قصة هرب نابليون - تيلي ماروك

نابليون قصة هرب نابليون

قصة هرب نابليون
  • 64x64
    Télé Maroc
    نشرت في : 03/02/2022

نحن نعرف أن حملة نابليون على روسيا كانت بحوالي 600 ألف جندي هلك معظمهم في الطريق، ولم يرجع من هؤلاء الشباب إلا 25 ألفا يجرون ذيول الخيبة، ومن جملة ما عثر عليه في لاتفيا مقابر جماعية لشباب ماتوا من تلك الحملة، بعد أن هاموا على وجوههم في الثلج والبرد، يبحثون عن دفء وطعام. انتهى نابليون عمليا، بعد تلك الحملة. ومن أعجب ما كان من أمر الرجل في صعوده إلى السلطة، هو جرأته على القتل التي تبدت في سحق المعترضين، وقيادة العسكر، وضرب المدفعية، لكن أيضا كان حوله من الاستراتيجيين من يخططون له الحملات، وكان بين صفوف الشبان أناس من الريف لم يرتفعوا إلى رتب في الجيش من خلفية عائلية، بل القدرة والمهارة، وهو ما كانت عليه أيضا جيوش الانكشارية في الدولة العثمانية. وحين هزم نابليون تم نفيه إلى جزيرة «ألبا»، قريبا من الساحل الإيطالي، وهذا يحمل إمكانية أن يفر ويرجع فيقود الجيوش، ومنه تم اجتماع خطير بين ملوك أوروبا وسياسيها يتناقشون في النمسا عن مصير الوحش، وبرز منهم تاليران الفرنسي، ومترنيخ النمساوي. وفي مؤتمر فيينا عام 1814 ـ 1815م، حاولت القوى الأوروبية أن تعيد تنظيم ما تبقى من إمبراطورية نابليون. وفي مدينة فيينا كان الناس يستمتعون بالليالي الملاح، ابتهاجا بالنصر على الخصم الخطير. ولكن الزعماء المجتمعين احتاروا في مصير نابليون، وكان الجميع ما زال لا يصدق كيف اندحر من هزم أوروبا. وبدلا من إعدامه أو إرساله إلى جزيرة نائية، تم وضعه في جزيرة «ألبا» قريبا من الساحل الإيطالي. وحتى وهو في المنفى، كان مجرد ذكره يبعث القشعريرة في مفاصل ملوك أوروبا. ثم فكر النمساويون في خطة لاغتياله في الجزيرة، ولكن الخطر فيها كان كبيرا. أما القيصر الروسي «ألكسندر الأول»، ذو المزاج المتقلب، فكان في خصومة مع البقية، لأنه كان يطالب بحصته من بولندا. وفي حمى النقاش الدائر، كان يصرخ: «هل تستجيبون لمطالبي، أم أطلق الوحش عليكم؟»، والكل كان يعرف أن الوحش هو نابليون. ومن كل المجتمعين من عتاة السياسيين في مؤتمر فيينا، كان «تاليران»، وزير الخارجية الفرنسي الأسبق، أكثر الحضور هدوءا وأقلهم كلاما أو انفعالا، وتبين لاحقا أن ما كان يجول في رأسه خفي عن الآخرين، ولم يحيطوا به علما. مع هذا تقدم باقتراح لم يوافق عليه أحد، وهو نفي نابليون إلى أقصى مكان ممكن، ولكن لم يستمع أحد لقوله، كما لم يحاول من طرفه دفعهم إلى الاقتناع. كانت جزيرة «ألبا» مطوقة بالسفن البريطانية من كل جانب، والمدافع مصوبة إلى كل بقعة، ومع هذا وفي يوم 26 فبراير من عام 1815م حصل ما يجب أن لا يحصل، فقد فر نابليون على ظهر سفينة بطاقم 900 بحار في وضح النهار، وعندما طاردته السفن البريطانية، اختفى في لجة البحر. وفي التاريخ سجلت هذه الأيام المعروفة بحكم نابليون لمدة مائة يوم، فبعد أن نزل على الشاطئ الفرنسي، استقبل استقبال الفاتحين، وهرع إليه المتطوعون من كل جانب، وفر ملك فرنسا لويس الثامن عشر، وتحرك جيش فرنسي ملكي من باريس لصده عن دخول باريس بقيادة المارشال «ناي»، وعندما تواجه الجيشان وقف نابليون ونادى في جنود المارشال: «من أراد أن يلتحق بنابليون فليفعل». فانفض كل الجيش الملكي، والتحق بقائده العسكري القديم، الذي قاده إلى ساحات النصر في كل الأرض الأوروبية.  وخلال الأيام المائة تم تقرير مصير نابليون، فقد هزم شر هزيمة في معركة واترلو عام 1815م، وقتل من الجنود عشرات الآلاف، وبت في مصير نابليون بغير رجعة، فنفي من جديد، ولكن بعد أن تعلم الحلف الأوروبي الدرس من جزيرة «ألبا»، فنفاه إلى جزيرة «سانت هيلينا»، في المحيط الأطلسي حذاء الساحل الإفريقي الغربي. وبعد عدة سنوات ظهرت على السطح حقيقة هرب نابليون، ومن كان وراءه. فقد تبين أن من دفعه إلى هذا الفخ لم يكن سوى وزيره السابق «تاليران»، الذي خطط مع آخرين لتمكينه من الهرب، حتى يسحقوه سحقا نهائيا لا تقوم له بعدها قائمة، ولكن على حساب بحيرة من دماء الشباب. وبعد 190 سنة، قام طبيب أسنان سويدي مولع بدراسة هذه الحقبة وشخصية نابليون، ليعرف كيف مات نابليون لاحقا عن عمر يناهز 53 سنة. وكان نابليون يقول لمن حوله حينما دخل سكرات الموت: «إنني أموت على نحو غير طبيعي، ويجب أن تشرحوا جثتي». قام الطبيب المذكور في تحليل خصلات شعر نابليون من عائلات محتفظة بتراثه، بعد كل هذا الزمن، وعرف أنه مات مسموما بالزرنيخ بشكل بطيء. وتقول القصص إن جثمانه حينما نقل من جزيرة سانت هيلينا إلى فرنسا، كان محافظا على شكله بأفضل من مومياء الفراعنة، فأصيبوا بالذعر. ومما عرف الطبيب السويدي أن من اشترك في تسميمه، بالتعاون مع البريطانيين، كان من أخلص الناس إليه، وأوصى له مع الموت بثروة طائلة، وللقبور أسرار كما يقولون. ولكن البحث العلمي ينطق الجثث وخصلات الشعر، قالوا من أنطقنا قل أنطقكم الله الذي أنطق كل شيء. 
نافذة: 
بعد عدة سنوات ظهرت على السطح حقيقة هرب نابليون ومن كان وراءه فقد تبين أن من دفعه إلى هذا الفخ لم يكن سوى وزيره السابق «تاليران» 


إقرأ أيضا