رغم الإعلان عن مصالحة داخل حزب الأصالة والمعاصرة، قبل أسبوعين، ظهرت بوادر أزمة تنظيمية جديدة مع اقتراب انعقاد اجتماع اللجنة التحضيرية المقرر اليوم السبت بقاعة الندوات "الداوليز" بسلا، للإعلان رسميا عن موعد المؤتمر الوطني الرابع للحزب.
وفي إطار التحضير لاجتماع، عقد تيار الأمين العام للحزب، حكيم بنشماش، هذا الأسبوع، اجتماعا بمنزل العربي المحرشي، خصص لوضع مخطط لإحكام القبضة على الحزب، ومواجهة أي رغبة لتيار "المستقبل" في توجيه أشغال اللجنة التحضيرية، التي يترأسها سمير كودار، المحسوب على التيار المعارض للأمين العام.
وحضر الاجتماع، بالإضافة إلى بنشماش والمحرشي، كل من أحمد التهامي، وسمير بلفقيه، وفريد أمغار، وحسن التايقي، وعبد المطلب اعميار، حيث طلب المحرشي من بنشماش الإعلان عن موقف صريح بخصوص ترشحه للأمانة العامة للحزب، لكن بنشماش رفض ذلك، وبرر موقفه بـ "انتظار الإشارة من جهات عليا". وكشفت المصادر أن المحرشي شكل تيارا يضم عددا من القياديين للبحث عن مرشح بديل في حالة عدم ترشح بنشماش لقيادة الحزب، وتقرر خلال اللقاء عقد اجتماع مع أعضاء اللجنة التحضيرية التي يترأسها التهامي، مساء أمس الجمعة، لإطلاعهم على المستجدات.
وخلف إعلان الأمين العام الأسبق، محمد الشيخ بيد الله، نيته الترشح لقيادة الحزب في مؤتمره المقبل، ارتباكا داخل تيار بنشماش، حيث عقد معه هذا الأخير اجتماعا بحضور قياديين، لاستفساره عن أسباب خرجته الإعلامية قبل انعقاد اللجنة التحضيرية، فأخبرهم بـ "تلقيه تعليمات لإنقاذ الحزب من أزمته"، دون أن يكشف عن الجهة التي أصدرت له التعليمات. وأوضح بيد الله أثناء إعلان ترشحه أنه "بعد الأزمة التي مر بها الحزب، قررت تقديم ترشيحي استجابة للطلبات الملحة التي قدمها لي العديد من قادة الحزب"، وأضاف "قررت التقدم رسميا للترشح خلال اجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع، الذي سيعقد يوم السبت 4 يناير في الرباط".
وبرز انشقاق في تيار "المستقبل" المعارض، حيث رفض محمد الحموتي، أحد أبرز قادة التيار دعم ترشح عبد اللطيف وهبي لمنصب الأمانة العامة، وهو ما يفسر غياب الحموتي عن لقاءات المصالحة التي تمت خلال الأسبوع الماضي بمنزل بنشماش، ثم بعدها في منزل وهبي، كما غاب عن اجتماع المكتب السياسي، الذي تم الإعلان خلاله عن المصالحة الداخلية. وأكدت مصادر مقربة من الحموتي، أن هذا الأخير شكل تيارا داخل تيار المستقبل، من أجل دعم عضو المكتب السياسي، والنائب البرلماني عن إقليم مديونة، صالح أبو الغالي، للترشح لمنصب الأمانة العامة، فيما يدعم باقي أعضاء التيار ترشيح وهبي للمنصب ذاته، رغم تحفظ كل من فاطمة الزهراء المنصوري، وأحمد اخشيشن، الذي يرغب بدوره في قيادة الحزب.