أثار المبلغ المالي الضخم الذي خصص لتهيئة شارع الأميرة عائشة بالقنيطرة، الذي تشرف عليه جماعة القنيطرة، والمقدر في 860 مليون سنتيم، ردود فعل حول هدر المال العام على الساحات العمومية وصرف ميزانية البلدية بعدما خصص مبلغ كبير لمساحة تقدر بـ 200 متر تشمل تزيين الساحة التي أثارت ضجة بعد اجتثاث أشجارها من النخيل التي عرفت احتجاجات واسعة من طرف ساكنة القنيطرة التي تعتبر الساحة المذكورة من الذاكرة التاريخية للمدينة.
وأكد مسؤول في الجماعات الترابية أن هذا المبلغ يعتبر غير واقعي وخياليا، موضحا أنه حتى لو كانت هذه المساحة ستصنع من الفولاذ الحديدي والرخام ذي الجودة العالية، فلن تصل لهذا المبلغ، مضيفا أن التهيئة المعترف بها في مراجعة الأثمنة يجب أن لا تتعدى 200 مليون. وأوضح المسؤول ذاته أنه سبق له القيام بتهيئة ساحة من 600 متر مربع وأنجز فيها حصانين نحاسيين ولم يتجاوز مبلغها 70 مليون سنتيم، معتبرا أن مبلغ 860 مليونا لتهيئة 200 متر فقط هو ضرب من الخيال، ويحتاج إلى مراجعة وفتح تحقيق بخصوصه لوضع حد لما سماه العبث في صرف المال العام.
من جانبه، أكد مهتم بالشأن المحلي بالقنيطرة أن المبلغ لا يتناسب مع طبيعة المشروع، وأنه كانت هناك أولوية أخرى، مثل الأحياء الهامشية والمقصية، عوض التركيز على ما هو إشعاعي، والاهتمام بالحاجيات الحقيقية للسكان. وأضاف المتحدث نفسه أن العديد من المشاريع عرفت هدر أموال ضخمة لا تعكس لا الأولوية ولا جودة الأشغال التي كانت رديئة، على اعتبار أن بعض المشاريع السابقة، على غرار منطقة "الخبازات"، صرفت فيها أموال ضخمة جدا إلا أن بنيتها التحتية غير مؤهلة، كالتطهير السائل، بسبب تدهور خدمات الأشغال المنجزة وتقهقرها عبر ظهور حفر بالمنطقة، والمبالغ التي تم صرفها لا تعكس جودة الأشغال.