راسل سكان دوار أولاد بن علي، عامل سلا من أجل التدخل لرفع الضرر عنهم جراء استغلال أحد الفضاءات لتقديم الشيشة ومختلف أنواع المشروبات، وتنظيم الحفلات والسهرات الماجنة بشكل شبه يومي، دون مراعاة لراحة السكان، وتهديد سلامتهم بسبب طريقة قيادة عدد من زوار المقهى المتهورة.
ووفق معلومات "تيلي ماروك"، فإن سكان دوار أولاد بن علي الجياهنة، بجماعة السهول، يشتكون من تنامي ظاهرة تشييد فيلات سكنية فاخرة، على مساحات كبيرة، بمرافق شبه سياحية، من قبيل المسابح والمناطق الخضراء، وتحويلها إلى فضاءات لتقديم الشيشة، وكرائها للراغبين في إحياء حفلات مغلقة، تتخللها طقوس مريبة، وتطرح علامات استفهام كبيرة حول الجهات التي تقوم بتجميع مائتي شاب وشابة في حفلات تستمر إلى الساعات الأولى من صباح السبت والأحد، إضافة إلى استهلاك جميع أنواع المخدرات.
واستفحلت ظاهرة البناء العشوائي للفيلات المخصصة لأنشطة تجارية، تعتمد الشيشة نشاطا أساسيا بشكل كبير في السنة الأخيرة، حيث تحدث أحد أبناء الدوار عن تشييد عدة فيلات دون تراخيص من المصالح المختصة، بجماعة السهول وعمالة سلا، وبكل من عين قزديرة وبمنطقة الطويلع تم تشييد فيلات للهدف ذاته، إضافة إلى تشييد إقامات فاخرة بكل من وسط الغابة والطريق رقم 407.
وتشير المعلومات التي حصل عليها موقع "تيلي ماروك" من السكان المتضررين، إلى أن بعض هذه الإقامات الفاخرة نبتت بجوار مؤسسات تعليمية، ابتدائية، إعدادية وثانوية إضافة إلى إحدى الداخليات، وهو ما يهدد تلاميذ هذه المؤسسات بالنظر إلى عامل الإغراء الذي يتربص باليافعين والمراهقين من تلاميذ المستويين الإعدادي والثانوي، ناهيك عن أن هذه الأنشطة قد تدفع بعض الآباء إلى وقف تمدرس الفتيات بسبب العقلية المحافظة، وبعد اختراق سكون المنطقة القروية بدافع إقامة مشاريع تجارية تتخذ من تقديم الشيشة نشاطا ظاهريا، وتخفي أنشطة أخرى محظورة، على غرار ترويج المخدرات بكل أنواعها، وتنظيم السهرات التي تنتهي في بعض المناسبات على وقع العراك والصدامات تحت تأثير المخدرات والكحول، بل إن مستغلي هذه الفضاءات يعمدون، في بعض الأحيان، إلى التمويه على أنشطتهم بادعاء تنظيم أنشطة مخصصة للأطفال للتغطية على الإنزال الكبير لعدد السيارات التي تتقاطر على المنطقة.
واشتكى سكان المنطقة، كذلك، من تضرر بيئة المنطقة من ظاهرة التخلص من قناني الجعة والنبيذ الأحمر، ومختلف قناني الخمر على قارعة الطريق بشكل عشوائي، مما يثير استياء الآباء خوفا على أبنائهم من الاستئناس بهذه المظاهر.
وتعرف جماعة السهول، أكثر من أي وقت مضى، تسيبا عمرانيا خطيرا، من مظاهره انتشار البناء العشوائي بالأراضي السلالية، وتشييد فيلات وإقامات فاخرة، دون مراعاة تصميم التهيئة الذي تم إقراره حديثا، في تجاهل للشكايات التي تتقاطر على عمالة سلا، إضافة إلى أن بعض الأنشطة المعمارية أبصرت النور بتواطؤ مفضوح من بعض مسؤولي العمالة.
هذا وتضع التحولات التي تعرفها جماعة السهول ومنطقة سيدي الشافي، رجال الدرك أمام مسؤولياتهم بسبب التسامح غير المفهوم مع العديد من الأنشطة التي تشكل تهديدا للسكينة العامة والأمن العام، إضافة إلى تنازل الجماعة القروية السهول عن تفعيل اختصاصاتها في مجال رصد مخالفات التعمير وتحرير محاضر بخصوصها، وإبلاغ سلطات العمالة بكل الخروقات التي تطال البنية العقارية إلى جانب رجال السلطة وأعوانها، في ظل انتعاش الأنشطة العشوائية بسبب الجاذبية المعمارية للمنطقة.
وبات العامل عمر التويمي مطالبا بإعمال القانون وعدم الاستمرار في تجاهل الوضعية الكارثية بمنطقة السهول المرتبطة بالترامي على أملاك الدولة وتنامي البنايات العشوائية، حيث يستغل بعض السماسرة المقربين من مسؤولين كبار في العمالة حالة التراخي والتساهل في تطبيق القانون وردع المخالفين، ليعيثوا فسادا بمنطقة السهول وضواحي المدينة التي تظل خارج حسابات السلطات الإقليمية التي تركز اهتماماتها على مشاكل هامشية وعمليات هدم لأحياء صفيحية محسوم في أمرها منذ سنوات.