أثارت وفاة الطبيب الصيني الذي حاول التحذير من تفشّي فيروس كورونا، موجة غير مسبوقة من الغضب الشعبي والحزن في الصين.
وتوفي لي وينليانغ جرّاء إصابته بفيروس كورونا الذي انتقل إليه بينما كان يعالج المرضى في المستشفى المركزي بمدينة ووهان الصينية، مركز انتشار الفيروس.
وكان وينليانغ قد بعث رسالة في دجنبر المنصرم إلى زملائه العاملين في المجال الطبي محذرا من فيروس كان يظنه فيروس "سارس". لكن الشرطة وجهت إليه تعليمات بـ "التوقف عن نشر تعليقات كاذبة" وخضع للتحقيق في تهمة "بث شائعات".
وقوبل خبر وفاة وينليانغ بسيل جارف من الحزن على موقع التواصل الاجتماعي الصيني "ويبو" - لكن ذلك الحزن سرعان ما تحوّل إلى غضب.
وتواجه الحكومة الصينية اتهامات بالتهوين من خطورة الفيروس ومحاولة التكتيم على تفشّيه. وأججت وفاة الطبيب وينليانغ هذه الاتهامات وأشعلت الحديث عن غياب حرية التعبير في الصين. وقالت هيئة مكافحة الفساد في الصين إنها ستفتح تحقيقا في عدد من القضايا "بينها قضية الطبيب وينليانغ".
وكانت الحكومة الصينية اعترفت في وقت سابق بوجود "أوجه قصورٍ" في تعاطيها مع الفيروس، الذي قتل حتى الآن 636 شخصا وأصاب 31,161 في أرجاء الصين.
واشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي الصينية بالغضب من الحكومة بقدرٍ لم تشهد البلاد مثيلا له في السنوات الأخيرة. وتصدّر وسم "حكومة ووهان تدين لدكتور لي وينليانغ بالاعتذار" ووسم "نريد حرية التعبير". إلا أن هذين الوسمين سرعان ما خضعا للرقابة.
وفي الثلاثين من دجنبر، بعث طبيب العيون وينليانغ رسالة إلى زملائه خلال دردشة جماعية على إحدى وسائل التواصل الصينية، محذرا إياهم من تفشي الفيروس، وناصحا لهم بارتداء ألبسة واقية لتفادي العدوى. ما لم يكن يعلمه وينليانغ حينها هو أن المرض الذي كان يتحدث عنه هو فيروس كورونا.
وكان وينليانغ يعمل في مركز تفشّي الفيروس عندما لاحظ إصابة سبع حالات ظنّها للوهلة الأولى مصابة بفيروس "سارس" - الذي تفشى كوباء عالمي عام 2003.
وبعد أربعة أيام زاره مسؤولون من مكتب الأمن العام وطالبوه بالتوقيع على خطاب نصّ على اتهامه "بالإدلاء بتعليقات غير صحيحة" ترتب عليها "إخلال جسيم بالنظام العام".
ونشر وينليانغ قصته على موقع "ويبو"، ووصف فيها كيف عانى من السعال في العاشر من يناير، قبل أن يصاب بالحمى وينقل إلى المستشفى حيث شُخّص بالإصابة بفيروس كورونا في الـ 30 من يناير.