عاد عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق والأمين العام الأسبق لحزب العدالة والتنمية، ليثير من حوله موجة غضب وسخرية واسعتين بعد التصريحات الأخيرة التي خرج بها الزعيم السابق لحزب "البيجيدي"، فبعدما هاجم الأساتذة في الوظيفة العمومية، وتوعدهم بـ "الحساب في الأخرة إذا هم لم يؤدوا وظيفتهم بالشكل المطلوب، والقيام بمهمتهم التي تتمثل في إنجاح التلاميذ" على حد تعبيره، عاد ليثني على أعضاء حزبه المستفيدين من الامتيازات السياسية وقال إنه قد "تحسنت حالتنا ونحمد الله، وفرحانين، تحسنت سياراتنا وإمكانياتنا المادية "، حسب تعبير بنكيران في لقاء مع بعض منتسبي حزبه في منطقة نواحي مدينة تارودانت، مضيفا قوله "إذا جابلكم الله شي حاجة من تلك الامتيازات والفوائد لي كتستافدو منها بصحتكم وبرحتكم، متديوها حتى فشي واحد، يقولو لي بغاو يقولو، والله العظيم ما عنهم ما يديرو ليكم"، على حد تعبير بنكيران، الذي أطلق هذه التصريحات في خضم الأزمة الخانقة التي يعيشها قطاع التعليم العمومي بسبب التعاقد الذي كانت حكومته السابقة قد قررته كنمط جديد للتوظيف.
وأقر بنكيران باسترزاق قيادي حزبه بالسياسة، وقال إن أعضاء الحزب قبل دخولهم لقبة البرلمان، لم يكونوا يملكون سوى سيارات من النوع القديم والرخيص، مشيرا إلى أحد الجالسين "دابا ولات عندك سيارة جميلة، و قبل ماتكون بارلماني كانت عندك شي أير ديزويت"، مضيفا أن أعضاء الحزب ومنتسبيه تحسنت امكانياتهم المادية، وقال "الحالة ديالنا تحسنات اللهم لك الحمد، تحسنوا السيارات ديالنا والامكانيات المالية ديالنا"، مضيفا "إذا أعجبنا ما نحن فيه خاصنا نعرفو كيفاش وصلنا له، فإذا كنا قد وصلنا له بالمعقول نبقاو شادين بالمعقول، وإذا وصلنا ليه بالمعقول وبغينا نحافظو عليه بالتخربيق سنكون بلداء وأغبياء ومكلخين، ونحن لسنا بلداء ولا أغبياء ولا مكلخين".
وقد أثارت تصريحات بنكيران موجة غضب وسخرية واسعة في موقف التواصل الاجتماعي (فايسبوك)، حيث اعتبر عدد من المتابعين أن تصريح بنكيران "يفضح زيف شعار الاصلاح الذي يتبناه حزب العدالة والتنمية"، وأن "الإصلاح الوحيد الذي ينشده الحزب والمنتسبون له، هو تحسين وضعهم المادي والاجتماعي من خلال الاسترزاق بالسياسة وعلى حساب معاناة المواطنين". كما أثار فيديو لزيارة قام بها بنكيران لساحة جامع لفنا في مراكش التي تزامنت مع ما تعرض له الأساتذة المحتجون بمدينة الرباط، العديد من التعليقات من طرف رواد موقع التواصل الاجتماعي، الذين علقوا على مشاركة بنكيران في "حلقة" داخل الساحة مع فرقة غنائية بأن "بنكيران بعدما كلن رئيس الحكومة وأجهز على حقوق المواطنين، يتحول إلى حلايقي في جامع الفنا بأجر يتجاوز 7 ملايين سنتيم".