بعد استنفار أمني دام لساعات، نجحت عناصر الشرطة الفضائية بولاية أمن أكادير، مساء أول أمس الأحد، في إيقاف عصابة "اولاد الفشوش" التي نفذت عملية اختطاف خطيرة وغير مسبوقة استهدفت مهندس دولة مشهورا بمدينة أكادير، وانتهت بالاعتداء عليه ورميه في أرض خلاء بعد السطو على سيارته الفاخرة.
وكشفت معطيات مؤكدة من عاصمة سوس أنه جرى اعتقال شابين أثبتت التحريات الأولية انتسابهما لعائلات ثرية بأكادير، في انتظار اعتقال شريكهما الثالث الذي مازال في حالة فرار، وتم تحديد هويته الكاملة بناء على أوصاف وتصريحات زميليه وكذا الضحية.
وأوضحت مصادر خاصة لـ"تيلي ماروك"، أن مصالح الشرطة القضائية المكلفة بالبحث عرضت المتهمين على المهندس الضحية الذي تعرف عليهما بسهولة، قبل أن تشرع عناصر الشرطة في استنطاقهما حول ملابسات النازلة، حيث أكدا بعض تفاصيل الجريمة المتضمنة في شكاية المهندس.
وأوضح الشابان، اللذان ينتظر عرضهما صباح اليوم (الثلاثاء) على أنظار النيابة العامة، أنهما كانا مع صديقهما في جلسة سمر ماجنة داخل سيارتهم، واقترب منهم المهندس ملتمسا مشاركتهم جلستهم وتناول المخدرات معهم، وبعد حين اقترحوا عليه نقلهم إلى أحد المواقع وسط المدينة من أجل شراء الكوكايين، بعدما نفدت الكمية التي كانت بحوزتهم وجرى استهلاكها بمعية المهندس، حسب تصريحات الموقوفين.
وضمن تفاصيل الواقعة التي أكدها المهندس الضحية، بعد مغادرته المستشفى الذي نقل إليه لتلقي العلاجات الضرورية بسبب الاعتداء الخطير الذي تعرض له من طرف الجناة، أن ثلاثة شبان كانوا على متن سيارة فاخرة من نوع "باساط" تعقبوا خطواته بالقرب من المدار السياحي لأكادير في وقت مبكر من صباح السبت الماضي، قبل أن يتم توقيفه بطريقة العصابات المنظمة وإرغامه على نقلهم إلى أحد المواقع التي يروج بها الكوكايين وسط المدينة، ليجد نفسه مرغما على تنفيذ كل أوامرهم تحت التهديد بالأسلحة البيضاء، حيث فرضوا عليه سحب مبلغ مالي من حسابه البنكي باستعمال بطاقته الشخصية قدره بحوالي 5000 درهم من أجل شراء المخدرات، مضيفا أنهم قاموا باختطافه ونقله عبر سيارته إلى أحواز المدينة، حيث قاموا بالاعتداء عليه بطريقة بشعة ورميه في وضع خطير، قبل التخلص من سيارته بموقع بعيد عن مكان الاعتداء.
وأضاف الضحية، وهو مهندس معروف بالمدينة، أنه استنجد بالمواطنين من أجل إخطار المصالح الأمنية التي عاشت ساعات من الجحيم وهي تتلقى إخبارية بدت لها عند الوهلة الأولى أقرب إلى قصص العصابات المنظمة، حيث استنفرت كل أطقمها وإمكاناتها التقنية والاستخباراتية لفك لغز هذه الجريمة غير المسبوقة، قبل أن تتمكن في ظرف وجيز من إيقاف جانيين من أراد العصابة الذين تبين أنهم من مواليد التسعينات وعديمو السوابق وينتمون لعائلات ثرية ومحافظة تمتهن التجارة بأكادير وإنزكان.
وبالتزامن مع عرض المتهمين صباح اليوم الثلاثاء على أنظار النيابة العامة، تتوقع مصادر الموقع أن تكشف هذه الواقعة غير المسبوقة، التي استهدفت إطارا كبيرا بأكادير على طريقة "المافيات"، عن تطورات مثيرة، في وقت اعتبرت مصادر أخرى العملية مرتبطة بتهور شباب في مقتبل العمر بعيدا عن النزوعات الإجرامية.