي، لكن بعد دقائق سيكتشف مستخدم الاستقبال أن الشخص المغربي الممنوع من ولوج الفندق هو أحد أكبر المساهمين فيه، ونسجت الروايات الشفاهية حكايات عن اقتنائه لمطعم لمجرد خلاف مع نادل، لكن كل هذه الحكايات تفتقد للحقيقة، لأن عمر لم يكن بهذه التفاهة الفكرية التي تجعله يشتري فندقا أو مطعما لمجرد الرغبة في الاستعلاء، إذ أن شخصيته هادئة وطباعه لا تميل إلى التسيد، وحسه الاقتصادي المتطور يمنعه من دخول متاهات المزايدات المجانية التي لا يجني منها سوى الوجاهة الزائفة.
ومن الروايات التي ارتبطت به سفره إلى مارسيليا وإصراره على العلاج في أكبر مصحاتها، وكان برفقته صهره عمر الصويري، حيث استغربت الإدارة من استعداد المريض على أداء تكاليف جميع الفحوصات مهما بلغ ثمنها، بعد أن كان من النادر إقامة مغربي في هذه المصحة بالنظر لاستقبالها كبار مسؤولي وزعماء العالم.