علم، لدى مصادر جيدة الاطلاع، أن عناصر المركز القضائي بسرية برشيد التابعة للقيادة الجهوية لسطات، نجحت، نهاية الأسبوع الماضي، في فك لغز عملية سطو خطيرة تعرضت لها فيلا ثري مغربي بمنطقة الكارة أواخر الشهر الماضي، انتهت به رفقة زوجته بأقسام الإنعاش بإحدى مصحات البيضاء حيث لازالا يرقدان بين الحياة والموت منذ 24 ماي الماضي، تاريخ ارتكاب أخطر جريمة تم تسجيلها بالمنطقة منذ عقدين من الزمن، حسب مصادر "تيلي ماروك".
وأكدت المصادر ذاتها أن فرقة خاصة من المركز القضائي ببرشيد تمكنت، تحت إشراف رئيس السرية ومساعده، وبتوجيهات من القائد الجهوي للدرك والنيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بسطات، من تفكيك عصابة وصفت بالخطيرة، ينحدر كل أفرادها من آسفي ويقودها منظم حفلات مشهور بالمدينة، حيث كشفت التحريات ضلوعهم رفقة جانح رابع يجري البحث عنه حاليا على الصعيد الوطني بعد تحديد هويته، في الجريمة البشعة التي تعرض لها مهاجر مغربي متقاعد وإطار سابق بفرنسا رفقة زوجته بعد مداهمة إقامتهما الفخمة بدوار أولاد بوشعيب بجماعة أولاد زيدون التابعة لدائرة الكارة ضواحي برشيد، وتكبيلهما وتعذيبهما بوسائل وحشية امتدت لعملية الصعق الكهربائي، قبل سرقة كل محتويات المنزل من حلي ومجوهرات غالية الثمن وأموال وتجهيزات وتحف وممتلكات أخرى، تم نقلها على متن سيارة كبيرة، كشفت الأبحاث لاحقا أنها تعود لممون الحفلات.
وضمن تفاصيل إضافية كشفت عنها التحريات التي أشرف عليها قائد السرية ورئيس المركز القضائي منذ اعتقال العصابة ليلة السبت الماضي بآسفي، أفادت المصادر ذاتها بأن "التريتور" استغل اطلاعه على جغرافيا الإقامة الفخمة للمهاجر الثمانيني الذي تعامل معه بصفة ممون في إحدى حفلاته العائلية، قبل أن يحط الرحال بمدينة الكارة مرة أخرى بمعية شخصين من ذوي السوابق من أجل تنفيذ عملية السطو والسرقة، التي تحولت إلى احتجاز واختطاف وتعذيب. وأوضحت التحريات أن "التريتور" ومساعديه انتقلوا إلى منطقة الكارة ليلة 24 ماي الماضي، حيث قاموا بمداهمة المنزل الذي يقطنه الضحية رفقة زوجته وطفل صغير، وكبلوا كل أفراد العائلة وانهالوا عليهم بالضرب والتهديد قبل صعق الزوجين بالكهرباء حتى أغمي عليهما، لينطلق المعتدون في تفتيش البيت وسرقة كل محتوياته، مستغلين هدوء المكان وخلود أهل القرية المجاورين لموقع الجريمة للنوم قبيل موعد السحور.
وكشفت المصادر نفسها أن الطفل الذي تابع تفاصيل الاعتداء البشع الذي تعرض له المهاجر وزوجته، استنجد بالجيران مباشرة بعد مغادرة الجناة للمنزل، حيث تم إخطار عناصر الدرك الملكي، لتصدر أوامر عاجلة من طرف الوكيل العام من أجل تشكيل فرقة بحث تحت إشراف قائد سرية برشيد قصد فتح تحقيق ومعرفة كل ملابسات الجريمة والإطاحة بمرتكبيها. وأسفرت هذه الأبحاث عن تحديد هوية الجناة، حيث انتقلت عناصر المركز القضائي إلى آسفي، زوال السبت الماضي، ونجحت في إيقاف ثلاثة أشخاص متورطين في الجريمة بمواقع متفرقة بالمدينة، بينهم ممون الحفلات الذي جرى اعتقاله على متن ناقلته التي سخرها لصالح العصابة من أجل التنقل إلى الكارة ونقل المسروقات إلى مدينة آسفي.
هذا وتشير معطيات حصرية (حصل عليها موقع "تيلي ماروك") إلى أن عناصر الدرك التي تكلفت بالبحث نجحت في حجز كل المسروقات بعد مداهمة منزل أحد أفراد العصابة، وخاصة الذهب والمبالغ المالية وبعض التحف الثمينة التي تمت سرقتها من بيت الضحية. وكشفت الأبحاث، أيضا، أن أفراد العصابة اعترفوا بتنفيذهم سرقات متعددة بمدينة آسفي، وهو ما أكدته المحجوزات المحصلة من السرقات والتي عثرت عليها عناصر الدرك، خاصة خراطيش وأسلحة بيضاء وهواتف نقالة وحقائب يدوية وجوازات سفر وبطاقات بنكية ووثائق إدارية يرجح أنها تعود للضحايا الذين تعرضوا للسرقة من طرف المتهمين، وينتظر أن يتم استدعاء أصحابها للإدلاء بظروف وتفاصيل سرقتها.
إلى ذلك، حجزت عناصر الدرك سيارة خفيفة اعترف أحد الجناة بأنها تعود للمهاجر وتمت سرقتها من مرأب منزله، قبل تغيير لوائح ترقيمها واستعمالها في التنقل بآسفي وتنفيذ سرقات رفقة شركائه.
وعلم الموقع من مصادره، أن الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بسطات أمر بتمديد تدابير الحراسة النظرية ليوم واحد، حيث ينتظر عرض المتهمين الثلاثة على أنظار النيابة العامة صباح اليوم (الثلاثاء) في انتظار إيقاف المتهم الرابع الذي حررت في حقه مذكرة بحث على الصعيد الوطني. فيما لازال المهاجر وزوجته تحت العناية المركزة بإحدى المصحات الخاصة بالدار البيضاء، حيث سجلت تقارير طبية خطورة وضعهما الصحي بسبب التعذيب المفرط والصعقات الكهربائية التي تعرضا لها من طرف الجناة.