جرى يوم الخميس 20 فبراير بالرباط انتخاب المغرب في شخص سلمى بنعزيز رئيسة لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية وشؤون الهجرة والمغاربة المقيمين في الخارج بمجلس النواب، بالإجماع، رئيسة لمنتدى رؤساء لجان الشؤون الخارجية بالبرلمانات الإفريقية، وجرى انتخاب سلمى بنعزيز في هذا المنصب في ختام أشغال المنتدى الثاني لرؤساء لجان الشؤون الخارجية بالبرلمانات الإفريقية، الذي انعقد بمجلس النواب تحت شعار "نحو وضع أسس دائمة للاستقرار والأمن في إفريقيا"، كما تم خلال الجلسة الختامية للمنتدى انتخاب نواب الرئيسة الأربع عن مناطق (غرب إفريقيا، شرقها، وسطها، وجنوبها)، وكذا المصادقة على مشروع القانون الأساسي للمنتدى الذي يهدف إلى تعزيز التعاون البرلماني الإفريقي، والمساهمة في ترسيخ السلم والأمن في إفريقيا، وتفعيل دور البرلمانات في القضايا الدولية والإقليمية، وتعزيز الدبلوماسية البرلمانية كأداة للتعاون الدولي، وتشجيع التكامل الاقتصادي والتعاون التنموي بين الدول الإفريقية.
وأجمع رؤساء ورئيسات اللجان المكلفة بالشؤون الخارجية والدفاع في البرلمانات بالرباط، في إطار اجتماعهم الثاني، على توحيد الجهود لمواجهة التحديات التي تواجه بلدان القارة الإفريقية وتعزيز التعاون المشترك، وخلال الاجتماع، ناقش المشاركون الأوضاع الإفريقية الراهنة في ظل سياق دولي يتسم باللايقين، وتأثيراته على دول القارة التي تواجه تحديات كبرى، من بينها الإرهاب والنزاعات المسلحة والأزمات الاقتصادية، فضلاً عن تداعيات التغيرات المناخية على التنمية وقضايا الهجرة واللجوء.
وأكد المجتمعون على أهمية الوقاية من النزاعات في إفريقيا، معتبرين التكامل الاقتصادي أداة رئيسية لتحقيق التنمية وتعزيز السلم في القارة. كما شددوا على الدور الحاسم للبرلمانات الوطنية في مواجهة هذه التحديات، ودفع بلدان القارة نحو مستقبل أكثر ازدهارًا واستقرارًا، وفي خطوة هامة نحو تعزيز العمل البرلماني المشترك، أعلن المشاركون عن تأسيس منتدى "رؤساء ورئيسات لجان الخارجية في البرلمانات الوطنية الإفريقية"، ليكون إطارًا مفتوحًا لجميع البرلمانات الإفريقية في الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، بهدف تعزيز التنسيق والتعاون حول القضايا ذات الأولوية.
كما أعرب المشاركون عن قلقهم إزاء النزاعات القائمة في القارة والمآسي الإنسانية والاقتصادية الناتجة عنها، مؤكدين تضامنهم مع الدول المتضررة من الإرهاب والتطرف العنيف. وشددوا على ضرورة التمسك بالتسوية السلمية للنزاعات والعمل على الوقاية منها، كما أدانوا كل أشكال الانفصال والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الإفريقية، محذرين من تبعات هذه الظاهرة على استقرار الدول وسلامتها الترابية.
وفي سياق متصل، أكد المشاركون على الإمكانات الهائلة التي تزخر بها القارة الإفريقية، من موارد طبيعية وبشرية، وشددوا على ضرورة استثمار هذه الموارد لتحقيق التكامل الاقتصادي والأمن الغذائي، وتعزيز الشراكة بين الدول الإفريقية، وفق مبدأ "إفريقيا تثق في إفريقيا"، كما اعتبروا أن التكامل الاقتصادي يشكل أداة رئيسية لضمان الاستقرار والسلم، وتحقيق التنمية المستدامة، وتوفير فرص العمل التي تعزز انتماء المواطن الإفريقي لمجتمعه، معتبرين أن هذه المبادرة تندرج ضمن الجهود الإفريقية الرامية إلى تعزيز العمل المشترك وتكريس نهج التعاون والتضامن بين دول القارة.