نجاة العالم من التغيرات المناخية - تيلي ماروك

عالم ، بيئة نجاة العالم من التغيرات المناخية

نجاة العالم من التغيرات المناخية
  • 64x64
    telemaroc
    نشرت في : 26/10/2021

رغم مساوئ الإفراط في استخدام الموارد الطبيعية والبشرية وتأثيره سلبا على حياة المخلوقات على هذا الكوكب، تواصل حكومات الدول سعيها إلى التقليل من أهمية هذا الإفراط من أجل تحقيق مداخيل تحافظ على مستويات معيشة الفرد واستغلال ذلك انتخابيا، أو الاستمرار في الحكم في الدول ذات الأنظمة غير الديمقراطية كما يقال. وذلك بدل أن تسعى هذه الحكومات إلى الاستخدام المعقول، أو استخدام البدائل المتاحة في توفير ما يكفي من المداخيل، للحفاظ على هذه المستويات من المعيشة، كالتقليل من استخدام وقود المتحجرات، أو الحد من قطع أشجار الغابات على سبيل المثال لا الحصر.

شهد العالم هذه العام وبشكل ملحوظ وفي السنوات القليلة الماضية تغيرات مناخية خطيرة ومرعبة، تهدد الحياة كاملة على هذا الكوكب، وقد أدرك العالم والناشطون في هذا الميدان بشكل خاص أهمية هذه التغيرات المناخية، كالارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة وحرائق الغابات (Wild Fires) في أوروبا وأستراليا والفيضانات في آسيا وأوروبا وإفريقيا والأمريكيتين، وتغير نسب الكربون في الهواء وانفجار البراكين، وكل هذا أدى إلى حدوث خسائر بشرية ومادية كبيرة، مما اضطر الحكومات إلى الدعوة إلى اتخاذ ما يلزم لمعالجة هذا الوضع الخطير لمناخ هذا الكواكب وتبعاته المفجعة، قبل فوات الأوان.

فقد تقرر عقد مؤتمر دولي كما هو معروف (26 (COP لمعالجة هذه الوضعية بغلاسكو، في نونبر، وأعد كبار العلماء والمختصون في العالم تقريرا بهذا الخصوص، على أن يقدم إلى المؤتمر واتخاذ ما يلزم. وتضمن التقرير الكثير من الملاحظات والتوصيات، مؤكدا على ضرورة تجنب الاستخدام المفرط للموارد استهلاكا أو إنتاجا، واستخدام البدائل المتاحة كما ذكرنا سابقا.

ولكن أظهرت تسريبات الـ((BBC أن عددا من الدول الأوروبية والآسيوية بدأت تشكو مشتركة (Lobbying)، مقللة من أهمية ما ورد في التقرير الذي أعده العلماء والمختصون في العلوم المناخية، وطلبت إجراء بعض التغييرات على ما ورد في التقرير، بحيث يتوافق مع توجهات حكومات هذه الدول ويبقي على مستويات مداخيلها من إنتاج هذه الثروات بشكل خاص، للإبقاء على مستويات المعيشة لسكانها وعدم التضرر ماديا.

فمثلا الصين لا تريد الإقلال من استخدام الفحم الحجري كمصدر للطاقة في مصانعها، فهي من كبار منتجي الفحم في العالم، ولا ترغب في إبداله بنوع آخر من الطاقة النظيفة وغير الملوثة بكسر الثاء. وبذلك تريد إجراء تغييرات على مفردات جمل التقرير، بما يناسب رغباتها وتطلعاتها، ولا يضر كثيرا بإنتاجها من الفحم. والحال نفسه ينطبق على البرازيل والأرجنتين بخصوص صادراتهما من اللحوم ذات العلاقة بنسب الكاربون، وكذلك الحال مع اليابان التي يبدو أنها غير راغبة في الإقلال من استخدام البترول في مصانعها.

هذا المؤتمر يمثل دعوة إلى دول العالم لتغيير أو تعديل أنماط المعيشة فيها، للتقليل من المخاطر التي يواجها العالم وتهدده. هل تقدم شعوب العالم تنازلات من أجل الاستمرار في الحياة، أو أن بعضها سيغلب مصالحه الخاصة على مصلحة البشرية جمعاء؟ نجاح المؤتمر يمثل الخطوة الأولى نحو النجاح في مقاومة المخاطر التي تواجهها مخلوقات هذا الكوكب. على البشرية الاختيار بين التفاوت والتباين في درجة رفاه العيش، وبين استمرار الحياة على هذا الكوكب.


إقرأ أيضا