بعد ثلاثة أيام من التحقيقات التي خضع لها بمقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، أحالت هذه الأخيرة، مساء الجمعة، المسمى (أ.ع) الشرطي السابق والمتهم الرئيسي في قضية كوكايين الهرهورة رفقة شخص آخر ينحدر من مدينة الناظور على أنظار الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالرباط، الذي قرر إيداعهما سجن العرجات ضواحي سلا، في انتظار إلحاقهما بثمانية متهمين آخرين بينهم فتاة جرى اعتقالهم في وقت سابق على ذمة التحقيقات الجارية في نفس الملف، حيث شرع قاضي التحقيق بالغرفة الرابعة لدى محكمة الاستئناف في استنطاقهم تفصيليا حول ملابسات هذا الملف الخطير المرتبط بالتهريب الدولي للمخدرات الصلبة.
مفتش الشرطة الذي سبق للحموشي أن عزله من سلك الأمن قبل سنوات المتهم الرئيسي المزداد سنة 1981 بالرباط، الذي دوخ الأجهزة الأمنية على المستوى الوطني لمدة شهر تقريبا، تم اعتقاله بمدينة الناظور، وجرى نقله إلى مقر الفرقة الوطنية بالدار البيضاء، ومنها إلى سجن العرجات بعد عرضه على النيابة العامة المختصة رفقة مسير شركة متخصصة في بيع السيارات تورط في تهمة إخفاء شخص مبحوث عنه من طرف العدالة وعدم التبليغ عنه، فيما يواجه رجل الأمن السابق الذي عثر على كمية ضخمة من الكوكايين تناهز 476 كلغ داخل شقته بشاطئ الهرهورة، تهما بالغة الخطورة تتعلق بتكوين عصابة إجرامية متخصصة في الاتجار الدولي للمخدرات الصلبة وحيازتها.
ولم تستبعد مصادر "تيلي ماروك"، أن تفجر التحقيقات التفصيلية التي سيخضع لها الموقوفون العشرة لدى قاضي التحقيق خلال الأيام القليلة المقبلة، تطورات مثيرة في هذا الملف المرتبط بتهريب كمية كبيرة من مخدر الكوكايين إلى التراب الوطني وتحديدا إلى منطقة الهرهورة ضواحي العاصمة الرباط انطلاقا من إحدى دول أمريكا اللاتينية، والتي اعتبرت أضخم كمية من الكوكايين جرى حجزها على المستوى الوطني من طرف الأجهزة الأمنية بعد الكمية الكبيرة التي حجزتها عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية قبل ثلاث سنوات بضواحي مدينة الصخيرات والمقدرة بطنين ونصف الطن من الكوكايين العالي التركيز، كما ينتظر أن تسفر المواجهات المباشرة بين كل المتهمين بمن فيهم الشرطي السابق الذي يعتبر متهما رئيسيا في القضية، و خمسة متهمين آخرين أصحاب شركات بالرباط والناظور ومطاعم فاخرة بالرباط، فضلا عن السيدة التي جرى اعتقالها بالدار البيضاء رفقة عشيقها المتابع معها في نفس القضية، عن معطيات جديدة، في الوقت الذي يتحسس الكثير من المسؤولين بقطاعات مختلفة رؤوسهم، في ظل الحديث عن علاقات صداقة واسعة للرجل، ربما كان يستغلها في غفلة منهم في تقوية نفوذه خاصة بالرباط و تمارة حيث يقطن رفقة أسرته.
وتوقعت مصادر الموقع أن تكشف التحقيقات ذاتها عن تورط شركاء آخرين في هذه القضية، التي لم تبح بكل أسرارها المرتبطة بهوية مالكي هذه الشحنة الضخمة، وترتيبات شحنها ونقلها من أمريكا اللاتينية إلى التراب الوطني، قبل العثور عليها بشقة مفتش شرطة سابق بمنطقة الهرهورة، الذي يرجح أنه يملك إمكانات الإجابة عن الكثير من الأسئلة المحيرة والغامضة في هذه القضية.
وكانت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء قد تمكنت، زوال الثلاثاء الماضي، من اعتقال المتهم الرئيسي في قضية كوكايين الهرهورة الذي تم العثور عليها داخل شقته بحي الرمال الذهبية بشاطئ الهرهورة، حيث جرى توقيفه بمدينة الناظور وسط شقة مسير شركة بيع السيارات الفخمة الذي تم اعتقاله هو الآخر، وقد تم نقلهما للبيضاء من أجل وضعهما رهن الحراسة النظرية وإخضاعهما لتحريات دقيقة، قبل عرضهما على النيابة العامة وإيداعهما السجن مساء الجمعة الماضي.