روسيا تستعين بـ«مجموعة فاغنر» لاستعادة قوتها - تيلي ماروك

روسيا روسيا تستعين بـ«مجموعة فاغنر» لاستعادة قوتها

روسيا تستعين بـ«مجموعة فاغنر» لاستعادة قوتها
  • 64x64
    Télé Maroc
    نشرت في : 30/03/2022

في خضم الحرب الروسية الأوكرانية، التي دخلت يومها الـ36، تأثر كلا البلدين بالخسائر التي لحقت بهما اقتصاديا وعسكريا، ما جعل موسكو تستدعي المرتزقة الموالين لها من أجل الاستفادة من خبرتهم في الحروب. وبدورها أطلقت كييف دعوة إلى المتطوعين من جميع أنحاء العالم وتشكيل فيلق دولي لمساعدتها في الحرب وإغرائهم بالجنسية الأوكرانية. وبسبب القلق الغربي المتزايد من تطورات الأوضاع الحربية، منعت عدة دول أوربية مواطنيها من التطوع للمشاركة في الحرب بأوكرانيا.
سهيلة التاور

قدّرت الحكومة الأوكرانية، أول أمس الاثنين، الخسائر الاقتصادية التي سببتها الحرب مع روسيا بأكثر من 560 مليار دولار، حسب ما أعلنته وزيرة الاقتصاد الأوكرانية، يوليا سفيريدنكو، أول أمس الاثنين، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
ولفتت الوزيرة إلى أن «التأثير المباشر للأضرار» منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير، يُقدّر بـ«564,9  مليار دولار»، يُضاف إليه «التأثير غير المباشر للمعارك» على الاقتصاد، بما فيه زيادة البطالة وانخفاض نسبة الاستهلاك وتراجع إيرادات الدولة.
وأشارت سفيريدنكو إلى أن الخسائر هي الأكبر على مستوى البنى التحتية التي «تدمّر جزئيًا أو بالكامل نحو ثمانية آلاف كيلومتر» بالإضافة إلى «عشرات محطات القطار والمطارات» بقيمة 108,5 مليارات يورو.
كما تحدّثت عن تدمير عشرة ملايين متر مربّع من المساحات السكنية بالإضافة إلى مئتي ألف سيّارة خلال أربعة أسابيع ونصف.
وقدّرت تراجع الناتج المحلي الإجمالي بـ102 مليار يورو في العام 2022، أي انكماش أكثر من 55 في المئة من الاقتصاد بالنسبة للعام 2021.
وأوضحت أن موازنة الدولة الأوكرانية قد تنخفض بـ43,8 مليار دولار، أي بتراجع بنحو 90 في المئة عن الموازنة السنوية التي كانت متوقّعة لأوكرانيا.
وقالت وزيرة الاقتصاد، عبر فيسبوك، «تتغير الأرقام كلّ يوم، وللأسف إنها ترتفع». وتابعت «لذا، ستطالب أوكرانيا (...) المُعتدي بتعويض مالي (...) إن كان من خلال قرارات قضائية أو عبر تحويل مباشر  للأصول الروسية المجمدة (حاليًا) في أوكرانيا إلى الدولة».
وعلى الجانب الآخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أول أمس الاثنين، أن قواتها استهدفت 36 منشأة عسكرية أوكرانية، وأسقطت 5 طائرات حربية و19 طائرة مسيّرة، خلال آخر 24 ساعة من عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
وأوضحت الوزارة، في بيان لها، أنه تم إسقاط 4 قاذفات أوكرانية من طراز «سو 24» في الجو فوق مقاطعة تشيرنيهيف شمالي البلاد، كما أسقطت مقاتلة أوكرانية من طراز «سو 27» بالقرب من كراماتورسك في دونباس.
وأشار البيان إلى أن القوات الروسية أسقطت 5 صواريخ أطلقتها راجمات «سميرش» أوكرانية، قرب مطار في مقاطعة خيرسون جنوبي أوكرانيا.
ولفت البيان إلى أن بين الأهداف التي دمرها الطيران وقوات الصواريخ الروسية خلال اليوم الماضي، راجمتي صواريخ ومنظومة للصواريخ المضادة للطائرات.
وأكد البيان أن مجموعة من القوات الروسية توغلت في عمق كيلومترين في دفاعات اللواء 95 التابع للقوات المسلحة الأوكرانية، ووصلت إلى الضواحي الجنوبية لبلدة نوفوسيلوفكا في دونيتسك.
وتقدمت وحدات تابعة لقوات جمهورية لوغانسك الشعبية خلال هجومها لمسافة 5 كيلومترات، واستولت على بلدتي إيفانوفكا ونوفوسادوفويه، ووصلت إلى خط تيرني على الحدود مع جمهورية دونيتسك، وفقا لموسكو.
ودمرت القوات الروسية ما مجموعه 308 طائرات دون طيار و1713 دبابة و170 راجمة صواريخ أوكرانية منذ بداية العملية العسكرية في 24 فبراير الماضي، حسبما يعلن رسميا.

قلق غربي
أفادت وزارة الدفاع البريطانية في بيان، أول أمس الاثنين، بانتشار عناصر تابعة لمجموعة «فاغنر» الروسية في شرق أوكرانيا.
وقال البيان إنه من المتوقع نشر أكثر من ألف عنصر من فاغنر، بينهم قادة كبار من المجموعة، لتنفيذ «عمليات قتالية».
كما أشار إلى أنه من المرجح أن تعيد موسكو ترتيب أولويات عناصر فاغنر من أجل الاستعانة بهم في أوكرانيا على حساب العمليات في إفريقيا وسوريا، وذلك «بسبب الخسائر الفادحة» التي تعاني منها.
ويتّهم الغرب هذه المجموعة الروسية بأنّها قريبة من الكرملين، وبأنّ مرتزقتها ارتكبوا انتهاكات في كل من مالي وليبيا وسوريا.

مجموعة «فاغنر»
اكتسبت مجموعة فاغنر شهرة في عام 2014، عندما كانت تقاتل مع الانفصاليين الموالين لروسيا في الصراع في شرق أوكرانيا. ومنذ ذلك الحين، أصبحت المجموعة نشطة في الشرق الأوسط، وكذلك في وسط وجنوب إفريقيا.
ويُعتقد أن يفغيني بريغوزين يمول المشروع، وهو رجل أعمال ثري له صلات بالرئيس فلاديمير بوتين. ولطالما نفى بريغوزين وجود أي علاقة له بفاغنر.
وتنفي الحكومة الروسية أيضا أي تورط للدولة مع الجماعة، مع التأكيد أيضا على عدم وجودها قانونيا لأنّ المتعاقدين العسكريين الخاصين غير قانونيين في روسيا. فليس لمجموعة فاغنر أي وجود قانوني في روسيا حيث الشركات العسكرية الخاصة محظورة. لكن المجموعة تضم آلاف العناصر ولا سيما قدامى محاربين من الجيش أو أجهزة الأمن. يقول مركز كارنيغي موسكو إن مجموعة فاغنر هي في نهاية المطاف «السر المعروف في روسيا».
وتقوم المجموعة بدورين: «تزويد الكرملين بفرصة للإنكار عند نشر مقاتلين في مناطق حرب» وتوفير «آلة جاهزة لتعزيز نفوذها لدى الدول التي تستقبلها».
وقد نشطت في عدة دول حيث عند التدخل الروسي في سوريا عام 2015 دعما للرئيس بشار الأسد، أفيد عن وجودهم إلى جانب الجيش الروسي خصوصا في معارك كبرى مثل استعادة مدينة تدمر الأثرية.
ويُعتقد أن مجموعة فاغنر بدأت العمل في جمهورية إفريقيا الوسطى في عام 2017، بعد أن وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على مهمة تدريب روسية هناك ورفع حظر الأسلحة الذي كان فرض في عام 2013.
وبالإضافة إلى ليبيا، أشار الاتحاد الأوروبي أيضا إلى عمليات لفاغنر في السودان وموزمبيق.
وفي السودان، يُعتقد أنهم شاركوا في تدريب وكذلك حماية المسؤولين ومواقع التعدين. أما في موزمبيق، فدعمت فاغنر الجيش في قتاله ضد التمرد الإسلامي المتشدد في الشمال.
وأعلنت مالي، وهي حليف غربي طويل الأمد في الحرب ضد التنظيمات الجهادية في منطقة الساحل، أخيرا، أنها تريد توظيف حوالي ألف من عملاء فاغنر للمساعدة في توفير الأمن. وجاء ذلك بعد إعلان فرنسا أنها ستسحب حوالي نصف قواتها البالغ عددها 5 آلاف جندي من البلاد.

حرب المرتزقة
كانت كل من أوكرانيا وروسيا تتقاذفان التهم بعد انطلاق العملية العسكرية الروسية في الجارة الغربية، بتجنيد المرتزقة، علماً أن كييف كما موسكو شرعت الأبواب لمشاركة مقاتلين أجانب في النزاع.
ففي وقت سابق من الشهر الحالي، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه سيسمح للمتطوعين الأجانب الراغبين بالقتال، بالذهاب إلى أوكرانيا.
في حين أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن «16 ألف متطوع من الشرق الأوسط مستعدون للقتال في منطقة دونباس» الانفصالية في الشرق الأوكراني. 
وبدوره، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أكثر من مرة، ترحيب بلاده بانضمام مقاتلين غربيين إلى القوات الأوكرانية من أجل مواجهة الروس.
وقال نائب وزير الداخلية الأوكراني يفين يينين، إن بلاده «تشكل فيلقا دوليا للدفاع الإقليمي يتألف من أجانب يريدون الانضمام إلى المقاومة ضد المعتدين الروس والدفاع عن الأمن العالمي»، وفق وكالة الأنباء الأوكرانية الرسمية.
وأشار إلى أن عدد المقاتلين الأجانب آخذ في التصاعد، لافتا إلى أنهم سيوقعون عقدا، وسيحصلون على جواز سفر عسكري يحل محل تصريح إقامتهم.
وأضاف: «في المستقبل، إذا رغب أي من هؤلاء الأجانب في أن يصبح مواطنا أوكرانيا، فإن تشريعاتنا توفر طريقا لذلك».
وأعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية، أن ملايين الأشخاص زاروا موقع «الراغبين بالقتال» في أوكرانيا.
وقالت الوزارة، في منشور على تويتر، إنه «خلال الـ 24 ساعة الأولى، زار نحو 13 مليون شخص الموقع. »
ووفقا لإحصائية عدد الزوار، احتلت الولايات المتحدة المرتبة الأولى وسجلت نحو 4 ملايين زائر، فيما جاءت الصين بالمرتبة الثانية مع مليوني زائر.
وأشارت الإحصائية إلى مئات آلاف الزائرين للموقع من دول مثل فرنسا وكندا والهند وبريطانيا والبرازيل وألمانيا وتايلند.
وكانت أوكرانيا ألغت مؤقتا إجراءات الحصول على التأشيرة للمتطوعين الأجانب الذين يرغبون في دخول البلاد والانضمام إلى القتال ضد القوات الروسية.

الغرب يمنع الفيلق الدولي
دعت سبع دول في الاتحاد الأوروبي، بينها فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، أول أمس الاثنين، مواطنيها إلى الامتناع عن الانخراط كمتطوعين لمساندة الأوكرانيين في القتال ضد الروس، في إعلان صدر عن وزراء العدل بهذه الدول.
وجاء في بيان بعد اجتماع لمجموعة «فاندوم»، نشرته وزارة العدل البلجيكية، أن وزراء الدول السبع «أثبطوا بالإجماع عزيمة الأوروبيين على الانضمام» إلى صفوف المقاتلين المتطوعين.
وتضم مجموعة «فاندوم» وزراء عدل فرنسا وألمانيا وهولندا وإسبانيا وإيطاليا ولوكسمبورغ وبلجيكا.

وسبق أن أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أواخر فبراير، تشكيل «فيلق دولي» لدعم جيش أوكرانيا في مواجهة الهجوم الروسي.
من جانبه، صرح وزير الداخلية الفرنسي، غيرالد دارمانان، إثر اجتماع مع نظرائه الأوروبيين في بروكسل، «بالطبع نثبط عزيمة الأشخاص على التوجه إلى ساحة الحرب».


 


إقرأ أيضا