رغم بُعد موعد الانتخابات التشريعية الرئاسية لسنة 2020 في الولايات الأمريكية، بدأ المرشحون المحتملون الذين سيواجهون الرئيس الحالي، دونالد ترامب، في الاستعداد للانتخابات التمهيدية للأحزاب، في حين أن الديموقراطيين يحاولون جاهدين إيجاد شخص يقف أمامهم ويكون جديرا بالثقة ويتوفر على القوة والحظ الأوفر للفوز. غير أن الاتجاه العام للاختيار لم يتضح بعد، إذ ما زال المرشحون يطرحون أفكارهم، وإلى حد الآن فالمرشحون المحتملون هم سياسيون مخضرمون ومنهزمون في انتخابات التجديد النصفي.
هيلاري كلينتون
من المتوقع أن تترشح الوزيرة السابقة، هيلاري كلينتون، مرة أخرى في انتخابات 2020 رغم الهزيمة التي تلقتها في انتخابات الرئاسة الماضية، وفي الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في عام 2008، معترفة بأنها لم تتعاف كليا من صدمة الهزيمة الأخيرة، وقالت إنها منذ ذلك الحين وهي تشعر بالرهبة والخوف بسبب ما حدث معها في تلك الأيام، وأنها تتمنى أن تكون رئيسة لأمريكا يوما ما، لما لديها من الخطط تود إنجازها، وتأمل أن يكون الرئيس المقبل من الحزب الديمقراطي.
كما أوضح مستشار قديم لعائلة كلينتون، السياسي الديموقراطي مارك بين، أن كلينتون لن تسمح لهزيمتيها السابقتين في السباق نحو الرئاسة أن تعوقا وصولها إلى البيت الأبيض.
بيرني ساندرز
السناتور المخضرم قال مطلع الأسبوع الجاري، إنه في حال اتضح أنه المرشح الأفضل للفوز على دونالد ترامب، فإنه سيكون على الأرجح مرشحا. وساندرز ذو الـ77 عاما والذي يترشح للانتخابات التشريعية بصفة مستقل، كان قد برز على الساحة السياسية الأمريكية في أبريل 2015 بعدما أعلن عزمه على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة في العام التالي. وكشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن السناتور الديمقراطي عن ولاية «فيرمونت»، يمهد الطريق لخوض الانتخابات الرئاسية عام 2020 بحملة انتخابية أوسع نطاقاً عن مثيلتها عام 2016. وأشارت إلى أنه على الرغم من أن قرار خوضه الانتخابات الرئاسية عام 2020 لم يُحسم بعد، إلا أن ساندرز الذي يُلقب نفسه بـ «الاشتراكي الديمقراطي»، أكد أن تقدم عمره لن يثنيه عن اقتناص فرصة ثانية في الانتخابات الرئاسية.
وأكد أنه قد يغير رأيه في الترشح لانتخابات 2020 إذا ظهر شخص ثان قادر، لسبب أو لآخر، أن يقوم بعمل أفضل منه، فسيفعل آنذاك كل ما بوسعه لكي يتم انتخابه.
جيف فليك
أشار السناتور الجمهوري عن ولاية أريزونا البالغ من العمر 55 عاما، بعد أيام على انتخابات التجديد النصفي أنه لا يستبعد الترشح لانتخابات الرئاسة في 2020. وصرح في 9 نونبر الماضي، أنه يجب أن يترشح أحدهم عن الجانب الجمهوري، في إشارة لنقص وجود مرشحين محتملين لمنافسة ترامب على بطاقة الحزب الجمهوري. وهو يعد من الشخصيات السياسية النادرة في الحزب الجمهوري التي تنتقد الحزب وإدارة ترامب وسياساته، لكنه كذلك صوت في مجلس الشيوخ لصالح عدد كبير من التشريعات التي اقترحها الحزب والإدارة، وكما أنه واحد من الجمهوريين القلائل في الكونغرس الذين أعلنوا معارضتهم لترامب سواء لشخصيته أو سياسته التي يعتبرونها متشددة.
وتأسف لتحول الحزب الجمهوري إلى حزب «الرجال البيض المسنين»، معتبرا أن الغضب والحقد لا يصنعان فلسفة حكومية، وعندما سئل عن إمكانية ترشحه لانتخابات 2020، أجاب أنه لا يستبعد شيئا، لكنه لم يخطط لذلك.
كامالا هاريس
تبدو السناتور الديموقراطية عن ولاية كاليفورنيا وكأنها ما يريده بالضبط الناخبون الديمقراطيون، فهاريس صاحبة الـ54 عاما كانت في 2016 أول امرأة سمراء البشرة تفوز بمقعد في مجلس الشيوخ عن أكبر الولايات الأمريكية. وحسب تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز»، فإنها تبدو وأنها تركز على أصوات النساء والأقليات بالإشارة إلى دعمها للنساء وممثلي الأقليات في الانتخابات النصفية الماضية التي شهدت فوز رقم قياسي منهم. وأوضحت في حديث لقناة «إم إس إن بي سي»، أنها ستقرر في موسم العطلة المقبل، احتمال ترشيح نفسها لانتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2020، قائلة إن هذا القرار سيكون عائليا تماما.
وجاءت هاريس في المركز الخامس في استطلاع رأي للناخبين الديمقراطيين حول من يفضلون ترشيحه للوقوف بوجه ترامب في الانتخابات المقبلة 2020، الذي جرى في نونبر الماضي. وتعد السناتور أول مشرعة طالبت باستقالة وزيرة الأمن الوطني كيرستين نيلسون بسبب سياسة إدارة ترامب المتعلقة بفصل الأطفال المهاجرين عن عائلاتهم، كما أنها رفضت مؤخراً، قبول أموال من لجان العمل السياسية المعروفة باسم «PACs».
دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي الحالي الذي أتى من عالم المال والأعمال ليقتحم بنجاح المجال السياسي في 2016، أعلن في أكتوبر الماضي، أنه سيترشح بنسبة 100 بالمائة مجددا لولاية ثانية في المنصب. ويريد ترامب صاحب الـ72 عاما الحصول على 4 سنوات إضافية في البيت الأبيض، وقد وضع بالفعل الملامح الأولية لحملة ترشحه المقبلة.
وفي مؤتمر صحافي غداة الانتخابات النصفية التي أجريت في 6 نونبر الماضي، سأل ترامب نائبه مايك بنس الذي كان حاضرا بالمؤتمر ما إذا كان يوافق على الترشح كنائب في انتخابات 2020 وأجاب الأخير بالموافقة. وربما أنه كان ذلك تأكيدا لما أصبح رسميا بعد أسابيع فقط على فوز ترامب بالرئاسة قبل عامين، إذ أن الرئيس قد سجل نفسه في 20 يناير2017، يوم تنصيبه لدى لجنة الانتخابات الفدرالية كمرشح محتمل لانتخابات الرئاسة المقبلة.
وفي مقابلة أعلن ترامب أنه ينوي الترشح في انتخابات 2020 لأن الجميع يريده أن يترشح، بالإضافة إلى أنه لا يوجد مرشحون ديمقراطيون يمكنهم الفوز عليه، وصرح أنه يعتزم تماما الترشح، وأنه يبدو أن الجميع يريده لذلك، وأضاف أنه لا يتوقع أن يتمكن أي مرشح ديمقراطي من هزيمته.
جو بايدن
يعد نائب الرئيس السابق مرشحا محتملا للديمقراطيين من قبل أن يغادر منصبه مطلع العام الماضي، وتداول المراقبون اسم بايدن صاحب الـ75 عاما كمرشح محتمل لخلافة الرئيس السابق باراك أوباما في انتخابات 2016، لكنه فضل عدم دخول السباق الرئاسي وقتئذ. وأوضح في حديث لشبكة «سي بي أس» في 18 أكتوبر الماضي، أنه يدرس أمر الترشح لانتخابات 2020 غير أنه يضع في اعتباره عوامل شخصية يعتبرها سابقة على العوامل السياسية. وصرح أنه لا يفكر باستطلاعات الرأي، يفكر في ما إذا كان يجب أن يترشح بناء على قرارات شخصية جدا تتعلق بأسرته، وما يريد فعله بالباقي من حياته، مشيرا إلى أن عامل السن والصحة سيكون أمرا سيحكم به الناس على بعض المرشحين المتقدمين في السن.
إليزابيث وارن
ربما لم تعلن وارن صاحبة الـ69 عاما بعد عزمها على الترشح لانتخابات الرئاسة في 2020، لكنها حسب تقارير صحافية بدأت في التحرك لحصد التأييد لخوضها الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي. فالسناتور عن ولاية ماساتشوستس يضعها أحدث تقييم لشبكة «سي أن أن» في المرتبة الثانية على قائمة المرشحين المحتملين للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة، وقد صرحت بعد يومين على فوزها بولاية ثانية في منصبها بالانتخابات النصفية، أنها ستلقي نظرة متعمقة على مسألة الترشح.
وخلال اجتماع محلي في الولاية، سأل أحد الحاضرين السناتور عما إذا كانت تخطط للترشح للرئاسة، فردت قائلة إن الوقت قد حان لتذهب النساء إلى واشنطن لإصلاح حكمنا المكسور، وهذا يشمل امرأة في القيادة. وتعتبر من أشد المنتقدين دائما للرئيس دونالد ترامب والذي يصفها بـ«بوكاهانتس»، وكما أنها تخوض معركة لإعادة انتخاباها في مجلس الشيوخ ضد حاكم ولاية ماسوشستس الجمهوري ديوف ديل، الذي شارك في رئاسة حملة ترامب بالولاية عام 2016. كما صرحت في حوار مع شبكة (سي إن إن) أنه إذا كان مسؤولون كبار في الإدارة يعتقدون أن رئيس الولايات المتحدة غير قادر على ممارسة مهامه، فعليهم إذن تفعيل التعديل الـ 25 من الدستور الذي يسمح لنائب الرئيس ومسؤولي الحكومة بالكتابة إلى الكونغرس إذا ما اعتقدوا أن الرئيس غير قادر على القيام بمهامه.
جون كيسيك
ظهر حاكم ولاية أوهايو صاحب الـ66 عاما، الذي سيغادر منصبه قريبا بعد تلقيه هزيمة في الانتخابات التمهيدية عام 2016، وهذه المرة من الحزب الجمهوري، بإعلانه عن ترشحه لانتخابات 2020. وصرح بأنه يدرس بشكل جدي للغاية الترشح لانتخابات الرئاسة في 2020، وفي حديثه لشبكة «إيه بي سي» التلفزيونية، قال إنه لم يحدد بعد ما إذا كان سيحاول الفوز بترشيح الحزب الجمهوري في 2020 أو سيترشح مستقلا في السباق الرئاسي.
إيمي كلوبتشر
تعد السناتور عن ولاية مينيسوتا من أبرز الأسماء التي يتم تداولها كمنافسة محتملة بانتخابات الرئاسة في 2020. حيث صرحت كلوبتشر صاحبة الـ 58 عاما لشبكة «إيه بي سي» بأنها لا تزال تدرس مسألة الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة، لكنها لم تتوصل لقرار بعد حول الأمر. وقد فازت السناتور الديمقراطية في انتخابات التجديد النصفي الأخيرة بولاية ثالثة في منصبها، كما أنها تعد وجها تقدميا معتدلا في أوساط الحزب الديمقراطي.
شيرود براون
أعلن السناتور عن ولاية أوهايو في حديث لشبكة «إيه بي سي»، عن ترشحه المحتمل للرئاسة، إذ قال إنه يدرس بجدية الترشح في 2020. وبراون صاحب الـ 66 عاما على النقيض من كيسيك، فاز في انتخابات التجديد النصفي بولاية ثانية مدتها 6 أعوام كعضو بمجلس الشيوخ عن الولاية، وجاء فوزه في الانتخابات النصفية في ولاية تفوق فيها الرئيس ترامب عن منافسته كلينتون في 2016 بفارق 8 بالمائة من الأصوات. كما أن السناتور الديمقراطي تحدث عن تأييد لترشحه في انتخابات الرئاسة المقبلة من «حلفاء سياسيين» تحدثوا إليه عن الأمر.