كشفت مصادر مطلعة أن غموضا يلف مشروعا حكوميا كلف المصالح المختصة 8 ملايين درهم، ويتعلق الأمر بمخطط إعادة تأهيل الموقع المتضرر على خلفية حريق من غابة كاب سبارتيل بضواحي طنجة، بحيث سبق أن وضع ضمن أهداف المشروع القيام بعملية تنظيف المساحات الغابوية المتضررة، ثم إعادة التشجير استنادا إلى رؤية تراعي المحافظة على البيئة، ومكافحة التعرية ابتداء من شهر يوليو2017 ، هذا إضافة إلى وضع آليات وبنيات تحتية لتعزيز أجهزة مكافحة الحرائق وشبكة المراقبة.
وأضافت المصادر أنه تم في هذا الصدد إحداث عدة مسالك وسط الغابة من أجل تيسير عملية التدخل والوصول إلى أبعد نقطة وسط الغابة، وفي أفق انطلاق عملية إعادة التشجير، بدأ الإعداد لتوفير كميات من الشتائل التي تم غرسها بصفة مؤقتة على جانبي طريق أشقار في انتظار نقلها إلى مواقع غرسها، لكن دون القيام باللازم فيما يخص العناية بها عن طريق السقي والمعالجة الضرورية، مما جعل تلك العملية تبوء بالفشل، حيث جفت أغلب أغصان تلك الشتائل تحت تأثير أشعة الشمس والنقص في المياه، أو بسبب علة مرضية تجهل طبيعتها، في الوقت التي ظلت الغابة المستهدفة بذلك البرنامج تنتظر دورها في الغرس، علما أنه مر على ذلك الحريق أزيد من سنتين دون أن يظهر أي أثر لعملية التشجير، حتى أخذت الغابة تستعيد عافيتها من تلقاء نفسها في عدد من المواقع، والمؤسف تضيف المصادر، أن هذه الغابة ستتعرض لحريق آخر في شهر شتنبر 2018 انطلاقا من موقع السلوقية، ساهم في إتلاف حوالي 17 هكتارا.
ونظرا للتعثر الحاصل في تنفيذ ذلك المخطط، ما زال الكل يتساءل عن مصيره، فكيف يعقل ضياع ذلك الكم الهائل من الشتائل بسبب الإهمال وعدم الجدية في تتبع المشروع الذي ما زال الرأي العام ينتظر نتائجه الإيجابية من أجل حماية تلك الغابة من الأطماع التي تستهدفها وتتربص بها من كل جانب. وطالبت هيئات دخلت على الخط، مصالح ولاية جهة طنجة بفتح تحقيق في الموضوع من أجل طمأنة الرأي العام بخصوص وضعية غابات الجبل الكبير، ثم مآل هذا البرنامج الذي التزمت الوزارة الوصية بتنفيذه.