كشفت مصادر مطلعة من داخل مجلس الرباط، أن محمد صديقي، عمدة المدينة، عن حزب العدالة والتنمية، أوقع المدينة في حالة "بلوكاج" حقيقي، بسبب عدم منح التفويضات لنوابه في المجلس، ما عطل مصالح المواطنين الراغبين في الحصول على تراخيص من المصالح المعنية، تشير المصادر، التي أوضحت أن العمدة صديقي قام بما يزيد عن 54 سفرا إلى الخارج منذ ترؤسه لمجلس جماعة الرباط، معتبرة أن هذا الرقم مرتفع بشكل كبير بالمقارنة مع الولايات السابقة ومع الأنشطة الرسمية التي تربط الجماعة بالجانب الخارجي. وأوضحت المصادر أن العمدة صديقي لم يقدم أي تقرير خلال دورات المجلس عن السفريات التي يقوم بها على حساب ميزانية المجلس.
وفي السياق ذاته، أوضحت المصادر أن سفريات العمدة صديقي، بالإضافة إلى نائبته، سعاد الزيدي، والتي قاربت بدورها 42 سفرية إلى الخارج، تكلف ميزانية الجماعة الملايين، مؤكدة أنه، في العام الماضي سافر العمدة لما يزيد عن ست مرات إلى دولة جنوب إفريقيا، موضحة أنه في كل سفر يحمل معه هدايا ومقتنيات للجهة المستضيفة، وهي التي تزيد من ثقل ميزانية الجماعة، في ظل الشلل الذي تعانيه بسبب رفض صديقي منح التفويضات بالتوقيعات لنوابه باستثناء نائبه العمراني الذي منحه تفويض مصالح حفظ الصحة، في الوقت التي بدأت تطفو احتجاجات للمواطنين المتضررين من غياب التراخيص خلال فترات سفر العمدة الطويلة.
وكان مستشارون من حزب الأصالة والمعاصرة في فريق المعارضة داخل مجلس مدينة الرباط، اتهموا العمدة صديقي بتبذير الملايين في السفريات، مؤكدين أن العمدة صرف أزيد من 42 مليونا عن تنقلاته خارج المملكة في ما مجموعه 200 يوم في السنة، حسب المستشارين الذين اتهموا العمدة، أيضا، بعدم تقديم أي منافع ذات جدوى للمدينة من السفريات العديدة التي يحتكرها رفقة بعض نوابه، مشيرة إلى تهميش العمدة لعدد من مكونات الأغلبية، مقابل تقريب مستشارين ونواب من حزبه، وتخصيصهم بمرافقته خلال الرحلات التي تكلف الملايين.