استعرض عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، صبيحة أول أمس السبت بمدينة طنجة، استراتيجية التجمعيين للخمس سنوات المقبلة، وذلك أمام أزيد من 1000 مهندس وإطار قدموا جميعا من مختلف جهات المملكة، ناهيك عن خارج التراب الوطني، لحضور افتتاح أشغال المناظرة الأولى لهيئة المهندسين التجمعيين ومن ضمنهم 95 في المائة يحضرون لأول مرة لتجمع سياسي. كما حضر هذه المناظرة عدد من أعضاء المكتب السياسي للحزب والأطر الإدارية والمنظمات الموازية، وعلى رأسهم محمد أوجار ورشيد الطالبي العالمي وأمينة بنخضرة، ناهيك عن عدد من البرلمانيين عن الحزب بمدينة طنجة.
وقال أخنوش أن الحزب لديه مشروع حكومي للخمس سنوات المقبلة وأن المحطة الانتخابية لسنة 2021 باتت على الأبواب، وعلى الجميع المساهمة من موقعه، مشددا على أن 1538 جماعة تتواجد بالمغرب، و"أن 1100 كفاءة وطنية متواجدة بهذه القاعة إلا كل واحد فيكم اختار جماعة يشتغل فيها، عرفتوا كيفاش غادي ترتفع وتيرة الإنجازات"، كما نوه بهذه الأطر والكفاءات التي لبت الدعوة وحضرت لأول مرة، وتكبدت عناء السفر، معتبرا أن المهندسين ساهموا، بشكل فردي، في تنمية البلاد من خلال الأوراش الكبرى، كالطرق السيارة والموانىء ومجال السقي وغيرها، مؤكدا أن الوقت قد حان لكي يساهم هؤلاء جماعيا في التنمية البشرية لبلادنا، مضيفا أن الملك محمد السادس، هو أول مهندس للإصلاحات في المملكة، ويتوفر على رؤية واضحة لمستقبلها، ويحتاج إلى نساء ورجال أكفاء للعمل بجانبه لتحقيق هذا الهدف.
هذا، ودعا رئيس التجمعيين هؤلاء المهندسين والأطر إلى العمل على النموذج التنموي، بهدف مساعدة البلد على التألق، على اعتبار "أن الحزب هو لجميع المغاربة فخذوا بيده فهو ليس لفلان أو علان" يقول أخنوش، كما نوه بهيئة المهندسين التجمعيين، التي تعتبر اليوم أكبر إطار يجمع المهندسين في المغرب، مشيدا بشجاعتهم لولوج العمل السياسي، عوض سياسة الكرسي الفارغ، أو الانتقاد من خارج المؤسسات على حد قوله.
وقد استعرض أخنوش تجربته في العمل السياسي، الذي بدأه منذ سنة 2003 في التسيير الجماعي بدوار "أكردو ضاد"، بمنطقة تافراوت، وحصل حينها على 200 صوت، ثم تدرج في التسيير الإقليمي، ليحصل بعدها على رئاسة جهة سوس ماسة درعة، قبل أن يكون وزيرا، مؤكدا أن ما يبعث على الأمل هو أنه يتوصل، بشكل يومي بطلبات مهندسين وأطر وهيئات، للالتحاق بالعمل السياسي، والمساهمة في التغيير من داخل المؤسسات.
وأضاف أخنوش أن المشاركة السياسية تكون، إما بمواكبة المنتخبين أو عبر الترشح، كما أبرز أن الهدف الأساسي ليس هو خلق "البوليميك" والشعبوية، والدخول في صراع المواقع الذي لا يفيد بأي شيء، بل الأهم هو المساهمة في تحقيق التنمية المنشودة، داعيا الحاضرين إلى الاصطفاف بجانب المواطنين، "فكونوا حزب الوطن والمواطنين" يضيف أخنوش.
هذا، ولم يغفل رئيس التجمع الوطني للأحرار بعث رسائل أمل للشباب الفاعل، للقطع مع ما وصفها بخطابات التيئيس والاشتغال بدل ذلك لتغيير الأوضاع، مستعرضا تجربة لقائه مع مهندسين مغاربة بألمانيا، خلال الأيام القليلة الماضية، وشدد على أن هؤلاء يشتغلون في كبريات الشركات العالمية ويشغلون مئات المهندسين والدكاترة الألمان، وهي دعوة للثقة في العبقرية المغربية لإحداث التغيير المنشود، وذلك عبر استثمار التكنولوجيا، التي من شأنها أن تساعد في إيجاد حلول كثيرة لمشاكل التشغيل في صفوف النساء والشباب.
وفي السياق نفسه، قال محمد أوجار عضو المكتب السياسي للحزب، أن غالبية الولاة والعمال والمسؤولين الكبار اليوم في الدولة هم مهندسين، معتبرا الملك محمد السادس بالمهندس الاستثنائي، كما دعا الجميع لتعبئة كل الإمكانيات للمشاركة في العمل السياسي، على اعتبار أن البلد بات بحاجة إلى النخب وعلى رأسها المهندسين.
في الوقت الذي استعرض مهندسون من الخارج، خلال أشغال هذه المناظرة، تجاربهم في تنمية البلدان الأوروبية، مؤكدين أن تحركهم للالتحاق بهذه المناظرة، يأتي حرقة وغيرة على الوطن، وأضاف أحد المتدخلين من ألمانيا، أن مغاربة العالم يمثلون قرابة 5 ملايين من مجموع المهاجرين، وأن مطلبهم الوحيد هو المشاركة في القرار السياسي، وذلك حتى تكتمل عندهم المواطنة، مشددا على أن الكل يرغب في استقدام الاستثمارات للمغرب، معتبرا حزب التجمع الوطني للأحرار، هو الوحيد الذي يملك شجاعة سياسية للانفتاح على الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج.