تتفاقم أزمة "طلبة الطب" بعد أن رفض أساتذة الكليات إجراء الامتحانات في سياق الإضراب الذي باشره الطلبة ويدنو من شهره الثاني، إذ طالبوا بتأجيل اختبارات يونيو إلى غاية استكمال الشروط البيداغوجية لتنظيمها، واصفين إجراءها بـ"غير الممكن والمستحيل" بسبب عدم إكمال الطلبة للدروس النظرية والأشغال التطبيقية.
وصوت أساتذة كليات الطب والصيدلة، بعد جمع عام استثنائي لمناقشة "مستجدات وتطورات الحركة الاحتجاجية التي يخوضها طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان"، بنسبة 87 في المائة، لصالح تأجيل الامتحانات، إلى حين تجاوز كل المشاكل العالقة حاليا بين الطبلة ووزارتي التربية الوطنية والصحة، داعين الجميع إلى الاستمرار في مجهوداتهم لإنقاذ السنة الجامعية، ومعلنين إبقاء الجمع العام مفتوحا، تحسبا لتطورات ومستجدات الملف.
ويبدو خيار السنة البيضاء الأقرب إلى التحقق، خصوصا أمام إصرار طلبة الطب على مواصلة إضرابهم، وتلويحهم بمقاطعة امتحانات يونيو، فضلا عن إعلانهم برنامجا نضاليا تصعيديا تخللته مسيرات وإضرابات متوالية، تنذر وزارتي الصحة والتعليم بعدم الاستجابة لدعواتهما المنادية بـ"العودة إلى الفصول والتخلي عن المطالب السياسية".
ويعتبر الطلبة مقترحات الوزارة غير مجيبة عن مطالبهم "المشروعة"، و"تتبنى الضبابية في معظم صيغها، ودون أجرأة فعلية لما تم الاتفاق عليه"، مشيرين إلى أنهم "سجلوا رفضهم مقترح وزارة الصحة بنسبة بلغت 91 في المائة على الصعيد الوطني".
وأبدى الطلبة "اعتزازهم بالوعي النضالي العالي والأجواء الديمقراطية التي صاحبت التصويت، وما سبقها من نقاش بناء لتقرير مصير المعركة النضالية"، مثمنين مبادرات الوساطة الرامية إلى حل الأزمة التي يعيشها قطاع التكوين الطبي، "والتي أكدت جميعها على مشروعية الملف المطلبي للطلبة الأطباء"، ومطالبين بـ"إعمال مبادئ الحوار الجاد، والابتعاد عن كيل التهديدات والمضايقات بشتى أنواعها للضغط عليهم".