نشرت وسائل الإعلام الفرنسية شريط فيديو يوثق لحفل باذخ بقصر فرساي، أقامه كارلوس غصن، المدير العام لشركة رونو- نيسان، الذي أفرج عنه أخيرا بعدما قضى أشهرا من السجن في اليابان بتهم الفساد وخيانة الأمانة، وكانت المفاجأة هي ظهور عبد القادر اعمارة، القيادي البارز بحزب العدالة والتنمية في هذا الحفل إلى جانب السفير المغربي بالعاصمة الفرنسية باريس وزوجته.
وأثار هذا الحفل الذي أقامه غصن يوم 9 مارس 2014، ضجة كبيرة داخل فرنسا، لأنه كان بمناسبة مرور 15 سنة على تحالف رونو- نيسان، غير أن هذا الحفل، كما كشفت عن ذلك الصحافة الفرنسية، كان في حقيقة الأمر للاحتفال بعيد ميلاد كارلوس غصن، لأن مرور 15 سنة على التحالف بين الشركتين بالتمام والكمال كان سيحل يوم 17 مارس، وليس يوم 9 مارس.
وبلغ عدد المدعوين إلى هذا الحفل الفاخر حوالي 160 شخصا، تم انتقاؤهم بعناية من قبل غصن، بينهم الوزير اعمارة الذي كان يشرف على حقيبة الطاقة والمعادن في عهد حكومة بنكيران الثانية. وتذوق المدعوون أكلات آلان دوكاس، أشهر طباخي العالم، واستمتعوا بموسيقى كلاسيكية تعود إلى عهد الملك لويس الرابع عشر، كما أنهم قاموا بزيارة خاصة للتعرف على مآثر هذا القصر التاريخي، واستمتعوا بالشهب الصناعية في ختام هذا الحفل. وبحسب الصحافة الفرنسية، فإنه تم الكشف عن هذا الحفل الذي كلف ما يقرب من 600 ألف أورو.
وظهر اعمارة في الشريط منتشيا بتناول مختلف أنواع المأكولات، التي كانت معروضة على طاولة العشاء، التي تضمنت كذلك مختلف أنواع المشروبات الروحية، ورغم الضجة التي أثارها حضور اعمارة في الحفل، دون معرفة صفة هذا الحضور، هل بصفته الشخصية أم الحكومية، ما زال حزب العدالة والتنمية يلتزم الصمت، خلافا للموقف الذي اتخذه في قضية أمينة ماء العينين، بعد ظهورها ترتدي ملابس عصرية بدون حجاب بشوارع باريس، حيث تعرضت لهجوم قوي من طرف إخوانها، وتمت معاقبتها بإبعادها من مناصب المسؤولية بمجلس النواب.