أثارت شكايات حول استغلال بعض جمعيات آباء وأولياء التلاميذ بالمؤسسات التعليمية بمدن الشمال من قبل أحزاب سياسية، استنفار مصالح وزارة الداخلية، من أجل فتح تحقيقات في كافة الملفات وتفعيل ربط المسؤولية بالمحاسبة، وكذا تتبع مآل بعض التجهيزات الخاصة بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتأكد من مدى قانونية بعض المكاتب، وملاءمة ذلك للقوانين المعمول بها، والقانون الأساسي الخاص بكل جمعية تنشط في المجال، ناهيك عن كشف حيثيات وظروف الصراعات الدائرة بين رؤساء بعض الجمعيات وآباء وأولياء التلاميذ الذين يرفضون التعامل مع المكاتب بحجة غياب الشفافية وعدم الوضوح بخصوص طرق صرف الأموال المتحصل عليها من المؤسسات كدعم، والتي يتم جمعها كمساهمات من قبل الآباء.
وحسب مصادر "تيلي ماروك" فإن مصالح عمالة المضيق - الفنيدق، باشرت التحقيق قبل أيام قليلة، في شكايات توصلت بها بخصوص اختلالات بجمعيات لآباء وأولياء التلاميذ بالمؤسسات التعليمية بالمضيق، فضلا عن البحث في اتهامات باتلاف تجهيزات تابعة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وعدم قانونية المكاتب المسيرة بسبب غياب عملية التجديد، وخرق مضامين القوانين الأساسية، وتجاوز الاختصاصات بالقيام بإصلاحات هيكلية داخل المؤسسات التعليمية.
واستنادا إلى المصادر نفسها فإن بعض رؤساء جمعيات آباء وأولياء التلاميذ بمدن الشمال، دخلوا في مشاحنات حادة مع مديري المؤسسات التعليمية حول احترام القانون الداخلي، وعدم منع التلاميذ الذين لم يتمكنوا من دفع المساهمة السنوية من دخول الفصل، حيث وصل الأمر حد توجيه مراسلات في الموضوع لمصالح وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بالمضيق - الفنيدق، توصلت بشكايات متعددة في موضوع اختلالات تسيير بعض جمعيات آباء وأولياء التلاميذ، فضلا عن توصلها بمراسلات من مدير مؤسسة ابن بطوطة، في موضوع الاحتقان داخل المؤسسة والصراعات والخروقات..، وضرورة التدخل لحماية حق التلميذ في التعليم وفق الجودة المطلوبة وتوفير الأجواء المناسبة.
وذكر مصدر مطلع أن قرب المحطة الانتخابية المقبلة، دفع بالعديد من الأحزاب السياسية، إلى تحريك أعضائها داخل جمعيات آباء وأولياء التلاميذ بمدن الشمال، وذلك من أجل استغلال المرحلة لكسب تعاطف الناخبين، ومحاولة استغلال ملف التعليم الأولي بطرق ملتوية، إلى جانب الركوب على مصلحة التلاميذ لتحقيق أجندات سياسية ضيقة.
وأضاف المصدر نفسه أن مصالح وزارة الداخلية بالشمال، عازمة على القطع مع كل استغلال سياسي لجمعيات آباء وأولياء التلاميذ بالمؤسسات التعليمية، وذلك من خلال التفاعل مع الشكايات وفتح تحقيق في كل الاختلالات والتجاوزات، وعدم التساهل مع خرق القوانين الأساسية والتدقيق في طرق صرف الدعم والأموال المحصلة من الآباء، وتهميش تجديد المكاتب المسيرة.