توقفت بشكل تام أشغال تهيئة كورنيش آسفي، وتأكد رسميا أن الكورنيش لن يكون جاهزا خلال موسم الصيف الحالي ولن يفتح في وجه المواطنين، بعدما كلف غلافا ماليا يفوق مليارين و160 مليون سنتيم ممولة بالكامل من المكتب الشريف للفوسفاط ووزارة الداخلية، ويشرف على المشروع المجلس الإقليمي لآسفي برئاسة عبد الله كاريم، عن حزب الأصالة والمعاصرة.
وأوردت معطيات ذات صلة، أن المفتشية العامة للإدارة الترابية التابعة لوزارة الداخلية قررت إيفاد لجنة افتحاص وتدقيق في فشل مشروع تهيئة كورنيش آسفي وطرق صرف الاعتمادات المالية المخصصة له، في وقت لم تخف مصادر من المكتب الشريف للفوسفاط وجود قلق كبير بخصوص مساهمة المكتب في تمويل المشروع بغلاف مالي يصل إلى مليار و500 مليون سنتيم، دون أن يخرج هذا المشروع إلى حيز الوجود، وفي غياب معطيات مدققة حول طرق صرف هذا الغلاف المالي الكبير على مشروع فشل قبل حتى إنهائه.
من جهته، اعترف الحسين شاينان، عامل آسفي، بمناسبة انعقاد الدورة العادية للمجلس الإقليمي، بفشل إخراج مشروع تهيئة كورنيش المدينة إلى حيز الوجود في الآجال القانونية، في وقت تفيد معطيات تقنية بأن نسبة الأشغال داخل ورش تهيئة كورنيش آسفي لم تتجاوز إلى حدود اليوم 50 بالمائة، بما فيها التعبيد والزليج والإنارة والمساحات الخضراء والكراسي الرخامية.
وبخلاف التصاميم الهندسية الأصلية للمشروع والتجهيزات التقنية والفنية المنصوص عليها في دفتر التحملات، قامت الشركة الفائزة بالصفقة باستبدال أشجار نخيل بمواصفات طبيعية عالية وجودة تقاوم الرطوبة والملوحة كما هو معمول به في كورنيش البيضاء والرباط ومدن الشمال، ووضعت في مكانه مشاتل أشجار رخيصة الكلفة ولم تصل بعد إلى مرحلة النضج، ولا تتوفر على الجمالية، والأخطر من ذلك أن العديد منها أتلف قبل حتى أن تنتهي الأشغال في كورنيش آسفي.
وكشفت الأشغال المنجزة بورش تهيئة كورنيش آسفي عدم تطابق ما أنجز حتى الآن مع التصاميم الهندسية المصادق عليها، وأيضا عدم احترام الشروط المنصوص عليها في دفتر تحملات هذا المشروع، خاصة في ما يتعلق بجودة الزليج وتصميم الحدائق والحزام الواقي وحتى طبيعة التربة ونوعية الأغراس المستعملة، وهي كلها بجودة رديئة لا تتطابق مع ما هو منصوص عليه في دفتر التحملات، كما اختفت تجهيزات فنية عبارة عن كراس رخامية بمواصفات عالية منصوص عليها في دفتر تحملات المشروع.
وكلف مشروع تهيئة كورنيش آسفي غلافا ماليا يفوق مليارين و160 مليون سنتيم، حيث وضع المكتب الشريف للفوسفاط مساهمة مالية بمليار و500 مليون سنتيم، في حين وضعت وزارة الداخلية ميزانية خاصة بكورنيش آسفي حددت في 520 مليون سنتيم، سيتم صرفها عن طريق ميزانية المجلس الإقليمي، في وقت ساهمت جماعة آسفي بمبلغ 100 مليون سنتيم، وحددت مدة الأشغال في 12 شهرا، وكان موعد تسليم المشروع مبرمجا خلال شهر يوليوز 2018.