تصاعدت حمى التصريحات السياسية مع اقتراب الانتخابات التشريعية المقبلة، في ظل منافسة حامية الوطيس بين مجموعة من الأحزاب المغربية، التي تتموقع في الأغلبية والمعارضة على حد السواء، حيث لم يفوت نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، فرصة أحد الملتقيات الجهوية في بني ملال-خنيفرة ليوجّه سهام الانتقاد إلى الحكومة الحالية، ساخرا من الصراعات الداخلية التي تهدد تماسك الأغلبية، خلال الفترة الأخيرة.
بركة، الذي كان يتحدث خلال الملتقى الجهوي الثاني للفريق البرلماني الاستقلالي بمجلسي النواب والمستشارين بجهة بني ملال-خنيفرة، قال إنه "وقع تحول جذري للمغرب بعد اعتلاء الملك للعرش، حيث قام بمجهودات كبيرة من أجل تحسين الدخل الفردي وتعميم التمدرس، لكن توزيع المجهود لم يكن منصفا، جراء افتقاد الحكومة لرؤية مندمجة، ما مرده إلى غياب إرادة حقيقية للنهوض بالأقاليم المهمشة".
وخاطب الأمين العام لحزب "الميزان" سكان مدينة خنيفرة بلهجة طغى عليها الاستياء، وزاد: "الحكومة تطبق منطق الرْشَّانْ، ما يجعل المواطن لا يصله أي شيء، بفعل المقاربة العمودية التي تنهجها، في ظل غياب أي تنسيق بين القطاعات، ما يفسّر التراجع الكبير لنسب التشغيل في البلاد، خلال السنوات الأخيرة"، معتبرا أن "الملك أعطى توجيهاته بغرض توفير 50 مليار درهم لدعم المناطق الجبلية والقروية؛ لكن العمل الحكومي لا يوجد بالقدر الكافي، لا سيما أن الأموال موجودة والمشاريع أيضا".
وفي سياق انتقاده للجهاز التنفيذي، أورد الفاعل السياسي أن "وتيرة اشتغاله بطيئة جدا، لأنها تفتقد للقدرة على تطبيق السياسات الملكية، ما يجعلها حكومة غريبة للغاية؛ حيث وجدنا أن الحكومة تعارض نفسها، فهي من صادقت على القانون الإطار للتعليم في المجلس الحكومة، مرورا بالمجلس الوزاري، لكن عارضته داخل البرلمان، وكذلك بالنسبة إلى القانون التنظيمي للأمازيغية، الذي يفترض أن يخرج إلى حيز الوجود بعد انقضاء السنوات الخمس الأولى الموالية لدستور 2011".