صوت عاقل وسط الضجيج - تيلي ماروك

ماكرون صوت عاقل وسط الضجيج

صوت عاقل وسط الضجيج
  • 64x64
    Télé Maroc
    نشرت في : 21/08/2023

يبدو أن الأصوات العاقلة في السوق السياسي الفرنسي تجاه شعبوية الرئيس إيمانويل ماكرون، بدأت تفرض نفسها على مستوى الإعلام بعدما حذر الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، نظيره الحالي، من مغبة السياسة التي ينهجها والمتسمة بالتقارب مع الجزائر على حساب المغرب، معتبرا أن سياسة الرئيس الفرنسي ستبعد باريس عن المغرب ولن تكسب ثقة الجزائر.

أن يصدر هذا التنبيه عن أحد رؤساء فرنسا السابقين ورجل دولة تمرس في كل المناصب الوزارية والبرلمانية قبل أن يصل إلى قصر الإليزيه فهذا له أكثر من دلالة سياسية، فساركوزي اختار أن ينصح ماكرون بتغيير بوصلته الدبلوماسية نحو شاطئ الأمان والحفاظ على أقل الخسائر في علاقة فرنسا بالمغرب، مقدما رؤية مختلفة وسط ذلك الضجيج السياسي والإعلامي الرسمي، رؤية تقترب مما يشترطه المغرب منذ سنوات.

إن فرنسا في حاجة ماسة إلى مثل هذا الصوت العاقل والمتزن، خصوصاً بعد هذا الانشطار العميق الذي تعيشه باريس بسبب سياسات اجتماعية واقتصادية فاشلة، ورطت المجتمع الفرنسي في صراع اجتماعي غير مسبوق، ناهيك عن فقدان فرنسا لكل امتداداتها التاريخية جراء دبلوماسية متعجرفة بنفس استعماري.

إن هاته الصرخة السياسية والتي سبقتها صرخات حزبية وبرلمانية وإعلامية، تطالب فقط ماكرون بأن يتوقف عن سياسة الغراب الذي أراد أن يتعلم مشية الحمامة وبعد فترة لم يتقن المشية الجديدة وخسر مشيته القديمة، وهذا ما حصل بالضبط لماكرون بسبب الانعراجة الدبلوماسية التي قام بها، فلا هو كسب علاقات موثوقة مع الجزائر ولا هو احتفظ بعلاقات شراكة متينة مع المغرب.

وبانتظار أن يصيب ماكرون بعض الرشد ويعيد حساباته من جديد، فإن الخطأ الأكبر الذي سيرتكبه هو أن يركب دماغه ويصر على تأزيم العلاقات المغربية الفرنسية على حساب علاقته غير الموثوقة مع الجزائر وحينها سيطلق رصاصة الرحمة على العلاقات بين البلدين، وآنذاك سيندم ندما شديدا على عدم استفادته من نصيحة زميل سابق في رئاسة الجمهورية.

 


إقرأ أيضا