أسر مصدر جيد الاطلاع لـ "تيلي ماروك"، أن مؤسسة الرعاية الاجتماعية بعين عتيق اهتزت، أول أمس الثلاثاء، على وقع جريمة قتل بشعة بطلها نزيل مختل عقليا ثلاثيني، أزهق روح زميله النزيل بنفس المؤسسة، بعد خنقه بقوة أمام ذهول باقي النزلاء الذين لم يقدروا خطورة الجريمة ويبادروا لإنقاذ الضحية وفي غياب أي مشرف مصاحب لهما. وحلت بعين المكان عناصر الدرك الملكي التي فتحت تحقيقا في الواقعة تحت إشراف النيابة العامة المختصة، حيث تم نقل جثة الهالك إلى مستودع الأموات، فيما جرى إيقاف النزيل المختل ووضعه رهن الخبرة الطبية بمستشفى الرازي بسلا في انتظار إخضاعه للتحقيق بعد إشارة الأطباء بإمكانية تجاوبه مع المحققين بالنظر لوضعه النفسي والصحي.
وحسب مصادر عليمة، فقد كشفت واقعة قتل النزيل بخيرية عين عتيق، أول أمس الثلاثاء، المستور برمته بهذه المؤسسة، حيث الفوضى المطلقة والإهمال الذي رمى بحوالي 500 نزيل يعيشون في أوضاع لاإنسانية وخطيرة، أفرزت جريمة قتل بشعة بسبب نزاع بين نزيلين في غياب المرشدين والأطباء المصاحبين. وأكدت مصادر الجريدة، أن جريمة القتل التي شهدتها المؤسسة تسائل منظومة التدبير التي تتداخل فيها مهام مصالح ولاية الرباط ومجلس مدينة الرباط، خاصة بعد أن ظلت فعاليات عديدة غالبيتها من المحسنين والجمعيات المهتمة تدق ناقوس الخطر على إهمال وزارة المصلي وكل المسؤولين لهذه المؤسسة الرمزية التي تحظى برعاية ملكية سامية، وصرفت عليها الملايير منذ إحداثها، دون أن تنتج منظومة تدبير ناجعة تتسم بالحكامة والإنسانية واستحضار المواثيق والتوجيهات.
وذكرت مصادر الموقع، أن المؤسسة باتت تعيش أوضاعا مأساوية تفرض فتح تحقيق عاجل لتحديد المسؤوليات في الوضع الكارثي، حيث يعيش مئات النزلاء غالبيتهم مختلين عقليا، بدون رعاية طبية ونفسية متخصصة، وإدارة مواكبة وحريصة، علما أن المركز يضم أطفالا وتلاميذ وطلبة التكوين المهني، يتقاسمون فضاء وحيدا، ويلج الجميع المؤسسة من مدخل واحد.