ولد إريك زمور في مونتروي في 31 من غشت 1958 من أصول يهودية جزائرية، وهو نجل صحافي سابق في صحيفة «لوفيغارو».
بعد تخرجه من معهد الدراسات السياسية في باريس، بعد فشله مرتين في امتحان الالتحاق بالمدرسة الوطنية العليا للإدارة التي يتخرج منها غالبية شخصيات النخبة السياسية الفرنسية، عرف زمور كصحافي وكاتب افتتاحيات في الصحف الفرنسية المحافظة، قبل أن يتحول إلى البرامج الحوارية في القنوات التلفزيونية العمومية منها والخاصة.
وعمل زمور في البداية في صحيفة «لوكوتديان دو باري» قبل أن ينضم إلى فريق «آنفو كماتان» ثم أسبوعية «غلوب إيبدو». وفي عام 1996 أصبح كاتب عمود سياسي في صحيفة «لوفيغارو» المحافظة. بعدها عمل ككاتب عمود في محطة «إر.تي.إل» الإذاعية الفرنسية ثم التحق بفريق برنامج On n'est pas couché في قناة فرنسا 2 بين 2006 و2011، وبرنامج Ça se dispute على i-Télé قبل أن ينتقل عام 2019 إلى قناة «سي.نيوز» الإخبارية التي كان اسمها في الماضي «إي.تيلي». وتعرض زمور لانتقادات متكررة لتعليقاته العنصرية، كما وجهت إليه اتهامات «بمعاداة السامية».
تهم موجهة لزمور
لحقت بإريك زمور عدد من التهم والشكاوى وأصبح متابعا بتهمة «التحريض على الكراهية والعنصرية». ويتعلق الأمر بتصريحين أطلقهما زمور في 2019 و2020، عندما حل ضيفا على أحد برامج قناة (سي نيوز) الفرنسية، في شتنبر الماضي، وقال إن المهاجرين القاصرين غير المرفوقين بأسرهم لا يفعلون شيئا في فرنسا واصفا إياهم بـ «اللصوص والقتلة والمغتصبين».
ورفعت رابطة حقوق الإنسان الفرنسية و38 جمعية حقوقية منها المعنية بالمهاجرين القاصرين في البلاد شكوى ضد الكاتب.
وخلال حضوره ضيفا على مؤتمر اليمين، في شتنبر 2019، الذي نظمه أنصار النائبة اليمينية المتطرفة السابقة ماريون ماريشال، تحدث زمور عن نظرية «الاستبدال الكبير»، مدعيا أنه تجري أسلمة المجتمع الفرنسي على حساب الفرنسيين الكاثوليكيين البيض الأصليين. وقال زمور في كلمته إن «النساء المحجبات والرجال الذين يرتدون الجلباب (لباس مغربي تقليدي) هم بروباغندا لأسلمة الشارع (الفرنسي)»، وأضاف أن لباسهم «مثل البذلة العسكرية لجيش احتلال يحاول تذكير المهزوم بخضوعه له».
وغرم إيريك زمور بمبلغ 10 آلاف أورو بتهمة «الإهانة» و«التحريض على الكراهية»، في شتنبر 2020، قبل أن يستأنف الحكم.
وليست هذه المرة الأولى التي تقضي فيها محكمة فرنسية بغرامة مالية في حق الكاتب بسبب العنصرية والتحريض على الكراهية، إذ قال في تصريح تلفزيوني عام 2010 إن «أغلب المهربين سود أو عرب»، معتبرا أن «أرباب العمل لهم الحق في رفض تشغيل هؤلاء».
تصريحات زمور كلفته غرامة قيمتها 2000 أورو مع وقف التنفيذ و10 آلاف أورو تكاليف قانونية، وفي 2016 عاد الكاتب ليصرح بأن فرنسا خضعت «لغزو لمدة 30 عامًا» وأنها تعيش صراعا من أجل الأسلمة، مشددا على ضرورة دفع المهاجرين للاختيار بين الإسلام وفرنسا.
وحكم عليه بغرامة قدرها 3000 أورو عن «إثارة الكراهية الدينية» وبعد أن رُفض استئنافه في محكمة النقض، رفع زمور دعوى أمام المحكمة الأوربية لحقوق الإنسان في 2019، مدعيا أن فرنسا تنتهك حريته في التعبير.
استرداد فرنسا
في أول اجتماع له في قاعة «مركز معارض فيلبينت» في بلدة شعبية تحمل الاسم نفسه شمال باريس، دعا إريك زمور، المرشح اليميني المتطرف للانتخابات الرئاسية الفرنسية، أنصاره إلى «تغيير مجرى التاريخ» والمضي نحو «استرداد» فرنسا، وذلك خلال أول تجمع له في منطقة باريس أمام حشدٍ متحمس. قال المرشح إن «هناك 15 ألفا منكم اليوم، 15 ألف فرنسي تحدوا الصوابية السياسية وتهديدات اليسار المتطرف وكراهية الإعلام»، فيما لوح أنصاره المتحمسون بالأعلام الفرنسية وهتفوا «زمور رئيسا».
وأضاف المرشح الذي بنى خطابه منذ شهور على «رفض الهجرة والإسلام»، أن «الرهان هائل، في حال فزت سيكون ذلك بداية استرداد أجمل بلدان العالم»، مشيرا إلى أن «الشعب الفرنسي يعيش هنا منذ ألف عام ويريد أن يظل سيداً في بلده».
وأضاف: «سمعتم أنني فاشي وعنصري وكاره للنساء»، معتبراً أنه شخصية تلاحقها «مجموعة من السياسيين والصحافيين والجهاديين».
ومن جهة أخرى، فقد اختار لحملته شعار «المستحيل ليس فرنسيا»، وهي عبارة منسوبة إلى نابليون، وسمى حزبه «الاسترداد».
إنهاء الهجرة وكره المسلمين
أعلن إريك زمور في اجتماعه أمام أنصاره رفضه لتوصيف «اليمين المتطرف»، ووعد بإنهاء الهجرة وإلغاء حق لم شمل الأسر واللجوء إلى طرد المهاجرين غير النظاميين وإلغاء المساعدات الاجتماعية والطبية للأجانب غير الأوروبيين، وهي تعهدات ألهبت حماسة الجمهور الحاضر.
ودعا زمور المسلمين إلى «الاندماج»، وتعهد أن يطرح كل هذه التدابير على «الشعب الفرنسي» للاستفتاء، وقال «بقاؤنا لا يخضع لحسن نية القضاة الأوروبيين».
وقد استغل زمور صعود نزعات الإسلاموفوبيا وكراهية المهاجرين والعرب في الأوساط الشعبية بعيد عملية ذبح المدرس صامويل باتي، والصعوبات الاقتصادية والغليان الاجتماعي ليوسع قاعدته الشعبية في وقت وجيز، بل إنه نجح في جذب الآلاف من الشباب من قواعد الجبهة الوطنية وغيرها من القوى اليمينية وتعبئتهم للترويج لمشروعه الذي ينادي علانية بطمس هوية العرب والإسلام من المجتمع الفرنسي. وكان زمور قد أثار ضجة كبيرة في عام 2020، خلال «مؤتمر اليمين»، حيث ألقى كلمة أمام الحضور حذر فيها من «الاكتساح الإسلامي لفرنسا عن طريق المهاجرين والجهاديين وتجار المخدرات الناشطين في ضواحي المدن الكبرى». وقال زمور خلال كلمته إن «الإسلام لم يكن، ولن يكون، يوما قادرا على التعايش مع الجمهورية الفرنسية، ببساطة لأنه نظام شمولي، لا يتمايز فيه الجانب الروحي العقائدي عن الجانب السياسي والاقتصادي، ولذلك، وعبر التاريخ لم يستطع الإسلام العيش تحت ظل أي نظام سياسي آخر، بل كان يقف كقوة متحدية في كل صدام أيديولوجي وسياسي مع الدول أو الحضارات التي تبادله العداء».
لكن أكثر ما أثار الغضب في خطاب زمور بخصوص الإسلام والمسلمين كان اعتباره الدين الإسلامي «أكثر لعنة على البشرية من النازية وأحد أبشع النظم السياسية التي عرفها التاريخ الحديث»، حيث قال: «في الكثير من الأحيان يغضب مني البعض لأنني أقارن الإسلام بالنازية، يعتبرون ذلك غير معقول، وأنا أتفق معهم في هذا الأمر أحيانا، نعم، من غير المعقول مقارنة النازية -رغم جرائمها الفظيعة- بالإسلام، ذلك الدين الدموي، هذا ظلم كبير للنازية والنازيين دون شك».
حظر اسم «محمد»
قال الكاتب الفرنسي اليميني، إريك زمور، إنه سيحظر على المسلمين في فرنسا إطلاق اسم (محمد) على أبنائهم، في حالة وصوله إلى منصب رئيس الجمهورية.
وجاء ذلك خلال مقابلة أجراها على قناة (فرانس 2) للحديث عن طموحاته السياسية، وفي ظل التوقعات الكثيرة حول استعداده لإعلان ترشحه رسميا للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة في أبريل 2022.
وقال زمور إن من بين الإجراءات التي سيتخذها في حالة انتخابه رئيسا لفرنسا، وضع قواعد للأسماء التي تطلق على أطفال المسلمين. وأضاف: «سنطلب من المسلمين قصر دينهم على العقيدة والممارسة وليس تطبيق قوانينهم».
كما هدد بالتعامل مع المسلمين كما تعاملت الثورة الفرنسية ونابليون (بونابرت) مع اليهود. وأضاف: «سأعيد العمل بقانون 1803 (القانون المدني للجمهورية الفرنسية قبل تعديله) حيث يحظر على أي فرنسي تسمية ابنه بمحمد».
صاحب حظوظ قوية
يملك إريك زمور فرصة ليكون ثاني أكثر المرشحين تصويتا في الجولة الأولى، وبالتالي التأهل إلى الجولة الثانية، حيث إن استطلاع «معهد هاريس»، وضع زمور مطلع أكتوبر في المركز الثاني للمرة الأولى، بنسبة تتراوح بين 17 و18 في المائة من الأصوات، متقدما على لوبين، المرشحة عن حزب «التجمع الوطني» اليميني المتطرف. وإذا تأكد اتجاه الاستطلاع الأخير، فقد يمثل هذا التحول نهاية لوبين.
وفي الأثناء، سيحصل الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، حسب الاستطلاع، على ما بين 24 و27 في المائة من الأصوات، وهو رقم مثالي لإعادة انتخابه بغض النظر عن منافسه.
وزمور، ابن الأسرة اليهودية الجزائرية، التي أتت إلى فرنسا في الخمسينيات، «لن يكون مجرد مرشح».
فمن ناحية ثانية، يهدد نجاح زمور بتقويض اليمين التقليدي، أي «حزب الجمهوريين»، الذي ينتمي إليه الرئيس السابق نيكولا ساركوزي. وهذا الحزب الأخير بلا زعيم ومنقسم بين جناح معتدل ومنسجم مع ماكرون، وجناح آخر يغريه زمور.
وفي جميع الأحوال، يحلم زمور بأن يكون المرشح الذي يجمع ما يسميه «اليمين الوطني».
نافذة
أكثر ما أثار الغضب في خطاب زمور بخصوص الإسلام والمسلمين كان اعتباره الدين الإسلامي «أكثر لعنة على البشرية من النازية».