وسط حراسة أمنية جد مشددة، استقبلت محكمة الاستئناف بالرباط، أول أمس الثلاثاء، المعتقل (أ.س) الذي تعتبره الشرطة الدولية من بين أشهر منفذي عمليات الهروب من السجون.
المتهم البالغ من العمر 37 سنة، نقلته فرقة أمنية خاصة من سجن سلا 2 حيث يخضع لعقوبة سجنية مدتها 13 سنة تحت حراسة مشددة دائمة، إلى قصر العدالة بحي الرياض، حيث مثل أمام الهيئة القضائية بمحكمة الاستئناف من أجل عرضه من جديد على خلفية التهم العديدة المتابع بها، والتي أدين بسببها بعقوبة سجنية ناهزت 13 سنة، قضى منها أكثر من 8 سنوات.
ومباشرة بعد انطلاق أشغال محاكمة المواطن البلجيكي من أصول مغربية، المتخصص في الفرار من المراكز الأمنية والسجون، التمس دفاعه تأجيل المحاكمة من أجل إعداد الملف، فضلا عن اقتراح هيئة الحكم التريث في الشروع في مناقشة القضية في شقها الاستئنافي، إلى حين التأكد من هوية المتهم وارتباطها بالعمليات الإجرامية المنسوبة له في المحاضر والتحقيقات التفصيلية.
ومن المنتظر، حسب إفادة مصادر جيدة الاطلاع لـ "تيلي ماروك"، أن تشهد محاكمة (أ.س) أطوارا في غاية الإثارة ارتباطا بمساره المثير في عالم الإجرام الدولي ومحاولات هروبه "الهوليودية" التي تكللت إحداها بالنجاح بأحد السجون البلجيكية سنة 2009، أعقبتها عملية هروب مماثلة بسجن وجدة سنة 2010 بعد حلوله بتراب المملكة بهوية مزورة، واعتقاله من طرف الأجهزة الأمنية بضواحي الناظور، قبل أن تتصدى الشرطة المغربية لمحاولته الثالثة في الفرار من المغرب عبر بوابة مليلية، وتنقله لسجن سلا 2 حيث يتواجد تحت حراسة مشددة منذ 2010.
ويتابع المتهم من أجل الاختطاف والاحتجاز، وارتبط اسمه بعملية هروب كبيرة من داخل السجن، وله ارتباط بعدة شبكات إجرامية في أوروبا، وخاصة هولندا وبلجيكا وإيطاليا، تنشط في مجال الاتجار الدولي في المخدرات. واعتبر المتهم الأكثر شهرة ببلجيكا، حيث توبع في 16 سابقة، ويعتبر سجله العدلي حافلا بالعقوبات السجنية على خلفية اتهامات بالسرقة واستخدام الأسلحة المختلفة، بما فيها ارتكاب جرائم الخطف والاحتجاز.
وكان المتهم قد فر، في يوليوز 2009، من سجن بروج ببلجيكا عبر مروحية سياحية، بعد أن حطّت في باحته وسيطر متواطئون عليها يتزعمهم شقيقه وعشيقته، حيث أجبروا الطيار على الهبوط في باحة السجن الداخلية وصعد رفقة مساعديه للطائرة قبل أن يلوذوا بالفرار إلى خارج السجن، وبعد نجاحه في الدخول للتراب المغربي جرى اعتقاله، ليعاود الكرة من سجن وجدة بمساعدة صديقته التي كانت تزوره بالسجن بهوية مزورة، حيث نجحت في إخفاء جسمه النحيف والرياضي داخل حقيبة كبيرة وتحريره من السجن، قبل أن يتم اعتقاله للمرة الثالثة، ومنذ تلك الفترة بقي معتقلا بسجن سلا 2 تحت حراسة مشددة للغاية.