يمر الصراع الداخلي وسط حزب الأصالة والمعاصرة إلى السرعة القصوى على بعد أيام قليلة من المؤتمر الوطني للحزب الذي سيتم فيه انتخاب أمين عام جديد في ضل التقاطب الشديد بين تياري "الشرعية" بقيادة الأمين العام للحزب، حكيم بنشماش، وثيار "المستبقل" الذي يقوده القيادي في الحزب وعضو مكتبه السياسي، عبد اللطيف وهبي، فقد كشفت مصادر حزبية من "البام" على أن مجموعة المنظمة الديمقراطية للشغل لحزب الأصالة والمعاصرة، المدعومة من تيار "المستقبل" كانت قد قررت تنظيم ملتقى نقابي من تأطير علي لطفي، الكاتب الوطني للمنظمة، ومحمد الحموتي، وعبد اللطيف وهبي، والمهدي بنسعيد، وأحمد منصوري، وهو الملتقى الذي قالت المصادر من داخل النقابة إنه قد تأجل لتاريخ أخر.
في المقابل، ومن الجانب الأخر سارعت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة، المحسوبة على تيار "الشرعية" في عقد اجتماع لجنة فرز العضوية بالمقر المركزي للحزب، كما نظم التيار نفسه، الاجتماع المشترك للمكتبين السياسي والفيدرالي برئاسة الأمين العام للحزب حكيم بن شماش، وبحضور عضوات وأعضاء المكتبين، وذلك بالمقر المركزي للحزب في الرباط، وقالت المصادر إن الاجتماع اتخذ عدد من القرارات التي تهم الوضع التنظيمي الحالي، كما تمت المصادقة على عدد من القرارات التي تتعلق بتدبير الفترات الانتقالية، وذلك بتعيين منسقين جهويين لفترة مؤقتة لملأ حالة شغور الأمانات الجهوية كما تم تجميد عضوية الأمين الجهوي للحزب بجهة طنجة تطوان الحسيمة، عبد اللطيف الغلبزوري، وإحالة ملفه على اللجنة الوطنية للتحكيم والأخلاقيات.
صراعات اللجان داخل حزب الأصالة والمعاصرة تأتي بالتزامن مع صراع أخر يخوضه تيارا "الشرعية" و"المستقبل" داخل ردهات المحاكم مع قرب الحسم في القضية التي رفعها حكيم بنشماش الأمين العام للحزب، ضد سمير كودار بصفته رئيسا للجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع المزمع عقده في نهاية شتنبر، وذلك بعدما كانت المحكمة الابتدائية بالرباط قد أجلت النظر في دعوى بنشماش إلى يوم غد الأربعاء، وهي الجلسة الثانية في مسار هذه القضية، في والوقت الذي كشفت مصادر حزبية من الأصالة والمعاصرة إلى أن التياران المتصارعان داخل الحزب يعتبران الانتصار في القضية انتصارا في المؤتمر قبل أوانه، خصوصا بعدما خسر بنشماش دعوى أكادير، وكان هدفها إحباط عقد اجتماع للجنة التحضيرية هناك قبل شهرين، وقرر أن ينقل صراعه إلى محاكم الرباط، وتقدم بدعوى يطلب فيها الحكم ببطلان انتخاب كودار رئيسا للجنة التحضيرية للمؤتمر، وإيقاف عقد المؤتمر الذي نودي إليه دون موافقته.